بسم الله الرحمن الرحيم
قضاء حوائج الاخوان: من الامور التي يتهاون بها بعض الاخوة المؤمنون ويتضايقون منها بل البعض يصدر منه كلام مسئ لهم اذا طلبوا منه حاجة ما ولا يعلمون ان الشكر يكون من جنس العمل فشكر الجاه حل المشكلات بجاهه والسعي بذلك وشكر المال اعطاء المحتاجين وهكذا فالشكر ليس فقط باللسان ولذا قال الاية الشريفة:
( اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور)13 سبأ ولنذكر بعض الاحاديث الشريفة على قضاء حوائج الاخوان:
الصادق(عليه السلام)(من طاف بالبيت أسبوعا كتب الله عز وجل له ستة الآف حسنة ومحى عنه ستة الآف سيئة ورفع له ستة آلاف درجة…ثم قال وقضاء حاجة المؤمن أفضل من طوا ف وطواف حتى عد عشرا.
النبي(صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين) ان الله خلق خلقا من رحمته لرحمته برحمته وهم الذين يقضون الحوائج للناس فمن استطاع منكم أن يكون منهم فليكن)
وفي رواية(دخل سدير الصيرفي على ابي عبد الله (عليه السلام)فقال(يا سدير ما كثر مال رجل قط الا عظمت الحجة لله عليه فإن قدرتم ان تدفعوها عن انفسكم فافعلوا فقال له يابن رسول الله بماذا قال بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم) .
وعن النبي (صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين) (لايكلف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته).
وعن الصادق(أنه قال ان لله عبادا من خلقه يفزع العباد إليهم في حوائجهم اولئك هم الآمنون يوم القيامة) .
وعن الصادق(عليه السلام) من فرج عن أخيه المسلم كربته فرج الله عنه كربة يوم القيامة ويخرج من قبره مثلوج الفؤاد) .
زعن علي (عليه السلام)(من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب).
ذكر العلماء ان الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة وذكروا ان الطواف لغير اهل مكة افضل من الصلاة في المسجد الحرام ولكن انظر الى هذه الرواية التي تفضل قضاء حاجة المؤمن على الطواف :
عن اسماعيل الخثعمي قلت لإبي عبد الله (عليه السلام)إنا إذا قدمنا مكة ذهب أصحابنا يطوفون ويتركوني أحفظ متاعهم قال انت اعظم اجرا).
وعن النبي(صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين) (ان الله في عون المؤمن مادام المؤمن في عون أخيه المؤمن) .
وعن الصادق (عليه السلام) انه قال لرفاعة بن موسى وقد دخل عليه( يا رفاعة الا اخبرك بأكثر الناس وزرا ؟ قلت بلى جعلت فداك قال من اعان على مؤمن بفضل كلمة ثم قال الا اخبركم بأقلهم اجرا قلم بلى جعلت فداك قال من ادخر عن أخيه شيئا مما يحتاج اليه في امر اخرته ودنياه ثم قال الا اخبركم بأوفرهم نصيبا من الاثم قلت بلى جعت فداك قال من عاب عليه شيئا من قوله وفعله أو رد عليه احتقارا له وتكبرا عليه . ثم قال أزيدك حرفا آخر يارفاعة ما آمن بالله ولابمحمد(ص) ولا بعلي من إذا أتاه أخوه المؤمن في حاجة لم يضحك في وجهه فإن كانت حاجته عنده سارع الى قضائها وان لم يكن عنده تكلف من عند غيره حتى يقضيها له فإذا كان بخلاف ما وصفته فلا ولاية بيننا وبينه).
وعن الصادق (عليه السلام) لبعض اصحابه(خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم فمن صالِح الاعمال بر الاخوان والسعي في حوائجهم ففي ذلك مرغمة للشيطان وتزحزح عم النيران ودخول الجنان أخبر بهذا غرر أصحابك قال قلت من غرر اصحابي جعلت فداك؟ قال هم البررة بالأخوان في العسر واليسر).
وعن الباقر ان بعض الشيعة سأله فقال جعلت فداك إن الشيعة عندنا كثيرون فقال (هل يعطف الغني على الفقير ويتجاوز المحسن عن المسئ ويواسون) قلت لا قال (عليه السلام) ليس هؤلاء الشيعة الشيعة من يفعل هذا) .
عن الصادق (عليه السلام) (ما عبد الله بشئ أفضل من أداء حق المؤمن ).
قال رجل من اهل الري ولي علينا بعض كتاب يحيى بن خالد وكان علي بقايا يطالبني بها وخفت من الزامي اياها خروجا عن نعمتي وقيل لي انه ينتحل هذا المذهب فخفت ان امضي اليه وامت به اليه فلا يكون كذلك فأقع فيما لا احب فاجتمع رأيي على اني هربت الى الله تعالى وحججت ولقيت مولاي الصابر يعني موسى بن جعفر عليهما السلام فشكوت حالي اليه فأصحبني مكتوبا نسخته:
( بسم الله الرحمن الرحيم اعلم ان الله تحت عرشه ظلا لايسكنه الا من اسدى الى اخيه معروفا او نفس عنه كريهه او ادخل على قلبه سرورا وهذا اخوك والسلام) .
قال فعدت من الحج الى بلدي ومضيت الى الرجل ليلا واستأذنت عليه وقلت رسول الصابر (عليه السلام) فخرج الي حافيا ماشيا ففتح لي بابه وقبلني وضمني اليه وجعل يقبل عيني ويكرر ذلك كلما سألني عم رؤيته (عليه السلام) وكلما اخبرته بسلامته وصلاح احواله استبشر وشكر الله تعالى .
ثم ادخلني داره وصدرني في مجلسه وجلس بين يدي فاخرجت اليه كتابه (عليه السلام) فقبله قائما وقرأه ثم استدعى بماله وثيابه فقاسمني دينارا دينارا ودرهما درهما وثوبا ثوبا وأعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته وفي كل شئ من ذلك يقول يا اخي هل سررتك فأقول اي والله وزدت على السرور ثم استدعى العمل فأسقط ما كان باسمي وأعطاني برائة مما يتوجبه علي منه وودعته وانصرفت عنه فقلت لا اقدر على مكافأة هذا الرجل الا بإن احج في قابل وأدعو له والقى الصابر (عليه السلام) واعرفه فعله ففعلت ولقيت مولاي الصابر (عليه السلام) وجعلت احدثه ووجهه يتهلل فرحا فقلت يامولاي هل سرك ذلك؟
فقال اي والله لقد سرني وسر امير المؤمنين (عليه السلام) والله لقد سر جدي رسول الله(صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين)والله لقد سر الله تعالى).