نقد كتاب أمارات النبوة

الكتاب من تأليف أبو اسحاق ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني والعنوان معناه الأدلة على النبوة والكتاب قائم على باطل وهو وجود آيات أى معجزات للنبى(ص) هى ما تدل على نبوته مع أن الله نفى إنزال آيات أى معجزات للنبى الأخير(ص) يراها الناس فقال:
“وما منعنا أن نرسل بالأيات إلا أن كذب بها الأولون”
ومع منع الآيات طالب الله رسوله(ص) إن كان تكذيبهم له يفوق قدرته على الصبر أن ينزل لباطن الأرض أو يصعد للسماء إذا كان يريد معجزة أى آية ولن يحصل عليها فقال :
“وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء فتأتيهم بآية”
والغريب أن القدماء معظمهم إلا نادرا كلهم جعل الآيات وهى المعجزات هى أدلة نبوة محمد(ص) مع أن الله جعل الأمارات كلها عقلية منها مثلا :
أنه لم يكن يعرف الكتابة ولا القراءة كما قال تعالى
“وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون”
أنهم كانوا يعرفونه شخصيا قبل البعثة كما قال تعالى :
“قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون”
أنهم سيرون الآيات وهى الدلائل العقلية على صدق محمد (ص) والكتاب المنزل عليه من خلال أنفسهم ومن خلال المخلوقات فى الآفاق كما قال تعالى “سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق”
والغريب أن القوم لم يعملوا حساب أن النبى(ص) ميت وأن من بعده لم يروا تلك المعجزات ومن ثم لا مجال لتصديقه بالمعجزات لعدم رؤيتها عيانا وإنما المجال هو للأدلة العقلية
والآن لروايات الجوزجانى:
1- نا ابو النعمان نا حماد بن زيد نا ايوب يوما فقال بعني بعيرك يا جابر امتعك خمس اواقي فنقدني خمس اواقي وزادني قيراطا ثم وهبه لي بعد
2- اخبرنا ابو الدحداح نا ابراهيم نا ابو نعيم عن زكريا سمعت عامرا يقول حدثني جابر بن عبد الله انه كان يسير على جمل له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بعنيه فلما قدمنا اتيته بالجمل فنقدني ثمنه ثم انصرفت فأرسل في اثري فقال تراني انما ماكستك خذ جملك ودراهمك فهما لك”
الروايتان لا علاقة لهما بالمعجزات وليس فيهما دليل على النبوة رجل اشترى جمل من رجل وأعطاه حقه ثم تنازل عنه الجمل لمن اشتراه منه بلا ثمن
هذا الخلق للمؤمنين وليس خاص بالنبى(ص) بدليل أن الله طلب من المسلمين الدائنين التنازل عن ديونهم لمن لا يقدر على سدادها فقال “وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون”
3- اخبرنا ابو الدحداح نا ابراهيم نا قبيصة نا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا”
تخالف الرواية أن الله طالبه بقول لا لمن يستأذن من المنافقين فقال:
“فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستئذنوك للخروج قل لن تخرجوا معى أبدا ولن تقاتلوا معى عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين”
4- اخبرنا أبو الدحداح نا ابراهيم حدثني محدث قال نا عمر بن عبد الوهاب انا عامر بن صالح الخزاز عن ابيه عن الحسن عن سعد قال نزلنا منزلا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سعد اذهب الى تلك العنز فاحلبها قال وعهدي بذلك المكان وما فيه عنز حافل فحلبتها قال لا أدري كم مرة ثم وكلت بها انسانا وشغلتني الرحلة فذهبت العنز فاستبطأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت الرحلة شغلتني فذهبت العنز فقال ان العنز ذهب بها طالبها”
الخطأ وجود معجزة حلب عنزعجفاء ليس فيها لبن عدة مرات وتزول اللبن فى كل مرة وهذه الرواية تخالف الرواية القادمة فالعنز هنا عجفاء فلم يكن فى الشياه واحدة مليئة وهو قولهم” وما فيه عنز حافل” بينما فى الرواية القادمة هى عنز سوداء ضخمة ضرعها ملىء باللبن وهو قولهم ” فانظر الى الشاة وراء الشجرة فاحلبها فاذا هو بعنز سوداء ضخمة الضرع “وهو تناقض والتناقض الثانى أن الإنسان الذى وكل سعد له العنز اخذها وسار بعيدا عن القوم وهو قول الرواية “ان العنز ذهب بها طالبها ” وهو ما يناقض أنه العنز ضاعت وحاول الإنسان إيجادها فلم يقدر وهو قول الرواية القادمة” فاذا صاحبه يدعوه يا سعد حين فرغ من الرحيل جاءه يسعى فقال ان العنز قد ذهبت قال اضعتها قال ما فارقت يداي عنقها وما ادري كيف انسلت” وفى هذا قال :
5- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا ابو توبة نا معاوية بن سلام حدثني عبد الله بن زيد الجرمي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينطلق هو وابو بكر رضي الله عنه فيخرجان الى الجبل فيدرسان القرآن حتى اذا امسيا رجعا فطافا بالبيت وصليا ما قدر لهما فقال ابو بكر يا رسول الله انطلق بنا الى اهلنا لعلنا نجد شيئا نأكله فأخذ الكلام عبد لأبي بكر … البيت فقال ابو بكر يا سعد عندك شيء تطعمنا فقال عندي حفنة من زبيب فجلسنا فقدم … فقال سعد يا رسول الله مر ابا بكر فليعتقني فقد طال عملي فبارز ابو بكر فقال يا رسول الله ما لنا خادم يخدمنا غيره فقال رسول لله صلى الله عليه وسلم اعتق سعدا يا ابا بكر اعتق سعدا يا ابا بكر فهذا خير فتح الله لك باب العبيد والاماء ان شاء فاعتقه ابو بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سعد ان كان لك شيء فالحق به وان شئت ان تلحق بنا اذا خرجنا فإنا لن نألوك خيرا قال مالي من ولد ولا والد الحق به غيركما فلما خرجا الى المدينة لحق بهما فكان سعد يرحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولابي بكر اذا سافرا فغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة فنزل الجيش ذات يوم وليس معهم طعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سعد هل معك شيء قال نعم عندي صاع من تمر خبأته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولابي بكر فقال ائت به فأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فدعا بالبركة ثم قال ائت بالأنطاع من جلود فبسط الانطاع بعضها الى بعض وبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك التمر على الانطاع ثم قال يا سعد اذن في الناس هلموا الى الغداء فاقبل الناس فجعلوا يزدحمون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا ولا تعجلوا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ الحلاب فانظر الى الشاة وراء الشجرة فاحلبها فاذا هو بعنز سوداء ضخمة الضرع فجعل يحلب في قدحه ثم ياتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول اسق القوم فجعل يسقيهم في قدحه ثم ياتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقو اسق القوم فجعل يسقيهم ثم يرجع يملأه فيسقيهم حتى صدر الجيش عن شبع وروى ولبن فلما ان شبعوا قال اقبض اليك سائر اتمرك فجمع بعضه الى بعض فاذا صاعه كما كان فجعله في وعائه ثم اذن في الرحيل فدعا سعد صاحبا له فأعطاه العنز فقال اجعل يدك من وراء عنقها وضمها اليك حتى أرحل لرسول اله صلى الله عليه وسلم وابي بكر فاذا صاحبه يدعوه يا سعد حين فرغ من الرحيل جاءه يسعى فقال ان العنز قد ذهبت قال اضعتها قال ما فارقت يداي عنقها وما ادري كيف انسلت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا فقال اني كنت اعطيت صاحبا لي العنز يمسكها فما ادري كيف انسلت فذهبت فقال اركب عنك ودعها.”
هذه الرواية فيها زيادات كثيرة كمعجزة صاع التمر التى أكل منها الجيش ومع هذا لم ينقص منها أى شىء
6- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي من اهل جوبر نا مروان بن معاوية عن وايل بن داود نا عبد الله البهي قال اطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة من عنب الجنة”
الخطأ هنا إطعام النبى(ص) خديجة وهما فى الأرض من عنب الجنة وهو ما يناقض ان الجنة فى وما فيها من عنب فى السماء السابعة كما قال تعالى “ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى”
فكيف حدث هذا ؟
7- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا ابو نعيم نا كامل بن العلاء سمعت ابا صالح عن ابي هريرة قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء فاذا سجد وثب الحسن والحسين عليهما السلام على ظهره فاذا رفع راسه رفعه رفعا رفيقا فيضعهما ثم اذا سجد عادا حتى قضى صلاته ثم اقعدهما على فخذه احدهما على اليمنى والآخر على اليسرى . قال ابو هريرة فقمت اليه فقلت لا ابلغهما قال لا فبرقت برقة فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا على أمهما رضي الله عنهم.”
المعجزة هنا وجود ضوء من غير وسيلة من وسائل البشر أضاءت للحسن والحسين حتى دخل دار أمهما
8- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا محمد بن جعفر حدثني سعد بن اسحاق بن كعب بن عجرة عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جده قتادة بن النعمان انه قال كانت ليلة شديدة الظلمة والمطر فقلت لو اغتنمت الليلة شهود العتمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلت فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم ابصرني ومعه عرجون يمشي عليه فقال مالك يا قتادة ها هنا هذه الساعة فقلت اغتنمت شهود الصلاة معك يا رسول الله فاعطاني العرجون فقال ان الشيطان قد خلفك في اهلك فاذهب بهذا العرجون فاستضئ به حتى تاتي بيتك فتجده في زاوية البيت فاضربه بالعرجون فخرجت من المسجد فأضاء العرجون بمثل الشمعة نورا فاستضأت به فأتيت اهلي فوجدتهم رقودا فنظرت في الزاوية فاذا فيها قنفذ فلم ازل اضربه حتى خرج.”
الخطأ هنا العلم بالغيب وهو وجود الشيطان وهو القنفذ فى بيت أبو قتادة وهو ما يخالف أن النبى0ص) نفى علمه بالغيب فقال ” ولا أعلم الغيب ” كما طلب الله منه أن يقول “قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسنى السوء”
9- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا حجاج بن المنهال وعمرو بن عاصم قالا نا حماد بن سلمة عن ثابت عن انس ان اسيد بن خضير وعباد بن بشر كانا عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء حندس فخرجا من عنده فأضاءت عصا احدهما مثل السراج فكانا يمشيان في ضوئها فلما ارادا ان يتفرقا الى منازلهما اضاءت عصا هذا وعصا هذا”
لو اعتبرنا هذا الكلام معجزة فليست من أمارات النبوة وإنما من أمارة الصحابة
10- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم حدثني عبد الله ابو محمد اخبرني الحجاج نا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن محمد بن حمزة الاسلمي عن ابيه قال انفر بنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء فاضاءت اصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم وما هلك منهم وان اصابعي لتنير”
نفس الكلام هنا المعجزة لصحابى وليس للنبى(ص) ومن ثم فهى خارجة عن أمارات النبوة
11- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم بن يعقوب نا محمد بن عبيد نا طلحة عن عطاء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حراء فجاءه جبريل عليه السلام فقال يا محمد هذه خديجة تحمل حيسا في حلاب وقد ارسلني الله اليها بالسلام فجاءت خديجة فقال معك حيس قالت نعم يا رسول الله قال ان جبريل اخبرني ذاك وقد اخبرني ان الله ارسله اليك بالسلام فقالت خديجة يا رسول الله اله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام”
ليس هنا أى معجزة
12- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم نا ابو النعمان نا حماد بن زيد عن ابي مخلد مولى ابي بكرة عن ابي العالية عن ابي هريرة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات فصفهم ودعا فيهن بالبركة وقال اجعلهم في مزودك فاذا اردت ان تاخذ منه شيئا فادخل يدك فخذه ولا تنثره قال فجعلته في مزودي قال فوهبت منه رواحل في سبيل الله وكنت اكيل منه واطعم فكان في حقوي حتى وقع يوم قتل عثمان رضي الله عنه فذهب.”
المعجزة هنا بقاء التمر كما هو بل زيادته عن قدره تلأصلى سنوات زادات على العشرة
13- اخبرنا أبو الدحداح نا إبراهيم بن يعقوب نا علي بن الحسين نا الحسين بن واقد نا ابو غالب عن ابي امامة قال ارسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى باهلة وهم على طعام فرحبوا بي واكرموني وقالوا كل قلت جئت لأنهاكم عن هذا الطعام اني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم اليكم لتؤمنوا به فكذبوني وزبروني فانطلقت وانا جائع ظمآن وقد نزل بي جهد شديد فاتيت في منامي بشربة من لبن فشبعت ورويت وعظم بطني فقال القوم اتاكم رجل من خياركم واشرافكم فزبرتموه اذهبوا فأطعموه من الطعام والشراب ما يشتهي فاتوني بطعام فقلت لا حاجة لي بطعامكم وشرابكم ان الله قد اطعمني وسقاني فانظروا الى حالتي التي انا عليها قال فآمنوا بي وبما جئتهم به من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .”
هذه معجزة لصحابى وليس للرسول(ص) وهو كلام جنونى وهو أن ما حلم الرجل به فى المنام أطعمه وارواه فى الحقيقة
ومما سبق يتبين أن معظم ما ذكره الرجل ليس فيه معجزات منسوبة إلى النبى(ص) أقل من النصف والبعض الأخر معجزات لصحابة والبعض الثالث ليس فيه معجزات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *