* ما هو مفهوم (العروة) ولماذا وصفها الله (بالوثقى) وأمر بالتمسك بها لأنها مقرونه ومربوطه بعضها ببعض كما وصفها بأنها لاتقبل الانفصام أو الانفصال أي الانفكاك او الافتراق ابدا عن بعضها البعض والا فسد ايمان الفرد
والعروة الوثقى لها ثلاثة ابعاد
وهي (الكفر بالطاغوت) و(الايمان بالله) و(الاحسان) وقد تكررت فى آيتين فى المصحف فى البقرة 256 ولقمان 22 ،حيث قال ربى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ﴿٢٥٦ البقرة﴾
* وقال ربى (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِالْوُثْقَىٰ) ﴿٢٢ لقمان﴾
* واذا قمنا بتقاطع الايتين وصلنا الى ان هناك قاسما مشتركا تكرر فى الايتين وهو الايمان بالله والتسليم له
* بينما سبق الايمان بالله فى الايه الاولى الكفر بالطاغوت اولا وجاء تاليا له فى الاية الثانيه الاحسان
* ولتوضيح معنى ( الطاغوت) الذى هو الطغيان على الناس فى كل شئ فقد اشار ربى الى اكراه الناس وركز فى الايه على عدم اكراه الناس على الدين حيث قال ربى ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (256) البقرة. والطاغوت هو من اتخذه الناس من دون الله وليا او حاكما
وذلك لقوله تعالى: “والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات” ونحن نعلم ان اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ فالولاية هنا محصورة لله بالاصالة ثم بالتبع الى رسوله والى امير المؤمنين واولاده لقوله تعالى”انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا.. “.
كلمة أولياؤهم جاءت بصيغة الجمع بينما كلمة الطاغوت، جاءت بالخبر مفرداً وهو الطاغوت لمبتدأ جمع وهو أولياء، ووصف هؤلاء الأولياء بالطاغوت لأنهم يخرجون الذين كفروا من النور إلى الظلمات.
. لماذا لم يقل الله هنا: “طواغيت” بدلا من طاغوت؟ لإن الطاغوت واحد وان كان له مصاديق متعدده، كالشيطان
والحاكم بغير أمر الله؛ كلهم طاغوت، لقد التزمت الآية بالإفراد والتذكير، أي أن المخرجين من النور إلى الظلمات هم أولياء الطاغوت، أو من اتخذوا الطواغيت أولياء، وهم إلى النار خالدون. والدخول للنار يكون للطواغيت ويكون لأتباع الطواغيت.
# ( الاحسان) هو الانفاق فى السراء والضراء اى العطاء فى كل الاحوال، وكظم الغيظ والتحكم فى النفس عند الغضب والعفو عن الناس بدلا من الانشغال بالانتقام
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) آل عمران.
وعليه
* يكون مفهوم (العروة الوثقى) هو اولا وقبل الايمان بالله هو الكفر بالطاغوت ، ثم تاليا الايمان والتسليم لله ثم الاحسان ( اى العطاء وكظم الغيظ وعدم الميل للانتقام) هذا وقد اورد ربى واشترط عليك قبل ان تؤمن به ان تكفر بالطاغوت اولا
قال تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) النحل
نخرج بمحصلة ان العروة الوثقى هي التمسك بولاية علي عليه السلام وأهل بيته عليهما السلام ومن سار على نهجهم والبراءة من أعدائهم والتمسك بكتاب الله .
وهو قول النبي : «إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ». وقد أجمع المسلمون بكل طوائفهم ومذاهبهم على التسليم بصحة صدور الحديث عنه.فأمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة من بعده هم حبل ممدود من الأرض إلى السماء غيرمنقطع ولا منفصل فمن تمسك بهم تمسك بالعروة الوثقى، إذ روي عن الإمام الصادق قوله: (نحن حبل الله الذي قال الله: (واعتصموا بحبل الله جميعا) الآية فالمستمسك بولاية علي بن أبي طالب المستمسك بالبر، فمن تمسك به كان مؤمنا، ومن تركه كان خارجا من الايمان)
ومنها: ما روي عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال: (من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى, ويعتصم بحبل الله المتين, فليوال علياً بعدي وليعاد عدوه, وليأتم بالأئمة الهداة من ولده فإنّهم خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي وسادة أمتي وقادة الأتقياء إلى الجنة, حزبهم حزبي وحزبي حزب الله, وحزب أعدائهم حزب الشيطان).
ومنها: ما روي عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: (في قوله تعالى: ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) هي: ولاية علي عليه السلام والقول بإمامته والبراءة من أعدائه. والطاغوت أعداء آل محمد عليهما السلام ).
السيد مخلص ال شبيب