الكتاب المفرغ هو محاضرة ألقاها عثمان بن محمد الخميس والكتاب هو فى إطار حرب معلنة وغير معلنة بين السنة والشيعة ارتكب فيها الفريقان الكثير من الآثام فكل منهم أدخل فى الإسلام ما ليس منه فالإسلام هى وحى الله وليس أشخاص كالصديق والفاروق وعلى وعثمان والحسن والحسين ومعاوية وفاطمة وعائشة ومن ثم نجد أن معظم الكتب الدفاعية والهجومية تدور ليس حول وحى الله وإنما تدور دفاعا أو هجوما على أشخاص
كلامى هذا هو لإظهار الحقيقة فكل زوجات النبى(ص) طاهرات مطهرات رضى الله عنهن والذين آمنوا مع النبى(ص) جميعا رضى الله عنهم جميعا بلا استثناء لأحد ومن ثم يجب أن يفهم النقد التالى فى هذا الإطار
السؤال الذى يطرح نفسه:
من هؤلاء أصحاب الأسماء حتى يكونوا هم الإسلام ولا يوجد اسم منهم فى كتاب الله يدل على أنه كان موجودا فى عهد النبى(ص)؟
وحتى لو كانوا موجودين فقد ماتوا منذ ألاف السنوات فما ذنب من بعدهم حتى يتقاتلوا على ما حدث وهو لم يحدث ؟لأنهم لا ذنب لهم
نقول افتراضا خلاف وانتهى بموت أصحابه لماذا يجدد الناس هذا الخلاف وهم أبرياء منه كما قال سبحانه:
” ولا تزر وازرة وزر أخرى”
قامت المعارك الكلامية والقتال على أسماء وحكايات لا يمكن أن يكون لها وجود كالمذكور فى كتب التاريخ المعروفة لو درسنا كتاب الله لوجدناه ينفى كل هذا التاريخ الخلافى وما ترتب عليه من دول بنى أمية وبنو العباس وبنو فاطمة
كتاب الله نفى أن يحدث الخلاف وهو إضاعة الدين وإتباع الشهوات إلا فى عهد الخلف وهم الأجيال التالية لجيل المؤمنين بالنبى(ص) والذى يطلق عليه الصحابة خطأ فى كتب التاريخ وإنما هم المؤمنون مع محمد(ص) كما قال تعالى ” محمد رسول والله والذين معه” وفى هذا قال تعالى:
“أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا”فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات”
إذا الخلاف وهو تحول المسلمين من الإسلام للكفر يحدث فى عهد الجيل الثانى على أعظم تقدير ولكن الخلاف فى كتب التاريخ حدث ومعظم الذين مع النبى(ص) أحياء من بداية العقد الثالث ومن ثم فلا وجود لهذا التاريخ لا وجود لمقتل الخلفاء ولا حروبهم الداخلية ولا وجود لمقتل الحسن والحسين وغير ذلك مما يسمونه مظالم أهل البيت
كل ذلك طبقا لكتاب الله كذب فى كذب
الغريب أن الكل يقرئون أن الله قال فى الذين أمنوا مع النبى(ص)” رضى الله عنهم ورضوا عنه” فهل يرضى الله عن القتلة وناهبى المال ومنتهكى الأعراض وحرمات البيوت ومشوهى الجثث ومعذبى الناس ؟
قطعا لا يمكن أن يقوموا بأى شىء مما فى التاريخ الكاذب من تلك الحروب نعم يحدث بينهم خلاف بسيط ولكنه لن يتطور أبدا لقتال
استهل الخميس محاضرته بالحديث عن عائشة زوجة النبى(ص) معددا مميزاتها فقال:
“إخواني وأخواتي حديثنا معكم في هذه الليلة إخواني وأخواتي عن
الصديقة بنت الصديق، عن حبيبة رسول رب العالمين
عن إلفه القريب، الطيبة، المبرأة من فوق سبع سماوات، اختارها الله تبارك وتعالى لنبيه محمد (ص) كما قال جل وعلا: ” والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات “لم يتزوج رسول الله (ص) بكرا غيرها، هي بكره الوحيدة ولم ينزل عليه الوحي في لحاف امرأة سواها، أحب أزواج رسول الله (ص) إلى قلبه، بل أحب الناس إليه كما في حديث عمرو بن العاص لا يعلم في الدنيا كلها أبدا أعلم من أم المؤمنين عائشة وأرضاها، أعلم امرأة على وجه الأرض بشريعة الله تبارك وتعالى هذه المرأة حبها إيمان بغضها ضلال سبها فجور قذفها كفر بالله تبارك وتعالى من رضيها أما له فهو مؤمن، ومن لم يرضها أما فهو كافر قال الله تبارك وتعالى عن نبيه محمد (ص) “النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ” فهي أم المؤمنين، ومن لم يرضها أما له فليس من المؤمنين “
المعلومات الواردة هنا هى معلومات تاريخية الله أعلم بصحتها من بطلانها فحكاية كونها البكر الوحيدة ونزول الوحى فى لحافها كلها أمور لا ذكر لها فى كتاب الله بل إن قوله تعالى “”عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا”
يكذب حكاية كونها البكر الوحيدة وهناك آية تقول أن معظم زوجاته كن من ناحية القرابة العم والخال والعمات والخالات وهى :
“يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك”
ومع هذا فالروايات التاريخية تقول أن زوجاته كلهن لم يكن أقارب له عدا ابنة عمته وهى روايات تكذب كتاب الله الذى يقول أن أقل عدد تزوجه منهن هو أربعة ابنة عم وابنة خال وبنت عمة وبنت خالة
إذا نحن أمام تاريخ كاذب
بعد ذلك حدثنا الخميس عن نسبها فقال:
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق التيمية القرشية، كنيتها أم عبد الله، لم يكن لها أولاد ولكن كنيت بابن أختها عبد الله بن الزبير؛ فكان يقال لها أم عبد الله، وذلك أنها كانت تحبه كثيرا وعنها أمها أم رومان بنت عامر الكنانية ولدت عائشة بعد البعثة بخمس سنين وأبو بكر كان أول من أسلم من الرجال، فلم تعرف الشرك ولم تعرف الأصنام وإنما ولدت على الفطرة وعاشت موحدة وقبل مهاجر النبي (ص) خطبها من أبي بكر وهي بنت ست فقال أبو بكر للنبي (ص) لما طلب يد ابنته؛ قال: أو تحل لك يا رسول الله؟؟!!قال: نعم فقال أبو بكر للنبي (ص): أو لست أخي؟؟قال: بلى في الإسلام، وهي حلال لي فتزوجها (ص) “
لا أدرى كيف يصدق الناس رواية كهذه رجل يطلب يد طفلة لم تبلغ وهو يعلم أن الله أن هناك سن للنكاح والحلم كما قال تعالى “وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح” وقال””وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستئذنوا كما استئذن الذين من قبلهم”
ومن ثم فالله لا يجيز زواج أطفال ولا طفلات لعدم بلوغ سن النكاح أو الحلم فالصالحة للزواج لابد أن تكون بالغة عاقلة ثم كيف يتم أخذ رأيها وهى غير عاقلة ؟
كلام يجعل الكفار يضحكون علينا ويتهمون ديننا بالتخلف مع أن المتخلفين هم من وضعوا الروايات ومن صدقوها بلا تفكير ولا عرض على كتاب الله
ثم روى الخميس الرواية التالية:
*- قال لعائشة يوما (ص): ” أريتك في المنام ثلاث مرات، يأتي بك الملك إلي في سرقة من حرير – أي في قطعة من حرير – فيقول لي: هذه زوجتك، فأكشف فإذا أنت ” ثلاث مرات يراها النبي (ص)!!قال: ” فقلت إن يكن هذا من عند الله يمضه “وفعلا أمضاه الله تبارك وتعالى، وتزوج النبي (ص) عائشة”
قطعا هذه الرواية لا يوجد فيها ما يدل على بطلانها أو صحتها وهى مقبولة المعنى وأما الرواية التالية حسب تفسير الخميس لها على كونها البكر الوحيدة التى تزوجها محمد(ص)فلا تصح مع الكلام الذى قلناه فى البداية:
“- قالت يوما للنبي (ص): يا رسول الله، أرأيت لو نزلت واديا وفيه – أي في الوادي – شجرة قد أكل الناس منها وشجر لم يأكل منه الناس؛ في أي الشجر ترتع بعيرك؟ فقال (ص): ” في الشجر الذي لم يأكل منه الناس “فضحكت ، لأنها تريد نفسها أنها بكر هي الوحيدة التي تزوجها النبي (ص) وهي بكر وأرضاها كل أزواج النبي (ص) تزوجن غيره قبله إلا عائشة ما عرفت إلا رسول الله، وما دخل عليها غير رسول الله (ص)”
ثم ذكر بعض روايات الفضائل فقال:
لها من الفضائل الشيء الكثير، وما جلسنا في هذا المجلس معكم لذكر فضائلها فقط وإنما قصدنا أن نتكلم بشكل عام عن حياة أمنا رضي الله تبارك وتعالى عنها وأرضاها، ومالا يدرك جله لا يترك كله، فننوه على بعض فضائلها وأرضاها
*- سأل عمرو بن العاص، لما أراد النبي أن يرسله إلى ذات السلاسل سأل النبي (ص): من أحب الناس إليك؟قال (ص): ” عائشة “قال: ومن الرجال؟قال (ص): ” أبوها ” فقدمها على كل الناس “
قطعا النبى(ص) حتى لو كان يفضل رجل أو امرأة قلبيا فلن يعلن هذا لأحد غيرهم لأنه لو أعلن هذا فسيجعل الكل يكرهونهم كما سيجعل البعض يكسل عن العمل لأنه مهما فعل من طاعات وحسنات فلن يبلغ تلك المنزلة ومن ثم كل أحاديث الفضائل بلا استثناء هى أحاديث كاذبة لم يقلها النبى(ص) لأنه تورث الضغائن والأحقاد بل تنفر الناس من الإسلام وهى متعارضة حتى مع مبدأ المفروض اتباعه وهو عدم التفرقة بين الرسل(ص) كما قال تعالى على لسان المسلمين” لا نفرق بين أحد من رسله” ومن ثم الرسول(ص) لن يفرق بين المؤمنين أو المؤمنات ثم قال:
“- ويقول أنس عن النبي (ص): ” فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام “اختلف أهل العلم أيهما أفضل: عائشة أو خديجة؟عائشة أو فاطمة؟مع اتفاقهم جميعا على أن عائشة وخديجة وفاطمة أفضل النساء على الإطلاق ولكن اختلفوا أي هذه الثلاث أفضل، ن جميعا؟؟؟ويكفينا أنهن من أهل الجنة وأنهن في الفردوس الأعلى ن وأرضاهن “
كما قلت سابقا لا يمكن للرسول(ص) أن يعلن أفضلية فلانة على باقى زوجاته لأنه بهذا يجلب لنفسه المشاكل داخل البيت وهى مشاكل ليست يوما واحدا وإنما طوال العمروالنبى0ص) فى غنى أساسا عن المشاكل لأنها تقابله يوميا من لحظة صحوه حتى نومه ومن ثم فهو من المؤكد أنه حريص على ألا يكون فى جو مشحون بالكراهية والشجار
نعم قد يعلن هذا للمفضلة فى السر ولكنه لن يعلن ذلك على الملأ ثم قال”
“*- جاء في فضلها أنها سألت النبي (ص) يوما: أي أزواجك معك في الجنة؟فقال النبي (ص): ” ألا إنك منهن ” يعني أنت معي في الجنة
*- قال لها يوما (ص): ” هذا جبريل يقرئك السلام فقالت وأرضاها: عليك وعلى جبريل السلام “
وقطعا هذه الرواية لا تصح لأنهن كلهن فى الجنة كما قال تعالى :
“وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما ”
ثم قال:
“*- قال لها (ص) يوما: ” إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى” قالت: من أين تعرف ذلك؟فقال: ” أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم “قالت: أجل، والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك ورب محمد ورب إبراهيم (ص) “
هذا الرواية من الممكن أن تكون صحيحة المعنى وقعت
ثم كرر الخميس بعض ما سبق وذكر زيادة عليه فقال:
“عائشة لها خصوصيات، يعني لم يشاركها أحد فيها، من هذه الخصوصية:
*- أنها البكر الوحيدة التي تزوجها النبي (ص)، هذه خصوصية
*- من خصوصياتها كذلك أن النبي (ص) كان يقسم لجميع نسائه ليلة ليلة وجعل لعائشة ليلتين، وهي ليلتها وليلة سودة أهدتها لعائشة، فعندما يمر النبي (ص) على زينب وعلى أم سلمة وحفصة وأم حبيبة وجويرية وميمونة وغيرهن من أمهات المؤمنين يمر على كل واحدة ليلة ويمر على عائشة ليلتين وكذلك من خصوصياتها أن النبي (ص) علم أنها ستكون زوجة له قبل أن يتزوجها، وكانت تعرض عليه كما ذكرنا، عرضها عليه الملك ثلاث مرات في سرقة من حرير، وهذه في رؤية منام (ص)”
هذه الرواية عن تنازل زوجة عن ليلتها لأخرى لا تتفق مع كتاب الله لأن الله جعل تنازل المرأة المعرض عنها زوجها مالية ومن ثم ذكر الشح فقال “وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح”
كما أن النبى(ص) يعلم أن المرأة مهما كانت نفسيتها لا تستغنى عن الجماع كما أن امتناع الرجل عنها امتناعا كاملا يجعلها تفكر فى الزنى ومن ثم لا يمكن أن يكون ما يروى هذا قد حدث ثم قال:
“من خصوصيات هذه المرأة – أعني عائشة – أنها أعلم النساء على الإطلاق ومن خصوصياتها أنها أكثر من روى عن النبي (ص) من النساء بل قال بعض أهل العلم: لو جمعت جميع مرويات أمهات المؤمنين وباقي النساء اللاتي روين عن النبي (ص) لكانت رواياتهن كلهن أقل من رواية عائشة عن النبي (ص) “
الإسلام ليس روايات وإنما وحى من الله والوحى لا علاقة له برجال أو نساء لأنه لابد أن يبلغ كاملا للناس كما قال تعالى ” بلغ ما أنزل إليك من ربك”
وعائشة وتلك النساء كلهن كن فى مكانه واحد وهو من يعلمهن ومن ثم لن يخص واحدة بالبلاغ ولا يبلغ الأخريات خاصة أن الأحكام تطبق على الكل وليس على واحدة ثم قال:
“من خصوصياتها أن النبي (ص) مرض في بيتها وتوفي في بيتها (ص)، ومات على صدرها بين سحرها ونحرها من خصوصياتها أنها أحب الناس إلى رسول الله (ص) من خصوصياتها أن آخر ما خالط ريق النبي (ص) هو ريقها، وذلك لما كان النبي (ص) يعاني سكرات الموت في بيتها، دخل عليها عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أخوها ومعه سواك، فنظر النبي (ص) إلى السواك قالت: فعلمت أنه يريده فقلت له: تريده يا رسول الله؟فأشار برأسه أن نعم تقول: فأخذته من عبد الرحمن، ثم قضمته وطيبته، ثم أعطيته النبي (ص) فاستن أحسن ما يستن، (ص) فقضمته بفمها، فآخر ما مس ريق النبي (ص) ريق عائشة”
هذه الروايات لا تعنى أى شىء فى الإسلام والله أعلم بصحة وقوعها من عدمه ثم حدثنا الخميس عن علمها المتفوق على علم الرجال فقال:
“هذه المرأة – أعني أمكم وأمي – كانت كما قلت أعلم الناس في وقتها وخصوصا النساء يقول أبو موسى الأشعري: ما أشكل علينا – أصحاب نبي الله (ص) – أمر أو حديث فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها علما
ويقول مسروق: رأيت مشيخة أصحاب محمد الأكابر يسألونها في الفرائض (أي في المواريث)ويقول عروة: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة
ويقول عطاء: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة
ويقول الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي (ص) وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل وهذا الأحنف بن قيس يقول: سمعت أبا بكر وعمر وعثمان وعليا ومن جاء بعدهم فما سمعت خطيبا أفصح ولا أحسن حديثا من عائشة “
وهذا الكلام يدخلنا فى متاهة لا أدرى هل يجهلها الخميس أنه لا يعرف وهو أن النبى(ص) لم يبلغ الرسالة كاملة للناس وأبلغها لعائشة كاملة وهو كلام نعوذ بالله منه فالوحى بلغ المسلمين جميعا والكفار أيام كان يعيش بينهم الوحى كاملا
ثم حدثنا عن صلاتها وصومها وصدقاتها فقال:
“*- كانت عابدة، اشتهرت بالعبادة وأرضاها؛ إذ كانت تسرد الصوم ولا تكاد تفطر إلا قليلا، وكانت تتصدق كثيرا حتى قال عروة: كانت لا تمسك شيئا مما جاءها من رزق الله، وكانت تأتيها السبعين ألف درهم فتنفقها ولا يبقى منها شيء وإنها لترقع درعها (الدرع) ثوبها ترقعه، لا تشتري ثوبا جديدا، وتتصدق بسبعين ألف درهم!!! وأرضاها بل أعطيت يوما مئة ألف درهم فما أتى العصر حتى أنفقتها كلها وكانت صائمة!!
فقالت لها جاريتها (خادمتها): لو أبقيت درهما نشتري فيه لحما لإفطارك؟!كانت صائمة لو أبقيت درهما نشتري فيه لحما لإفطارك؟قالت : لو ذكرتني لفعلت نسيت نفسها!!كل مالها تصدقت به؟؟أين تربت؟؟تربت في بيت رجل لما أمر النبي (ص) بالصدقة جاءه بماله كله!!تربت في بيت محمد (ص)، لما أعطاها شاة يوما ثم جاءها بعد فقال لها: ” ما بقي من الشاة؟ “فقالت: ذهبت كلها إلا الذراع أي تصدقت بها جميعا ما عدا الذراع أبقيته لك يا رسول الله فيقول لها النبي (ص): ” بل بقيت كلها إلا الذراع “تعلمت في هذا البيت وأرضاها ومن طرائف الأمور وليس بطريف أن هذه الصدقة التي كانت تتصدق بها عائشة أغضبت ابن أختها عبد الله بن الزبير، فلما بلغه كثرة إنفاقها بهذه الطريقة؛ المئة ألف درهم تأتيها الآن بعد ساعة ذهبت سبعون ألفا أي مبلغ يأتيها يذهب مباشرة!!!قال عبد الله بن الزبير: لنحجرن عليها كلمة خرجت منه فلما بلغت هذه الكلمة عائشة غضبت من ابن أختها كيف يتكلم عنها بهذه الطريقة؟؟!!فقالت : والله لا أكلمه أبدا
بلغ الأمر عبد الله بن الزبير وأن خالته حلفت ألا تكلمه فصار يتودد يرسل الشفعاء، وهي رافضة لا تكلمه واستمر على هذا فترة من الزمن مع أنها تحبه، وقلنا تكنت باسمه، ومع هذا لم تشفع له ولم تقبل شفاعات الناس، عندها جاء يوما بخدعة، جاء إلى أخيها من الرضاعة فقال له: أريد أن أدخل معك على عائشة؟؟قال له: ولكنها لا تأذن لك!!!
قال: أدخلني في عباءتك – أي في بشتك – داخل العباءة ما تراني، وأنا أتصرف، لكن أدخلني في عباءتك فجاء يستأذن على عائشة قالت: من؟قال: فلان قالت: ادخل قال: أدخل كلي؟(لأن معه عبد الله بن الزبير داخل عباءته) قالت: نعم ادخل كلك!!فدخل فلما دخل عليها خرج عبد الله بن الزبير من العباءة و ضمها وصار يبكي بين يديها فبكت ، وطلب منها أن تسامحه فسامحته ثم بعد ذلك أعتقت أربعين رقبة تكفيرا لحلفها الذي حلفت أربعين رقبة أعتقتها لوجه الله تبارك وتعالى”
قطعا هذه الروايات لا تصح فمن أين أتتها كل تلك الأموال والنبى(ص) كما فى روايات التاريخ الكاذبة مات مديونا ليهودى ووالدها أنفق كل ماله على المسلمين؟
قطعا هذه روايات كاذبة فمثلا لو كان دخلها70 ألف فما بالك بعشر نسوة أخريات700000 درهم فقط لنساء النبى(ص) فكم كان دخل المسلمين وهم بمئات الآلاف هل أخذ كل منهم -للتذكرة حسب التاريخ كان عدد المجاهدين فى فتح مكة عشرة آلاف -هذا المبلغ فكيف يكون هناك فقراء وعلى من تتصدق تفرق على المسلمين وكل هذه المبالغ بافتراض عدد المجاهدين ومستحقى الخمس عشرين ألفا=70000×20000 =1400000000 درهم ؟
مليار و400 مليون درهم والدرهم ليست عملة هينة نتكلم عن عشرين ألف مسلم بينما فى حجة الوداع كما يقول التاريخ كان هناك مائة ألف
كلام لا يمكن أن يصدقه إلا الحمقى
ثم حكى لنا الخميس التالى فقال:
وكلنا يعرف قصتها المشهورة في زمن النبي (ص) لما اشترت بريرة وأرادت أن تعتقها فاشترطوا عليها – أي أهل بريرة الذين كانوا يملكونها -قالت: أريد أن أعتقها قالوا: نعم تعتقينها والولاء لنا فقالت: أسال النبي (ص) فلما سألت النبي (ص) عن هذا الأمر وأنها تريد أن تشتري بريرة وتعتقها ولكنهم اشترطوا الولاء لهم فقال النبي (ص): قولي تم اشترطي لهم الولاء، إنما الولاء لمن أعتق يعني هذا الشرط لا قيمة له لأن الولاء لمن أعتق، وأنت التي أعتقت هم باعوها وأخذوا ثمنها كيف يريدون الولاء لهم؟؟!!فقال: اشترطي لهم ثم قام وقال (ص): ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله تبارك وتعالى؟ إنما الولاء لمن أعتق وأعتقتها في زمن النبي (ص)”
رواية بريرة معقولة بهذا المعنى وإن كان فى النفس منها شيئا فمن أين أتت عائشة تلك الأموال وزوجها لو فرق درهم على امرأة لفرق مثله على بقية الزوجات وكما قلنا التاريخ يقول أن والدها أنفق كل ماله على الدعوة ؟
قطعا لا يمكن أن نصدق كل ما يقال إلا أن نفهم وما أفهمه هو أن تكون اشترت بريرة من مهرها فهذا هو الشىء الوحيد الذى كانت تملكه نساء النبى(ص)
ثم حدثنا عن أمر يثير الضغائن والأحقاد والمشاكل عن كثرة اهداء المؤمنات لها فقال:
“كان الناس يهدون لرسول الله (ص) كثيرا، وأكثر هذه الهدايا تكون في يوم عائشة!!لماذا؟لأنهم يعلمون أن النبي (ص) في هذا اليوم؛ لا قول في قمة السعادة ولكن سعيد (ص) يرتاح إذا جاء يوم عائشة لأنه يحبها كثيرا (ص)، وكان الناس يعلمون ذلك يعلمون حب النبي لعائشة، بل النبي (ص) يصرح بذلك كما في حديث عمرو بن العاص : من أحب الناس إليك؟قال: ” عائشة ” فهو يعلن ذلك (ص)، فكان الناس يهدون للنبي (ص) في يوم عائشة ما لا يهدون له في غيره من الأيام فشعرت نساء النبي (ص) بشيء من الضيق!!لماذا يهدي الناس للنبي (ص) أكثر يوم في يوم عائشة؟؟!!لماذا لا يهدون له في كل يوم؟؟!!فأرسلن إلى أم سلمة زوج النبي (ص) فقلن لها: إذا جاءك النبي (ص) في ليلتك فقولي له أن يأمر الناس أن يهدوا له في كل يوم فقالت: نعم فلما جاءها النبي في ليلتها قالت له ذلك الكلام فلم يرد عليه (ص)، سمع وسكت فلما أصبحت النساء جئن إلى أم سلمة: ماذا قال لك؟قالت: ما رد علي شيئا فقلن لها: إن جاءك في ليلتك القادمة – يعني بعد تسعة أيام – فأعيدي عليه الكلام قالت: أفعل فلما جاءها النبي (ص) في ليلتها أعادت عليه الكلام وأعاد السكوت (ص)، لم يرد عليها بشيء فسألنها في الصباح؟؟فقالت: ما قال لي شيئا فقلن لها: كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها: لا تؤذيني في عائشة، فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة فقالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله فذهبن إلى فاطمة بنت النبي (ص) ورضي عنها، فجاءت فاطمة إلى النبي (ص) وهو مع عائشة، فدخلت عليه فاطمة ومعه عائشة فقالت فاطمة للنبي (ص) – وعائشة تسمع -: إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة؟
وفاطمة أكبر من عائشة بعشر سنوات تقريبا، يعني من حيث السن فقالت: إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة
وليس المقصود أن النبي لا يعدل ولكن المقصود كما قلت قبل قليل قضية الهدايا، هدايا الناس، أن يأمر الناس أن يهدوا في كل وقت لأن هذا أحزن نساء النبي (ص)
فكان جواب النبي لفاطمة : يا فاطمة أتحبين من أحب؟قالت: نعم
قال: فأحبي هذه أي أحبي عائشة هكذا يعلم النبي (ص) ابنته، فرجعت فاطمة إلى النساء فقلن لها: ماذا قال لك؟قالت: قال لي كيت و كيت فقلن لها: ما صنعت شيئا فأرسلن زينب بنت جحش – انظروا بارك الله فيكم إلى الغيرة – وهؤلاء النساء يغرن، وهذا أمر طبيعي في النساء فأرسلن زينب بنت جحش، فدخلت زينب على النبي (ص) ومعه عائشة فقالت زينب كما قالت فاطمة: إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة؟
ثم تكلمت في عائشة أمام النبي (ص) انظروا كيف يتعامل النبي (ص) مع نسائه، يعني لو كان واحد منا الآن وتخاصمت النساء أمامه الله العالم ماذا يصنع؟؟ كثير من الناس يرى أن من الرجولة أن يضرب هذه ويضرب هذه وأن يسكت هذه ويسكت هذه!!لكن تعالوا ننظر كيف صنع النبي (ص) سكت ولا تكلم ولا كلمة تقول عائشة: فسكت- يعني احتراما للنبي (ص) -فنظرت إليه هل يأذن لي أن أرد عليها أو لا يأذن؟فنظرت إليه فإذا هو ساكت فعلمت أنه يرضى أن أرد تقول: فرددت عليها حتى أسكتها تقول: فضحك النبي صلى الله عيه وسلم وقال لزينب: ” إنها ابنة أبي قحافة ” هكذا كان يتعامل النبي (ص) مع مثل هذه الأمور التي تقع من النساء من الغيرة وغيرها “
هذه الحكاية الطويلة العريضة إن كانت حدثن فالنبى(ص) لن يعالجها بما يزيد المشاكل بين الزوجات كما هو الحادث فى تلك الرواية الكاذبة وبالتالى سيعانى هو أولا من كل تلك المشاكل فى وقت هو بحاجة لعلاج مشاكل المسلمين وقضاياهم ويريد هو ألخر أن يرتاح وإنما سيعالجها بأن يقسم الهدايا على الكل قسمة العدل خاصة أن من يهدين أو يهدوا كانوا يهدون للرسول (ص) وليس لعائشة
ثم حدثنا الخميس عن حادثة الإفك فقال:
“في زمن عائشة وقعت أحداث لن نفصل القول في كلها لأن الوقت لا يتسع، وكذلك ليس مناسبا أن نتكلم في كل هذه الأشياء، و لذلك سنتكلم بكلمات خفيفة يسيرة بقدر ما يتيح الوقت وبقدر ما يحتمل الناس، لأن بعض الناس عندما يسمع كلاما كثيرا يمل، ولذلك أريد أن أختصر بقدر ما ييسر الله تبارك وتعالى
من أهم ما وقع في زمن عائشة حادثة يقال لها حادثة الإفك، وهي في السنة الرابعة أو الخامسة من الهجرة عندما خرج النبي (ص) لغزو بني المصطلق، وكان يقرع بين نسائه – يعمل قرعة – فخرجت القرعة على عائشة ، فأخذها معه (ص)، وفي طريق عودتهم حدث أمر، وذلك أنهم في سفرهم هذا، حيث إن السفر كان يأخذ أياما، فكان من عادتهم أنهم يمشون في الليل لأن الأرض تطوى في الليل، وهو أخف على الإبل وأخف على الناس من حرارة الشمس، فكانوا يسيرون في الليل ويرتاحون في النهار، يعني يشرعون في المشي بعد المغرب أو قريب من المغرب إلى الفجر، يجمعون المغرب والعشاء مقدم ثم يمشون لصلاة الفجر ويظلون واقفين حتى يكون العصر وهكذا
في يوم من الأيام أثناء عودتهم جلسوا فلما كان آخر العصر – قريب من المغرب – أعلنوا أن الرحيل بعد قليل، من أراد أن يقضي حاجة، يرتب أغراضه وكذا سنمشي بعد قليل تقول عائشة: فذهبت أقضي حاجتي ثم رجعت وركبت الهودج، على أساس تحمل مع النساء، قدر الله تبارك وتعالى لما ركبت الهودج وإذا عقدها قد سقط منها في الطريق أثناء قضاء الحاجة المهم سقط عقدها فرجعت تبحث عنه، وأثناء بحثها أعلن الرحيل، وهي بعيدة عنهم – لأنها ذهبت تقضي حاجة تبعد عن الناس – فرحلوا الهودج، رفعوه على البعير، وكانت تقول: كنت خفيفة، لم أحمل اللحم، فحملوا الهوذج على البعير وانطلقوا، وهي تبحث عن العقد لا تدري حتى وجدت العقد، وطال البحث لأن الوقت قريب من الظلام ولا تعرف أين، المهم وجدت العقد ولم تجد الناس!!!فلما رجعت فإذا لا يوجد أحد!!أين ذهبوا؟؟لا تدري لأنها لا تعرف الطريق في أي جهة اتجهوا؟؟وهي صغيرة في ذلك الوقت، قيل لها من العمر اثنتا عشرة سنة، وقيل ثلاث عشرة سنة ما تزيد فظلت في مكانها، قالت: إذا افتقدوني يرجعون إلي لأنه لا تدري أين تذهب وظلت في مكانها حتى غلبها النوم فنامت في مكانها وقدر الله أن رجلا يقال له صفوان بن المعطل كان قد تأخر عن الجيش و لكنه يعرف الطريق إلى المدينة
فلما جاء على طريقهم وصل قريبا من الفجر بدأ يبدأ النور فرأى كأن سوادا من بعيد، فاقترب فإذا إنسان نائم فاقترب فإذا هي عائشة وكانت مكشوفة الوجه وهي نائمة
تقول عائشة: وكان قد رآني قبل الحجاب تقول: فلم يزد على أن استرجع أي قال: إنا لله وإنا إليه راجعون تقول: فلما استرجع انتبهت فخمرت وجهي تقول: والله ما زاد على قوله ذلك
الذي هو: إنا لله وإنا إليه راجعون ثم أناخ لي البعير فركبت – أي على البعير – ثم صار يقود البعير أي هو على رجله وهي على البعير، حتى أتى بها النبي (ص)، لأنهم كما قلنا يمشون إلى الفجر ثم يرتاحون النهار كله، فلما وصلت إليهم في نحر الظهيرة – يعني آخر الضحى – فتكلم البعض من الخبثاء في عائشة وصفوان ما؛ يعني لعلها تأخرت متعمدة أو هربت معه أو ما شابه ذلك من الكلام والعياذ بالله، وظل هذا الكلام بين الناس شهرا كاملا – ولن أتكلم بالتفصيل عن الإفك – حتى أنزل الله تعالى براءتها في قوله جل وعلا: ” إن الذين جاءوا بالإفك ” فسماه إفكا، وهو عظيم الافتراء وأنزل الله براءتها جل وعلا ثم ختم بقوله سبحانه وتعالى: ” الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ” أي أن محمدا طيب ولا يكون له إلا الطيب، فهي طيبة تزوجت طيبا، وبرأها الله تبارك وتعالى، وأعلن هذا في القرآن سبحانه وتعالى وفيها يقول حسان بن ثابت :
رأيتك وليغفر لك الله حرة *** من المحصنات غير ذات غوائل
حصان رزان ما تزن بريبة *** وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
وإن الذي قد قيل ليس بلائق *** بك الدهر بل قيل امرئ متماحل
مهذبة قد طيب الله خيمها *** وطهرها من كل سوء و باطل
مع أن حسان بن ثابت كان ممن وقع في عائشة ونقل الإفك الذي سمعه من الناس، ولكنه تاب وأعلن توبته، وقال هذه الأبيات ينزه فيها عائشة من أن يكون وقع منها شيء “
الغريب فى حادثة الإفك أن رواياتها كلها تتعارض مع كلام الله عنها فى القرآن فالحادثة لا علاقة لها لا بعائشة ولا أى زوجة للنبى(ص) ولا للنبى(ص) نفسه ومن آيات سورة النور نفهم أن الإفك هو أمر حدث فى المجتمع المسلم بالمدينة ولا علاقة له بالنبى (ص) ولا بزوجته وإنما هم جماعة اتهموا عدة نساء من المسلمات مع عدة رجال بتهمة باطلة وانتشرت الاشاعة فى المجتمع فعالجها الله بإنزال حكم الرمى وقنن أمر الرمى بوجود الشهود وحرم على المسلمين الكلام فيما لم يشاهدوا
الإفك كإتهام لزوجة النبى (ص) بالزنى مع أحد الصحابة ينفيه ما يلى فى القرآن :
قوله تعالى بسورة النور ” لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا” فلو كان الأمر متعلقا بالنبى(ص) وزوجته لذكر الله أن الظن الخير يكون من النبى (ص)وزوجته أو بالأحرى من الزوج المتهمة زوجته والذى لابد أن الشيطان وسوس له ولو لدقيقة بأن المرأة ارتكبت الجريمة بدلا من ظن الكل
قوله تعالى بسورة النور” وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ” وقوله ” إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ” فالجمل تتحدث عن جمع من النساء المرميات بالزنى وليس عن امرأة والمفترض فى حالة كونها امرأة واحدة أن يقال والذين يرمون محصنة أو إن الذين يرمون المحصنة الغافلة فالرمى لا يكون جماعيا ما لم ينص على هذا فإنما تتهم الواحدة ومن النادر اتهام جمع من النساء
قوله تعالى بسورة النور” إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا” فشيوع الفاحشة فى المجتمع لا يتعلق بامرأة واحدة فالشيوع يتطلب وجود كثيرات فامرأة واحدة مهما كانت لا تملك أن تشيع الفاحشة فى مجتمع
قوله تعالى بسورة الأحزاب ” وقرن فى بيوتكن “فالأمر هو لنساء النبى(ص) ومن ثم فهن لم يكن يخرجن فى عمليات الجهاد لأن الأمر صدر لهن بالبقاء فى بيوت الزوجية
قوله تعالى بسورة النساء ” فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة “فالجهاد هنا للرجال فلم يذكر الله المجاهدات
قوله تعالى بسورة المزمل”علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يقاتلون فى سبيل الله ” فمنكم وأخرون تدلان على الذكور
ثم حدثنا حديثا مقتضبا عن واقعة الجمل فقال:
واستمرت حياتها بعد ذلك إلى أن توفي النبي (ص) وجاءت خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، حتى جاءت خلافة علي ووقعت في آخر أيامها وقعة الجمل، حيث إن الناس طلبوا منها أن تخرج معهم لتصلح بين الناس، و يقبل الناس قولها ، ثم ندمت على خروجها ذلك رضي عنها وأرضاها
ولما بلغت الثالثة والستين من عمرها كعمر النبي (ص) مرضت ، وجاءتها سكرات الموت، وكان عندها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، فجاء ابن عباس يستأذن ليدخل عليها فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن: هذا ابن عباس يستأذن في الدخول؟ فقالت : دعني من ابن عباس أي لا تريد أن ترى أحدا فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن: يا أماه، إن ابن عباس من صالح بنيك، يسلم عليك ويدعو لك؟فقالت: ائذن له إن شئت فدخل عليها عبد الله بن عباس ما فلما جلس قال لها: أبشري فقالت: بماذا؟فقال لها ابن عباس: ما بينك وبين أن تلقي محمدا والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، وتلقي محمدا والأحبة، وكنت أحب نساء رسول الله (ص) ولم يكن رسول الله يحب إلا الطيب (ص)، وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فأصبح رسول الله (ص) وأصبح الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله آية التيمم، فكان ذلك في سببك (أي في سفرة أخرى مع النبي (ص) لما نزلت آية التيمم)وأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات، جاء بها الروح الأمين فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار قالت: دعني منك يا ابن عباس، والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسيا منسيا هكذا الإنسان يدخل على الناس يحسن ظنهم بالله كما صنع ابن عباس مع أمنا عائشة والآخر هي عائشة ، الإنسان دائما يستحضر ذنوبه ويستحضر تقصيره ويخاف من الله تبارك وتعالى ثم توفيت وأرضاها سنة سبع وستين من الهجرة عن عمر يناهز الثالثة والستين، وصلى عليها أبو هريرة ، ودفنت ليلا في البقيع”
قطعا لا وجود لواقعة الجمل فهى من ضمن التاريخ المكذوب الذى تحدثنا عنه فى البداية ثم ذكر الخميس قصيدة طويلة اكتفيت بذكر بعض منها فقال:
“هذه هي أمنا عائشة وأرضاها، ولقد أنشد ابن بهيج الأندلسي موسى أبو عمران رحمه الله تبارك وتعالى قصيدة في حق أمنا عائشة أحببت أن أقرأها عليكم، يتكلم فيها بلسان عائشة
يقول ابن بهيج:
ما شان أم المؤمنين وشاني *** هدي المحب لها وضل الشاني
إني أقول مبينا عن فضلها *** ومترجما عن قولها بلساني