كـم يـا هـلال مـحرم تشجينا******* مـا زال قـوسك نـبلُه يـرمينا
كل المصائب قد تهون سوى التي**** تـركت فـؤاد مـحمدٍ محزونا
يـومٌ بـه ازدلـفت طـفاةُ أميةٍ **** كـي تَشفينَّ من الحسين ضغونا
فهوى على وجه الصعيد مبضعا *** مـا نـال تـغسيلا ولا تـكفينا
أو مـثلُ زينب وهي بنت محمد ****برزت تـخاطب شامتا ملعونا
فـغدا بـمحضرها يقلب مبسما ******كـان الـنبي بـرشفه مـفتونا
اليوم راس السنة الهجرية , باعتبار انه يوم الهجرة النبوية.ما معنى الهجرة في اللغة العربية ..؟,معنى كلمة هجرة. المشاع عنها من ترك بلده وتوجه الى بلاد اخرى يسمى مهاجر. لا ان يكون مترددا , اللغويون يقولون من انقطع عن بلده مدة طويلة. وتطلق على من يبتعد عن اصدقاءه او اهله يسمى (هجرهم) , فلان هجَر زوجتَه: ابتعد عنها بدون طلاق لانه لو طلقها لا يسمى هجر..وكلمة يهجر فِي كَلاَمِهِ : يهذي ويتكلم بالقَبِيحِ. يبقى اشهر معنى للهجرة هو ترك الوطن الى وطن اخرــ عادة المهاجر تكون له غاية مهمة تلزمه ان يترك بلده الذي ولد وعاش فيه .
أسباب هجرة الرسول من مكّة إلى المدينة تتعلق بموقف قريش وهي ليست الاولى فقد سُبقت الهجرة إلى المدينة هجرة بعض المؤمنين الأوائل من مكّة إلى الحبشة، بأمرٍ النبيّ(ص) بسبب اشتداد أذى المشركين في مكّة ، ولم يكن لهم من يحميهم من أذى قريش، بينما كان رسول الله في حماية عمّه أبي طالب(ع) وهذا الامر معروف انه حامي الرسول.
فمن أسباب الهجرة سواءً إلى الحبشة او إلى المدينة المنوّرة؛( لحماية أنفسهم من إيذاء المشركين). فقد تعرّض كثيرٌ منهم إلى التعذيب الجسديّ في سبيل عقيدتهم ودينهم والثّبات عليه، من امثال تعذيب بلال بن رباح مؤذن النبي , هذا الرجل أُلقي في الصحراء في شدّة الحرّ ،كانوا اضافة الى ربطه بأوتاد على الرمال في عز حر الظهيرة , كانوا يضعون على صدره حجرة كبيرة , وبقولون له اذكر الهتنا بخير.
وعُذّب آل ياسر (رض) ووعدهم رسول الله لقاء صبرهم بالجنّة (صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة) فكان يمر عليهم وهو لا يتمكن من انقاذهم من سطوة الظالمين , فيواسيهم بكلمات تزيل الم التعذيب عن قلوبهم وعُذّب كثيرٌ من المسلمين غيرهم. فاصبح التبليغ متوقفا ليس بسبب عدم قناعة الناس بل بسبب الخوف من الطغاة والظلم الاجتماعي.
**ومن أبرز الأسباب الدّافعة للهجرة؛ الحصار الذي فرضته قريش على المسلمين عامة وعلى بني هاشم خاصّةً، حيث تآمرت قريش واجتمعوا على تنفيذ حصارٍ ظالمٍ يقتضي مقاطعة المسلمين، وحصارهم اقتصاديّاً واجتماعيّاً؛ فلا يتزوّجوا منهم ولا يزوّجوهم، ولا يبتاعوا منهم أو يبيعوهم، وأصاب المسلمون من هذا الحصار ضرراً شديداً؛ حتّى إنّ منهم من أكل ورق الشجر من شدّة الجوع،استمرّ الحصار والمقاطعة حتّى اجتمع أربعة رجالٍ من قريش رفضوا فيما بينهم مقاطعة أبناء عمومتهم وأرحامهم من بني هاشم، واتّفقوا على إنهاء المقاطعة، وجاؤوا إلى قريش ليخبروهم بوجوب إنهاء المقاطعة، فلمّا رجعوا إلى الصحيفة التي كُتبت عليها بنود المقاطعة وجدوها وقد أكلتها حشرة الأرضة إلا لفظ الجلالة.
بعدها بدأ التخطيط لأنهاء النبي(ص) جسديا بدأ التآمُر والمغالاة في الحقد والحسد لإل بيت النبي(ص) حسد الى حد ان يقتلونهم. ولكن القتل يجر وراءه قتال ودماء من عشيرة المقتول. .فاجتمعوا؛ ليخطّطوا كيف يتخلّصون من الرسول وبني هاشم ليوقفون دعوته،. منهم من اقترح حبسه، ولم يلْقَ هذا الرأي القَبول خوفاً من بني هاشم وحمايتهم له،
** الراي الاخر: نفيه وإخراجه، رُفض هذا الرأي أيضاً؛ خشية أن يجتمع النّاس عليه ويسمعوا دعوته، بمجرد ان يلتقي مع الناس ويعرض عليهم رسالته سيصدقه عدد كبير من الناس ويتبعوه, إلى أن اتّفقوا على أن يأتوا من كلّ قبيلةٍ برجلٍ يقفون على باب بيته، فإذا خرج يهجمون عليه ويضربونه ضربة رجلٍ واحدٍ؛فيكون الجميع مشتركين في دمه فلا تتمكن بنو هاشم من المطالبة بالقصاص، ويضيع دمه بين القبائل، هذه اخطر عملية يمكن ان تضطر بنو هاشم القبول بالدية ..اخبر جبرائيل رسولَ الله(ص) بمؤامرة قريش، فأمر الرسول عليا(ع) ان ينام في فراشه، وأغشى الله النّعاس على الرجال وكانوا اربعين رجل.
** كيف خرج النبي(ص) من بيته ولم يره احد ..؟ كتبوا عن الهجرة انها تمت بمعجزة , والحقيقة انها ليست معجزة انما تمت بطريقة طبيعية ولكن الله تعالى كان لاعداء النبي (ص) بالمرصاد , قال تعالى:{ ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} كان المكر منهم , ولكن الله فوت عليهم جميع خططهم.
** تحطيم الأصنام قبل الهجرة: ولعلها ليلة الهجرة : ورد في موقع(اسلام ويب) الفتوى رقم “109132” ونشر في عام 2008سؤال حول تكسير الأصنام قبل الهجرة.. يقول السؤال : ماذا تقول في الحديث الذي في (مسند أحمد ــ ومجمع الزوائد)( وهذا الكتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد أحد كتب الحديث المهمة عند جمهور المسلمين ، جمع فيه الحافظ الهيثمي زوائد: مسند أحمد, ومسند البزار, ومسند أبي يعلى الموصلي, ومعاجم الطبراني الثلاثة .. ذكرت هذه المصادر أن رسول الله(ص) وعليا كسرا الأصنام على سطح الكعبة قبل الهجرة في مكة، ولكن لم يؤخذ بالرواية كونه لم يأتي في الصحيحين .. وكان الجواب عليه :هذا الحديث اختلف فيه العلماء بين مثبت له ومضعف، وذكر الجواب اسماء من ضعفوه ولم يذكر من اعتبره حديثا صحيحا .لغايات معروفة .
عن علي «ع»، قال: دعاني رسول الله «ص»، وهو بمنزل خديجة «عليها السلام» ذات ليلة، فلما صرت إليه قال: اتبعني يا علي. فما زال يمشي وأنا وراءه، ونحن نخترق بيوت مكة حتى أتينا الكعبة، وقد أنام الله كل عين، فقال لي رسول الله «ص»: يا علي .قلت: لبيك. قال: إصعاد فوق كتفي، وكسّر الأصنام. قلت: بل أنت يا رسول الله، اصعد فوق كتفي. فقال: بل أنت إصعد يا علي. ثم انحنى فصعدت على كتفه، فقلبت) الأصنام على رؤوسها، ونزلت، وخرجنا من الكعبة حتى أتينا منزل خديجة «ع»، فقال لي: يا علي،إن أول من كسّر الأصنام جدك إبراهيم «ع»، ثم أنت يا علي.
قال: فلما أصبحوا أهل مكة، وجدوا الأصنام منكسة، مقلوبة على رؤوسها، فقالوا: ما فعل هذا بآلهتنا إلا محمد، وابن عمه. ثم لم يقم بعدها في الكعبة صنم هبل .. ــــ هذه المصادر تبين ان هناك رواية حاول المؤرخون ان يخفوها كونها كرامة لأمير المؤمنين(ع) وهذه ضمن خطة بني امية التي اتبعوها في كتابة التاريخ , ونتذكر الكتاب الذي عممه معاوية في الامصارلاخفاء فضل امير المؤمنين(ع)( لا تذكروا منقبة لابي تراب).المصدر / درر بحر المناقب ،تاريخ بغداد(ط القاهرة).فرائد السمطين ودرر السمطين ومسند أحمد ج1 كنز العمال ج15 وترجمة الإمام علي «ع» من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) وبحار الأنوار وجمع الفوائد وعدد كبير من المصادر من الفريقين . ربما هذا هو سبب الحملة لقتل النبي(ص) كما قرر قوم ابراهيم قتل النبي ابراهيم لما حطم الاصنام.
** هناك آيات في سورة الانفال نمر عليها لأنها تتحدث عن تشطير الصحابة تعطي درجات لبعضهم دون الاخرين ..ورد في قوله تعالى:” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَموَالِهِم وَأَنفُسِهِم فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَـئِكَ بَعضُهُم أَولِيَاء بَعضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَم يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا.. الامتيازات الدينية كما وضحتها الآية هي نقطتان (الإيمان والهجرة ثم الجهاد بالمال والنفس).
هذا الشرطان لا بد ان يتحققا, ليس شرطا ان يكون مؤمنا, بل وحتى مهاجرا, وهو لا يدافع عن دينه ولك يضرب بسيف.. الان كثير من الناس يتغنون بحب الوطن , وهو غير مستعد ان يقف على الساتر ساعة واحدة . فما قيمة حب الوطن اذن. واين مبادئ الايمان بالوطن.
فمن هو الشهيد..؟ وما حكمه الفقهي.؟ للشهيد حكم خاص يختلف عن الميت الطبيعي من حيث التغسيل و التكفين ، فالشهيد الذي يسقط في المعركة ويموت يسقط عنه الغسل و الكفن ، يُصلّى عليه و يدفن بثيابه ، و أما من يسقط في المعركة ثم ينقل وبه رمق خارج جبهة المعركة فإنه وإن عُدَّ شهيداً إلا أنه يُغسَّل و يُكفَّن .ويصلى عليه ويدفن وهو شهيد. وفي الازمنة الاخيرة كثرت التسميات والعناوين للشهداء , فمن هو الشهيد وفق راي الرسالة وال البيت(ع) ..؟ راي الشيعة .
**اولا: كل من يُقتل دفاعاً عن الدين و المذهب الحق ،ثانيا من يتم اغتياله لإيمانه بدينه وعقيدته.. ولأي سبب له علاقة بالدين فهو شهيد ثالثا: من يُقتل ظلماً و عدواناً بصورة عشوائية ولم هو المقصود شخصياً فيعامل معاملة الشهيد (إن كان مؤمناً في عقيدته), وهناك مجموعة كبيرة يدخلهم ايمانهم بدرجة الشهيد.. وهم 🙁 كل مؤمن صادق في إيمانه يُعطيه الله أجر الشهيد وإن مات على فراشه) ، فقد رُوِيَ عن الامام الباقر(ع) أنه قال : ” كُلُّ مُؤْمِنٍ شَهِيدٌ ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ وهُوَ كَمَنْ مَاتَ فِي عَسْكَرِ الْقَائِمِ ( ع) ” .ثُمَّ قَالَ : ” أَ يَحْبِسُ نَفْسَهُ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ “.و رَوِيَ عَنْ مَوْلَانَا عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ( ع ) عَنْ جَدِّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) قَالَ : ” الْمُؤْمِنُ عَلَى أَيِّ حَالٍ مَاتَ وَ فِي أَيِّ سَاعَةٍ قُبِضَ فَهُوَ شَهِيدٌ “.
**عن أبي جعفر الباقر(ع): «إنّ اللّه تعالى نصب عليّاً علماً بينه وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمناً ومن أنكره كان كافراً ومن جهله كان ضالا، ومن نصب له العداء كان مشركاً، ومن جاء بولايته دخل الجنة» ..( الكافي 1 / 437).هناك شرائح لهم اجر الشهيد. المرأة التي تموت في المخاض والمتردي من شاهق ومن يخرج من بيته لطلب رزق عياله. وغيرها.
ـــــ هؤلاء فرق بينهم الموت من خلال النية والعمل, كذلك المسلمون الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وانفسهم لهم درجة عند الله اكثر من كان في بيته ولم يهاجر, او هاجر ولكنه لم يجاهد , بمجرد اشتدت الحرب يهرب بعيدا عنها ليسلم من الموت. ولذا لا يعطي ثواب الصامد.
هناك اشخاص تركوا كل ما يربطهم بالدنيا وراءهم ليستقبلوا الآخرة بعنفوان المؤمن المجاهد، الذي يبذل كل شيء من أجل الله. {وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} لم يدّخروا شيئا لانفسهم، بذلوا الغالي والنفيس .. الدماء والاموال والعائلة. لم يتركوا ما تحت ايديهم شيئا إلاّ ووجهوه في خط الجهاد في سبيل الله كانوا يعتقدون أن (أملاكهم ووجودهم هي ملك لله)… وهؤلاء هم الطليعة الأولى من المهاجرين مع رسول الله إلى المدينة. رغم ذلك كان فيهم من تضعف نفسه ويهرب من القتال ويترك المسلمين يلاقوا الموت والسيوف , وفيهم من صبر وقاتل.. القسم الاول لا يشمله قول الاية في كلمة ( وانفسهم) كانت نفسه اعز منفوس الاخرين.
**ثم تاتي المجموعة الثانية{وَالَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُواْ}نصروا رسول الله(ص) والمؤمنين المهاجرين معه، (وهم الأنصار){أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ}،”لأن الإيمان بالله والجهاد في سبيله والنصرة لدينه، تمثل العلاقة الوثيقة التي تعلو وتفوق كل علاقةٍ أخرى” ـ
ـــ>، بما فيها علاقة القرابة من ناحية العمق والامتداد، ولهذا فإن القران جعل الاخ المؤمن المجاهد الذي أوى المهاجر وقاتل معه ووقف معه في كل المواقف ولم يهتز قلبه الا لله ودينه.. جعل القران مواقفهم اكثر قربا من اهل الرحم الا بموضوع الميراث, فالأخ الذي يقف معك بالعقيدة وله رؤيا تتفق مع رؤياك. هذا اكثر قربا من قريب وله عقيدة تخالف عقيدتك . “” هذا يتبين ان الاسلام يرى الموقف الايماني اكثر تاثيرا في نفس المؤمن من قريب مني بالرحم وهو بعيد كل البعد عن نصرتي ونصرة الدين. يريد الاسلام من المسلمين ان يخرجوا من دائرة القومية الى فضاء اوسع يوحدهم.. ولذا قال رسول الله(ص) سلمان منا اهل البيت.. ايمان سلمان تحول الى موقف ارتفع به الى ان يكون بمستوى اهل البيت في وحدة الهدف. ….
يرد سؤال ان الشيعة يقولون بأن اصحاب الامام الحسين(ع) افضل الاصحاب ,وانهم افضل من اصحاب رسول الله وامير المؤمنين (عليهم السلام ) بل افضل الشهداء . الجواب:توجد عدة اجوبة على هذا السؤال على أَن أصحاب الحسين أفضل الشهداء، وذلك على مستويين:
الأول: وهو قول الإمام الحسين عندما خطب بأصحابه وبنو هاشم ليلة العاشر، من المحرم قال: [ أما بعد فإني لا اعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعا عني خيرا… الخ]. وبهذا يكون قد صرح الإمام المعصوم أَن أَصحابه افضل الأصحاب، وقوله:[لا اعلم] ينفي وجود أصحاب افضل من اصحابه قبل زمانه وبعده ،قبل الإسلام وبعده ..سواء ممن صاحب جده الرسول أو أباه أمير المؤمنين أو أخاه الحسن عليهم السلام
، بل يتعدى الأمر إلى ما بعد زمانه باعتبار أَن الأئمة ومن ضمنهم الإمام الحسين يعلمون من جدهم الرسول ما يحدث بعدهم إلى يوم القيامة.
الثاني: إننا لو أخذنا أصحاب النبي وبالخصوص البدريين [باعتبار انهم الصحابة الأوائل أو أفضل الصحابة بشهادة جميع المذاهب الإسلامية، وفيهم يضرب المثل وجعلهم القدوة لمن اراد الجهاد في سبيل الله، فترى الإمام يخاطب أبا الفضل عند زيارته [ واشهد انك مضيت على ما مضى به البدريون ]. وقارنا بينهم وبين أصحاب الحسين ، لوجدنا فروقاً كثيرة بين الفريقين، وبالأخص ممن قتل بين يدي رسول الله في بدر وبين يدي الحسين في كربلاء، ومن هذه الفروق :
1-إن أصحاب رسول الله البدريين، حينما خرجوا مع النبي إلى بدر كان عنوان خروجهم الغنيمة، وذلك بالاستيلاء على قوافل قريش، ولكن عندما فاتهم أبو سفيان وجاء أبو جهل ومن معه وأصر على محاربة الرسول، عند ذلك وطَّد الرسول نفسه ومن معه على القتال، فتغير العنوان من حرب اقتصادية إلى حرب عسكرية، بينما أصحاب الحسين كانوا يعلمون منذ البداية انه لا يوجد غنيمة، وإنما ذهابهم إلى موت لا بد منه،
2- من الناحية العسكرية: إن الجيش الذي واجه الرسول في بدر لم يكن جيش دولة منظمة، وإنما كان جيشاً قبلياً[أي عشائرياً] وتركيبته تركيبة قبلية. اما الجيش الذي زحف إلى الحسين فقد كان جيشا نظاميا، فهو يمثل جيش دولة كبرى وهذه الدولة استفادت من تجاربها بحروبها مع الغرب والشرق [كالروم والفرس] ببناء جيش منظم. إذن فتركيبته من الناحية الفنية العسكرية يختلف تماما عن الجيش الذي واجه الرسول في بدر.
3- إن أصحاب الرسول كان لديهم وضوح في المعركة بشكل كامل، ذلك لان معركة بدر كانت بين الكفر الصريح الذي يمثله أبو جهل وعتبة وأضرابهم، وبين الإسلام الذي يمثله المصطفى، بينما في معركة الطف كانت هناك عدة فتن وشبهات تغص بها الأمة الإسلامية، فمن تلك الفتن مثلا أن كلا الفريقين المتقاتلين ينتمون إلى الأمة الإسلامية، فهما ذوا قبلة واحدة ظاهرا،
4- إن الرسول وأصحابه سُدِّدوا بتسهيلات كثيرة من السماء، كنزول الملائكة للقتال معهم، وهطول المطر لإطفاء ضمئهم، وتسديد الرمية التي يرمونها، اما الحسين وأصحابه لم يوجد عندهم شيء من هذه التسهيلات والتسديدات في واقعة الطف، لا لأن الحسين وأصحابه لا يستحقون ذلك، وإنما شاء الله أن تسير الأمور في واقعة الطف بشكل طبيعي، بل وبوجود بعض الابتلاءات للحسين وأصحابه كابتلاءهم بالعطش بقطع الماء عنهم.
– فلو علمنا أن شهداء بدر ــ على ما قيل ــ هم أفضل الشهداء، فمع هذه الفروق وغيرها يكون أصحاب الحسين قد تفوقوا عليهم، وبذلك تكون الأفضلية لهم. ألمصدر ( زززززززززز