نظرات فى كتاب الحجب العشرة بين العبد وبين الله

الكتاب إعداد دار القاسم وقد تحدث المؤلفون عن الموضوع مباشرة فقالوا:
“فهذه هي الحجب العشرة بين العبد وبين ربه:
1 – الحجاب الأول
الجهل بالله:
ألا تعرفه .. فمن عرف الله أحبه .. وما عرفه قط من لم يحبه .. وما أحب قط من لم يعرفه .. لذلك كان أهل السنة فعلا طلبة العلم حقا، هم أولياء الله الذين يحبهم ويحبونه؛ لأنك كلما عرفت الله أكثر أحببته أكثر ..
قال شعيب خطيب الأنبياء لقومه: {واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود} وقال ربك جل جلاله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}
إن أغلظ الحجب هو الجهل بالله وألا تعرفه؛ فالمرء عدو ما يجهل ..
إن الذين لا يعرفون الله يعصونه.
من لا يعرفون الله يكرهونه.
من لا يعرفون الله يعبدون الشيطان من دونه.
ولذلك كان نداء الله بالعلم أولا: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم}
فالدواء: أن تعرف الله حق المعرفة .. فإذا عرفته معرفة حقيقة فعند ذلك تعيش حقيقة التوبة.”
لم يبين المؤلفون ماهية الجهل بالله فمعرفة الله حق المعرفة تعنى معرفة كل أحكام الإسلام وليس معرفة الذات الإلهية كذات مجهولة الكنه ” ليس كمثله شىء”
ومعرفة الذات الإلهية فى القرآن هى معرفة أحكامه سواء فى نفسها أو فى مخلوقاتها
إذا كان الجهل يعنى عدم معرفة بعض الأحكام فهذا ليس حاجبا بدليل قوله تعالى :
“وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم”
فعصيان الله فى بعض ألأمور وهو من الأخطاء دون معرفة أنه عصيان لا عقاب فيه عند الله
وتحدثوا عن الحجاب الثانى فقالوا :
2 – الحجاب الثاني
البدعة:
فمن ابتدع حجب عن الله ببدعته .. فتكون بدعته حجابا بينه وبين الله حتى يتخلص منها، قال (ص)«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [متفق عليه].
والعمل الصالح له شرطان:
الإخلاص: أن يكون لوجه الله وحده لا شريك له.
والمتابعة: أن يكون على سنة النبي (ص).
ودون هذين الشرطين لا يسمى صالحا، فلا يصعد إلى الله؛ لأنه إنما يصعد إليه العمل الطيب الصالح، فتكون البدعة حجابا تمنع وصول العمل إلى الله، وبالتالي تمنع وصول العبد، فتكون حجابا بين العبد وبين الرب؛ لأن المبتدع إنما عبد على هواه، لا على مراد مولاه، فهواه حجاب بينه وبين الله، من خلال ما ابتدع مما لم يشرع الله،فالعامل للصالحات يمهد لنفسه؛ أما المبتدع فإنه شر من العاصي”
الكلام أساسا عن وجود أحجبة مختلفة كلها ليست مذكورة فى كتاب الله هو كلام باطل فالحجاب واحد وهو الشهوات أى هوى النفس أى طاعة ألإنسان رأيه فإذا فرقناه للشهوات أكل وجماع ومال وقوة وبنين كانت هذه هى الحواجب وهى الأكنة وفى هذا قال تعالى :
“وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه”
فالبدعة نتيجة وليست هى الحاجب فأسبابها هى تلك الشهوات التى تخترع البدعة
ثم تحدثوا فقالوا :
3 – الحجاب الثالث
الكبائر الباطنة:
وهي كثيرة كالخيلاء، والفخر، والكبر، والحسد، والعجب، والرياء، والغرور. هذه الكبائر الباطنة أكبر من الكبائر الظاهرة، أعظم من الزنا وشرب الخمر والسرقة. هذه الكبائر الباطنة إذا وقعت في القلب، كانت حجابا بين قلب العبد وبين الرب.
ذلك أن الطريق إلى الله إنما تقطع بالقلوب، ولا تقطع بالأقدام، والمعاصي القلبية قطاع الطريق.
يقول ابن القيم: «وقد تستولي النفس على العمل الصالح، فتصيره جندا لها، فتصول به وتطغى .. فترى العبد أطوع ما يكون، أزهد ما يكون، وهو عن الله أبعد ما يكون» فتأمل .. !!”
وما ذكروا هنا هن هو نواتج الحجاب فاتباع الشهوات أى هوى النفس ينتج عنه تلك الاعتقادات فى القلوب كما ينتج عنه ألفعال التى سموها الكبائر الظاهرة فقالوا:
4 – الحجاب الرابع
حجاب أهل الكبائر الظاهرة:
كالسرقة، وشرب الخمر، وسائر الكبائر.
إخوتاه: ينبغي أن نفقه في هذا المقام أنه لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار، والإصرار هو الثبات على المخالفة .. والعزم على المعاودة، وقد تكون هناك معصية صغيرة فتكبر بعدة أشياء وهي ستة:
1 – بالإصرار والمواظبة:
مثاله: رجل ينظر إلى النساء، والعين تزني وزناها النظر، لكن زنا النظر أصغر من زنا الفرج، ولكن مع الإصرار والمواظبة تصبح كبيرة؛ إنه مصر على ألا يغض بصره، وأن يواظب على إطلاق بصره في المحرمات؛ فلا صغيرة مع الإصرار.
2 – استصغار الذنب:
مثاله: تقول لأحد المدخنين: اتق الله .. التدخين حرام .. ولقد كبر سنك .. يعني قد صارت فيك عدة آفات:
أولها: أنه قد دب الشيب في رأسك.
ثانيا: أنك ذو لحية.
ثالثا: أنك فقير.
فهذه كلها يجب أن تردعك عن التدخين .. فقال: هذه معصية صغيرة.
3 – السرور بالذنب:
فتجد الواحد منهم يقع في المعصية، ويسعد بذلك، أو يتظاهر بالسعادة، وهذا السرور بالذنب أكبر من الذنب .. فتراه فرحا بسوء صنيعه؛ كيف سب هذا! وسفك دم هذا! مع أن «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر».
أو أن يفرح بغواية فتاة شريفة .. وكيف استطاع أن يشهر بها .. مع أن الله يقول: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم}
انتبه .. سرورك بالذنب أعظم من الذنب
4 – أن يتهاون بستر الله عليه:
قال عبد الله بن عباس: «يا صاحب الذنب، لا تأمن سوء عاقبته، ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته .. قلة حيائك ممن علي اليمن وعلى الشمال – وأنت على الذنب – أعظم من الذنب، ضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب، وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب، وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك – وأنت على الذنب – ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب».
5 – المجاهرة:
أن يبيت الرجل يعصي، والله يستره، فيحدث بالذنب، فيهتك ستر الله عليه, يجيء في اليوم التالي؛ ليحدث بما عصى, وما عمل فالله ستره .. وهو يهتك ستر الله عليه.
قال (ص)«كل أمتي معافى إلا المجاهرين, وإن المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا. وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه».
والحديث لا يصح فالمجاهر بالمعصية لا يمكن أن يكون من المسلمين فهو كافر فكيف يكون من المسلمين ؟
6 – أن يكون رأسا يقتدى به:
فهذا مدير مصنع .. أو مدير مدرسة .. أو في كلية .. أو شخصية مشهورة .. ثم يبدأ في التدخين .. فيبدأ باقي المجموعة في التدخين مثله .. ثم بعدها يبدأ في تدخين المخدرات .. فيبدأ الآخرون يحذون حذوه.
هكذا فتاة, قد تبدأ لبس البنطلون الضيق, يتحول بعدها الموضوع إلى إتجاه عام.
وهكذا تكون الحال إذا كنت ممن يقتدى بك .. فينطبق عليك الحديث القائل: «من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أو ينقص من أوزارهم شيء» [رواه مسلم]”
والخطأ فى الحديث هو أخذ الداعى للهدى أو المستن أجر كأجور التابعين أى المستنين به وتحمل الداعى للضلال أو المستن للضلال ذنوب الأخرين الذين اضلهم واستنوا به وهو يخالف أن الإنسان ليس له سوى أجر سعيه أى عمله مصداق لقوله تعالى “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى “.
ثم تحدثوا عن ما سموه حجاب أهل الصغائر فقالوا:
5 – الحجاب الخامس
حجاب أهل الصغائر:
إن الصغائر تعظم، وكم من صغيرة أدت بصاحبها إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله فالمؤمن هو المعظم لجنايته يرى ذنبه – مهما صغر – كبيرا؛ لأنه يراقب الله كما أنه لا يحقرن من المعروف شيئا؛ لأنه يرى فيه منة الله وفضله، فيظل بين هاتين المنزلتين حتى ينخلع من قلبه استصغار الذنب واحتقار الطاعة, فيقبل على ربه الغفور الرحيم التواب المنان المنعم، فيتوب إليه، فينقشع عنه هذا الحجاب”
والخطأ هو تقسيم الذنوب لكبائر وصغائر فالذنوب كلها كبائر لأنها تكبر على طاعة أحكام الله وطاعة هوى النفس بدلا منها ثم قالوا:
6 – الحجاب السادس
حجاب الشرك:
وهذا من أعظم الحجب وأغلظها وأكثفها .. وقطعه وإزالته بتجريد التوحيد .. وإنما المعنى الأصلي الحقيقي للشرك, هو تعلق القلب بغير الله تعالى سواء في العبادة، أو في المحبة، سواء في المعاني القلبية، أو في الأعمال الظاهرة.
والشرك بغيض إلى الله تعالى فليس ثمة شيء أبغض إلى الله تعالى من الشرك والمشركين.
والشرك أنواع، ومن أخطر أنواع الشرك: الشرك الخفي؛ وذلك لخفائه وخطورته حتى يقول الله عن صاحبه: {ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون * ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين * انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون}
فجاهد أخي في تجريد التوحيد، سل الله العافية من الشرك، واستعذ بالله من الشرك «اللهم، إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه».
هنا يزول الحجاب، مع الاستعاذة، والإخلاص، وصدق اللجوء إلى الله.”
قطعا الشرك كلمة عامة تطلق على الكفر وهى الناتج العام لاتباع الشهوات وهى هوى النفس ومن ثم فهى ليست حجابا وإنما الناتج العام الذى تتفرع منه كل الذنوب ثم تحدثوا فقالوا:
7 – الحجاب السابع
حجاب أهل الفضلات والتوسع في المباحات:
قد يكون حجاب أحدنا بينه وبين الله بطنه، فإن الأكل حلال، والشرب حلال، لكن النبي (ص) قال: «ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن» [رواه الترمذي] فإن المعدة إذا امتلأت نامت الفكرة. وقعدت الجوارح عن الخدمة، إن الحجاب قد يكون بين العبد وبين الله ملابسه، فقد يعشق المظاهر، وقد قال (ص)«تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة» [رواه البخاري]. فسماه عبدا لهذا، فهي حجاب بينه وبين ربه، تقول له: قصر ثوبك قليلا؛ حيث قال الرسول (ص)«ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار» [رواه البخاري]. يقول: أنا أخجل من لبس القميص القصير .. ولماذا أصنع ذلك؟ هل تراني لا أجد قوت يومي؟!
فالمقصود أن هذه الأعراف، والعادات، والفضلات، والمباحات .. قد تكون حجابا بين العبد وبين ربه .. قد تكون كثرة النوم حجابا بين العبد وبين الله، النوم مباح لكن أن تنام فلا تقوم الليل، ولا تصلي الصبح، أو يصلي الصبح ثم ينام إلى العصر فيضيع الظهر, هكذا يكون النوم حجابا بين العبد وبين الله، قد يكون الزواج وتعلق القلب به حجابا بين العبد وبين الله .. وهكذا الاهتمام بالمباحات .. والمبالغة في ذلك، وشغل القلب الدائم بها قد يكون حجابا غليظا يقطعه عن الله نسأل الله عز وجل ألا يجعل بيننا وبينه حجابا ..”
وحجاب أهل الفضلات والتوسع في المباحات ليس حجابا ولا حتى ذنوبا فما أحله الله لا يكون حجابا ولا كفرا ولا ذنبا وهم قد أخطئوا فهم يتحدثون عن الإسراف فى أول كلامهم وأما ما سموه كثرة النوم فليس إسرافا فالأنسان لا ينام بمشيئته حتى يمكن القول أنه ذنب وقد أخطئوا التعبير فهو كثرة الراحة بلا عمل وظيفى ,اما تقصير الثوب فليس فى كتاب والرواية لا تصح فالأثواب لا تدخل النار وإنما يدخلها الكفار كما قال الله فى كتابه “وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين “
وتحدثوا عن الغفلة وهم كلمة عامة تعنى معنى الشرك وهو الكفر… وهى ناتج الحجاب وهو اتباع الشهوات وهو هوى النفس وليس شىء يحجب وفيها قالوا:
8 – الحجاب الثامن
حجاب أهل الغفلة عن الله:
والغفلة تستحكم في القلب حين يفارق محبوبه جل وعلا فيتبع المرء هواه، ويوالي الشيطان، وينسى الله قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} .. ولا ينكشف حجاب الغفلة عنه إلا بالانزعاج الناشئ عن انبعاث ثلاثة أنوار في القلب.
1 – نور ملاحظة نعمة الله تعالى في السر والعلن .. حتى يغمر القلب محبته جل جلاله؛ فإن القلوب فطرت على حب من أحسن إليها.
2 – نور مطالعة جناية النفس: حتى يوقن بحقارتها وتسببها في هلاكه، فيعرف نفسه بالازدراء والنقص، ويعرف ربه بصفات الجمال والكمال فيذل لله، ويحمل على نفسه في عبادة الله؛ لشكره وطلب رضاه.
3 – نور الانتباه لمعرفة الزيادة والنقصان من الأيام؛ فيدرك أن عمره رأس ماله، فيشمر عن ساعد الجد حتى يتدارك ما فاته في بقية عمره.
فيظل ملاحظا لذلك كله، فينزعج القلب، ويورثه ذلك يقظة تصيح بقلبه الراقد الوسنان، فيهب لطاعة الله سبحانه وتعالى؛ فينكشف هذا الحجاب ويدخل نور الله قلب العبد، فيستضيء.”
وتحدثوا عن حجاب العادات والتقاليد والأعراف وهى نتيجة هى الأخرى والسؤال من اختراع تلك الأمور؟ إنه هوى النفس الذى اخترعها وجعلها أحكام يسير عليها وحديثهم هو :
9 – الحجاب التاسع
حجاب العادات والتقاليد والأعراف:
إن هناك أناسا عبيدا للعادة .. تقول له: لم تدخن؟!! .. يقول لك: عادة سيئة .. أنا لا أستمتع بالسيجارة، ولا ضرورة عندي إليها، إنما عندما أغضب فإني أشعل السيجارة، وبعد قليل أجد أني قد استرحت.
ولما صار عبد السيجارة، فصارت حجابا بينه وبين الله، ولذلك أول سبيل للوصول إلى الله خلع العادات، ألا تصير لك عادة، فالإنسان عبد عادته فلكي تصل إلى الله .. فلابد أن تصير حرا من العبودية لغير الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ولا تصح عبوديته ما دام لغير الله فيه بقية» .. فلابد أن تصير خالصا لله حتى يقبلك”
وتحدثوا عن حجاب المجتهدين المنصرفين عن السير إلى المقصود وهو هنا الاغترار بالعمل فقالوا :
10 – الحجاب العاشر
حجاب المجتهدين المنصرفين عن السير إلى المقصود:
هذا حجبا الملتزمين، أن يرى المرء عمله، فيكون عمله حجابا بينه وبين الله، فمن الواجب ألا يرى عمله، وإنما يسير بين مطالعة المنة ومشاهدة عيب النفس والعمل، يطالع منة الله وفضله عليه أن وفقه وأعانه، ويبحث في عمله، وكيف أنه لم يؤده على الوجه المطلوب، بل شابه من الآفات ما يمنع قبوله عند الله، فيجتهد في السير، وإلا فتعلق القلب بالعمل ورضاه عنه وانشغاله به عن المعبود حجاب، فإن رضا العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه وجهله بحقيقة العبودية وعدم عمله بما يستحقه الرب جل جلاله ويليق أن يعامل به وحاصل ذلك أن جهله بنفسه وصفاتها وآفاتها وعيوب عمله وجهله بربه وحقوقه وما ينبغي أن يعامل به يتولد منهما رضاه بطاعته، وإحسان ظنه بها، ويتولد من ذلك من العجب والكبر والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة, فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها ..
ولله در من قال: متى رضيت بنفسك وعملك لله فاعلم أنه غير راض به، ومن عرف أن نفسه مأوى كل عيب وشر, وعمله عرضة لكل آفة ونقص .. كيف يرضى لله نفسه وعمله؟!
وكلما عظم الله في قلبك .. صغرت نفسك عندك، وتضاءلت القيمة التي تبذلها في تحصيل رضاه وكلما شهدت حقيقة الربوبية. وحقيقة العبودية وعرفت الله وعرفت النفس تبين لك أن ما معك من البضاعة لا يصلح للملك الحق، ولو جئت بعمل الثقلين خشيت عاقبته، وإنما يقبله بكرمه وجوده وتفضله، ويثيبك عليه بكرمه وجوده وتفضله.
فحينها تتبرأ من الحول والقوة، وتفهم أن لا حول ولا قوة إلا بالله، فينقشع هذا الحجاب.”
قطعا ليس هذا حجابا أى مانعا وإنما نتيجة المانع وهو الحجاب وهو اتباع الشهوات
وما سموه حجبا سماه الله حاجبا واحدا هو الحجاب المستور وهو الخفى وهو هوى النفس التى تظهره فى صور أنه تشريع من آلهة مزعومة ممثل فى أصنام أو اشخاص ماتوا أو حتى حيوانات أو مخلوقات أخرى من المجموع البشرى وفى هذا قال تعالى:
“وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا”
وحتى الكفار أقروا بهذا الحجاب فقالوا كما قص الله علينا:
“وقالوا قلوبنا فى أكنة مما تدعوننا إليه وفى أذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فإعمل إننا عاملون”
وفى الختام قالوا أن تلك الحجب العشرة هى اختراع من اختراعات ابن القيم فى قولهم:
“هذه هي الحجب العشرة بين العبد وبين الله. كل حجاب منهما أكبر وأشد كثافة من الذي قبله.
أرأيت يا عبد الله كم حجاب يفصلك اليوم عن ربك سبحانه وتعالى؟! قل لي بربك: كيف يمكنك الخلاص منها؟!فاصدق الله، واصدق في اللجوء إليه؛ لكي يزيل الحجب بينك وبينه، فإنه لا ينسف هذه الحجب إلا الله.
يقول ابن القيم: «فهذه عشرة حجب بين القلب وبين الله سبحانه وتعالى, تحول بينه وبين السير إلى الله، وهذه الحجب تنشأ عن أربعة عناصر .. أربعة مسميات هي: النفس، الشيطان، الدنيا، الهوى».
فلا يمكن كشف هذه الحجب مع بقاء أصولها وعناصرها في القلب البتة .. لابد من نزع تلك الأربعة؛ لكي تنزع الحجب التي بينك وبين الله ..
نسأل الله أن يوفقنا للإخلاص في القول والعمل، وأن يتقبل أعمالنا.”
وأقروا فى الفقرة السابقة بأن الحجب هى نتاج أربعة أشياء وفى الحقيقة أن ثلاثة منها بمعنى واحد وهى النفس والشيطان والهوى وأما الرابعة وهى الدنيا فليست حجاب وإنما هى دار الابتلاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *