قراءة فى كتاب دور النصيحة في نسيج الولاء وشبكة العلاقات الاجتماعية
مؤلف الكتاب محمد مهدي الآصفي وقد استهل الكتاب بالكلام عن فقدان النصيحة لمعانيها المتعددة عدا المعنى الوعظى فقال:
“إن النصيحة من المصطلحات الإسلامية التي تنطوي على عمق مفهومي في الفكر العقائدي والسياسي والاجتماعي ومن المؤسف أن هذا المفهوم الإسلامي العميق فقد محتواه في الفكر الإسلامي المعاصر، ولم يبق له من محتواه غير المحتوى (الوعظي) وهو بعد من أبعاده بالتأكيد، ولكن ليس كل أبعاد”
وقد ذكر الآصفى معانى النصيحة فقال:
“الأبعاد المتعددة للنصيحة
نجد في النصوص التالية دلالة واضحة على الأبعاد المتعددة للنصيحة:
1 ـ عن رسول الله(ص): «الدين النصيحة، قيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله، ولأئمة الدين، ولجماعة المسلمين».
2 ـ وعنه(ص): «من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ويمس ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه، ولعامة المسلمين فليس منهم»
3 ـ وعنه(ص): «من يضمن لي خمسا أضمن له الجنة: النصيحة لله عزوجل، والنصيحة لرسوله، والنصيحة لكتاب الله، والنصيحة لدين الله، والنصيحة لجماعة المسلمين» والنصيحة لله وللرسول ولكتاب الله هي البعد الاعتقادي في هذا المفهوم والنصيحة لأئمة المسلمين هي البعد السياسي للمفهوم والنصيحة لجماعة المسلمين هي البعد الاجتماعي للمفهوم فقد استحدث الاسلام مفاهيم وتصورات، واستحدث لها مصطلحات، وربط بها التصور الإسلامي الشامل للعقيدة والسياسة والمجتمع، فلا نستطيع أن نأخذ صورة متكاملة عن العقيدة والسياسة والمجتمع إلا من خلال هذه العناصر التي تشكل اصول الفكر الإسلامي .. ومن هذه المصطلحات والمفاهيم مصطلح «النصيحة» وسوف نجد فيما يأتي ـ إن شاء الله ـ عمق هذا المفهوم في الفكر الإسلامي.”
ما ذكره الآصفى من روايات لا يصح عن النبى (ص) لأن النصيحة محالة لله فالمخلوق لا ينصح الخالق ومحالة لكتاب الله لأنه ليس بشخص يسمع كما أن النصيحة له نهمة أن به خلل وكتاب الله خلو من كل خلل والرسول0ص) كانت تصح له فى حياته وأما بعد موته فمحالة ومن ثم تصح النصيحة للناس فقط كما قال نوح(ص)”أبلغكم رسالات ربى وأنصح لكم”
ثم حدثنا الرجل عن العلاقة الاجتماعية بين الأفراد فقال:
“العلاقة بين الأفراد والعلاقة الاجتماعية
إن سلامة الانسان بسلامة خطوط العلاقة والارتباط التي تربطه بالآخرين، وكلما تكون العلاقة أسلم يكون حال الانسان أفضل وأسلم، ولذلك فإن لشبكة العلاقات التي تربط الفرد بالآخرين أهمية كبيرة في سلامة الانسان واستقامته وسعادته، حتى إننا نستطيع أن نقوم الانسان بعلاقاته وصلاته وارتباطاته فإذا كانت علاقات الانسان بالآخرين قائمة على أساس العدل والانصاف والتعاون والإيثار والمحبة، كان الانسان صاحب هذه العلاقات سعيدا مستقيما في حياته، وإذا كانت علاقته بالآخرين قائمة على أساس الاستئثار والعدوان والخداع والمكر، كان الانسان قلقا معذبا بهذه العلاقة كما يصح العكس أيضا، فكلما يكون الانسان صالحا تكون علاقاته بالآخرين صالحة وقائمة على اسس صحيحة وأخلاقية، وكلما يكون الانسان خبيثا ومنطويا على نية السوء وسوء السريرة فإن علاقاته بالآخرين أيضا تتصف بالخبث والمكر والسوء والعدوان.
اذا بين الانسان وعلاقاته بالآخرين علاقة متبادلة يؤثر كل منهما بالآخر فيشقى الانسان بسوء العلاقة، كما تسوء علاقة الانسان بالآخرين بشقائه وخبثه ولذلك يهتم الاسلام اهتماما بليغا بأمر نسيج العلاقات الذي يربط الانسان بالآخرين، ويسعى لترتيب هذا النسيج، بكل ما يمكن في حياة الانسان وعلاقاته من متانة وقوة ومودة ومحبة وتفاهم”
ما قاله الرجل فى الفقرة خطأ فالأنسان لا يشقى بسوء علاقاته بالآخرين ولا يسعد بها فالمهم هو علاقته بالله والتى تبنى عليها كل علاقاته بالآخرين فهو يعامل الناس كما يأمره الله سواء كانت الأوامر تسيىء العلاقات أو تسعدها فمثلا فى علاقاته بأقاربه الكفار لا ينفع فيها أن يسعدهم بعصيان الله بالشرك به كما قال تعالى مثلا فى الأبوين “وإن جاهداك لتشرك بى ما ليس له به علم فلا تطعهما”
فالعلاقة مع ألاخرين لا تقوم على أساس الشقاء أو السعادة وإنما تقوم ككل شىء فى الحياة على طاعة أحكام الله ثم حدثنا عن الخطوط فى نسيج العلاقات الاجتماعية فقال:
“الخط الطولي والعرضي في نسيج العلاقات الاجتماعية :
إن للإسلام نظرية متكاملة وتصورا دقيقا وشاملا في العلاقات الانسانية، وهذه النظرية هي قانون «الولاء»، ولا نعهد هذا الفهم والتصور لشبكة العلاقات الإنسانية بهذه الصورة في غير الاسلام وهذه الشبكة التي يسميها الإسلام بـ «الولاء» شبكة شاملة وواسعة وقوية ومتينة تشمل كل العلاقات التي تربط الانسان بالخارج، من دون استثناء تقريبا، وهذه العلاقات ذات اتجاهين:
اتجاه طولي (عمودي): يشكل امتداد السلطان الشرعي لله تعالى، ولرسوله، ولأوليائه أئمة المسلمين على الانسان، وسلطان الانسان على من يلي اموره من المسلمين وعلى نفسه، وهذا الخط ينتظم على شكل حلقات متسلسلة ومترابطة ومتماسكة من الولاية والسلطان الشرعي في حياة الانسان، وينتهي الى ولاية الله تعالى وسلطانه على كل شؤون الانسان.
وذلك قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
وقوله تعالى: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم)
وهذا هو «الاتجاه الطولي» من اتجاهي الولاء.
والاتجاه الآخر هو الاتجاه العرضي (الافقي) في ارتباط المؤمنين، بعضهم ببعض، في الأمة الاسلامية، وذلك برابط الاخوة والتعاون والتفاهم وحسن الظن، والمحبة، والمودة والتناصر.
وذلك قوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)
وقوله تعالى: (والذين آووا ونصروا اولئك بعضهم أولياء بعض).
وهذا الاتجاه من النسيج يستوعب علاقات المؤمنين بعضهم ببعض في نسيج قوي، ومتين من المحبة، والمودة، والتناصر والتعاون وحسن الظن ومجمل هذين الاتجاهين في هذا النسيج هو «الولاء» يستوعب كل علاقات الانسان بغيره بصورة شاملة ومستوعبة تقريبا، وينظمها ويقيمها على اصول صحيحة وسلامة هذا النسيج تؤدي إلى سلامة الإنسان واستقامته وسعادته، كما أن ضعف هذا النسيج واختلاله يؤدي إلى اختلال حياة الإنسان وانحرافه وقد وضع الإسلام صورة متكاملة من الأصول والنظريات والقوانين لسلامة هذه (الشبكة) وحمايتها من الضعف والاختلال ونحن فيما يلي نشير إلى بعض هذه القوانين بقدر ما يربطنا بهذا البحث، ونحيل الباقي إلى موضعه من بحث (الولاء).
إن النصيحة من المصطلحات الإسلامية التي تنطوي على عمق مفهومي في الفكر العقائدي والسياسي والاجتماعي ومن المؤسف أن هذا المفهوم الإسلامي العميق فقد محتواه في الفكر الإسلامي المعاصر، ولم يبق له من محتواه غير المحتوى (الوعظي) وهو بعد من أبعاده بالتأكيد، ولكن ليس كل أبعاده”
وما قاله الرجل فى الفقرة بعضه صحيح والبعض ألأخر خاطىء فعلاقات المسلمين ببعضهم ليس المطلوب فيها الحب أو المحبة وإنما المطلوب فيها العدل وهو ما سماه الله التأليف بين القلوب فقلوب المسلمين متآلفة على العدل وهو حكم الله أى حبل الله المستقيم وأما الحب فهناك فى الدنيا بين بعض المسلمين كراهية أى غل وهى لا تختفى إلا فى الجنة كما قال تعالى ” ونزعنا ما فى صدورهم من غل أخوانا على سرر متقابلين”ومن ذلك كراهية بعض الأزواج والزوجات والتى قال الله فيها” فإن كرهتموهن فلا تعضلوهن”
ثم تحدث الآصفى عن السلام والنصيحة فقال:
“السلام والنصيحة:
(السلام) و (النصيحة) هي أهم العناصر التي تكون هذا النسيج العجيب الذي يربط الانسان بالله وبأولياء الله وبعباد الله، وهما يعتبران وجهين مختلفين لهذه الآصرة الإلهية والسلام هو الوجه السلبي لهذه الآصرة، و«النصيحة» هي الوجه الايجابي لها، وهما معا يعتبران وجهي هذا النسيج الذي تتشكل منه شبكة الولاء فإن (السلام) يأتي بمعنى: (الأمن من العدوان والسوء بمختلف وجوهه، في الحضور والغياب، وفي النفوس والاموال والاعراض، وباللسان واليد) ومعنى السلام في العلاقة: تطهير العلاقة التي تربط الانسان بغيره في الاتجاهين السابقين (العمودي والافقي) من كل نية سوء وعمل سوء وعدوان وخبث ومكر وكيد، وسوء ظن وإيذاء وإضرار وبناء العلاقة على أساس الأمن من كل سوء وعدوان، وهذا هو الوجه السلبي للعلاقة والوجه الايجابي للعلاقة هو (النصيحة)ولا بد مع وقفة قصيرة عند الجذور اللغوية لهذه الكلمة، نستطيع بعد ذلك أن نلتمس ما حمل الاسلام هذه الكلمة من مفاهيم وتصورات”
والكلام بالسلب والإيجاب هو ليس من ضمن المعانى فى كتاب الله فليس السلام سلبا والنصيحة إيجابا فكلاهما أمر مطلوب والسلام يتضمن سلوكا كما يقولون إيجابى من خلال التهادى مثلا أو من خلال دعوات الطعام أ العرس المتبادلة ثم حدثنا الرجل عن الأصل اللغوى للنصيحة حيث قال:
“الجذور اللغوية للنصيحة:
مراجعة كلمات أهل اللغة في معنى (النصيحة) نخرج بنقطتين تعيناننا على فهم الجذور اللغوية لهذه الكلمة:قال ابن منظور: (نصح الشيء: خلص، والناصح: الخالص، وكل شيء خلص فقد نصح) وقال أيضا: (النصح: نقيض الغش) وقال في الغش: (هو مأخوذ من الغش: المشرب الكدر، وغشه: لم يمحضه النصيحة) وقال ابن الاثير في النهاية: (النصيحة: كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح) ففي اللغة تأتي النصيحة إذا بمعنى:
1 ـ طلب الخير للآخرين.
2 ـ تمحيص العلاقة وتخليصها من كل ما يشوبها من الغش لئلا يكون ظاهر العلاقة حسنا وهي تستبطن السوء والشر والمكر وهاتان نقطتان تنفعاننا في فهم معنى النصيحة وما حملها الاسلام من مفاهيم وتصورات.
التحليل العلمي لكلمة النصيحة
يصعب إعطاء تحليل علمي لهذه الكلمة، لأنه لم يسبق لهذه الكلمة، في الدراسات الاسلامية تحليل وتحديد علمي دقيق يمكن اعتماده، رغم أهمية هذه الكلمة ودورها الواسع في شبكة العلاقات الانسانية في الاسلام ورغم ذلك فإننا نحاول أن نقوم بتقديم تحديد علمي ينطوي على بحث تحليلي لهذه الكلمة، من خلال الأوليات التي بين أيدينا ومن خلال المفهوم اللغوي والمصطلح الشرعي الاجمالي الذي يتبادر الى اذهاننا من هذه الكلمة وفيما يلي نستعرض طائفة من كلمات المفسرين في معنى كلمة (النصح) لنستطيع بعد ذلك وفي ضوئها وضوء ما تقدم من كلمات اهل اللغة إعطاء صورة دقيقة تحليلية لهذه الكلمة:
1 ـ يقول الراغب الاصفهاني في مادة (النصح) من كتابه القيم (المفردات):النصح: تحري فعل أو قول فيه صلاح صاحبه .. وهو من قولهم نصحت له الود: أي أخلصته، وناصح العسل، خالصه أو من قولهم: نصحت الجلد: خطته، والناصح: الخياط، والنصاح: الخيط، وقوله توبوا إلى الله توبة نصوحا (فمن أحد هذين إما الاخلاص وإما الإحكام
2 ـ وقال قاضي القضاة ابن السعود (ت 951هـ) في تفسيره: «النصح»: كلمة جامعة لكل ما يدور عليه الخير من قول أو فعل، وحقيقته إمحاض ارادة الخير والدلالة عليه، ونقيضه الغش
3 ـ وقال الزمخشري في (الكشاف): يقال: نصحته ونصحت له، وفي زيادة اللام مبالغة ودلالة على إمحاض النصيحة، وأنها وقعت خالصة للمنصوح له، مقصودا بها جانبه لا غير
4 ـ ويقول القرطبي في تفسيره: النصح: إخلاص النية من شوائب الفساد في المعاملة، بخلاف الغش
5 ـ ويقول الطبرسي: النصيحة إخلاص النية من شائب الفساد في المعاملة
6 ـ ويقول النيسابوري: وحقيقة النصح: الارشاد الى المصلحة مع خلوص النية من شوائب المكر
7 ـ ويقول الرازي في تفسيره الكبير: وحقيقة النصح: الإرسال الى المصلحة مع خلوص النية من شوائب المكروه
8 ـ وقال صاحب تفسير المنار: الأصل في النصيحة بأن يقصد بها صلاح المنصوح لا الناصح، فإن كان له فائدة منها وجاءت تبعا فلا بأس، وإلا لم تكن النصيحة خالصة وقال أيضا: النصيحة والنصح: تحري ما يصلح به بين اثنين، ويكون خاليا من الغش والخلل والفساد ومنه تعلم أن من النصح لله ولرسوله في هذه الحالة: كل ما فيه مصلحة للامة، ولا سيما المجاهدين منها، من كتمان للسر، وحث على البر، ومقاومة خيانة الخائنين في شتى أوجهها فالنصح العام من الأركان المعنوية للاسلام، به عز السلف، وبزواله وبتركه ذل الخلف وابتزوا
9 ـ وقال المراغي في تفسيره: والنصح: الإرشاد الى مصلحة مع خلوص النية من شوائب المكر
10 ـ وقال صاحب تفسير الميزان في قوله تعالى ابلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين أي لا شأن لي بما أني رسول إلا تبليغ رسالات ربي خالصا من شوب الظنون من كوني كاذبا، فلست بغاش لكم فيما أريد أن أحملكم عليه، ولا خائن فيما اريده منكم من التدين بدين التوحيد، فهو الذي أراه حقا، وهو الذي فيه نفعكم وخيركم
هذه طائفة من كلمات العلماء في تفسير (النصيحة).
ونرجح أن يكون (النصح) و (النصيحة) من الخلوص والاخلاص، وليس من الإحكام، وهو أحد المعنيين اللذين يذكرهما الراغب في المفردات، وأشهرهما في كلمات المفسرين وأهل اللغة، وأشبههما بموارد استعمال هذا المصطلح الاسلامي وعليه فتتألف النصيحة من جملتين تكاد تتفق عليهما كلمات المفسرين وعلماء اللغة، باختلاف يسير في التعبير; هما:
1 ـ تحري الخير والصلاح للآخرين، وإرادة الخير لهم في القول والعمل، وتنظيم العلاقة معهم على هذا الاساس.
2 ـ تخليص العلاقة والتعامل مع الاخرين من كل شائبة سوء، وتمحيص النصيحة في العلاقة والتعامل وهذا التخليص والتمحيص يقع في مقابل (الغش)، وهو أن يتظاهر الانسان بالنصيحة للاخرين في تعامله معهم في الوقت الذي تستبطن هذه العلاقة نية السوء والشر وتسمى هذه الحالة عادة بالغش وهاتان الجملتان تظهران بصورة أو باخرى من كل الكلمات التي سبقت في تعريف النصيحة، وفيما يلي نحاول ـ إن شاء الله ـ أن نحلل كل واحدة من هاتين الجملتين بصورة علمية، لنصل الى تحليل وتعريف شامل لمفهوم (النصيحة) ونبدأ بدراسة تحليلية لكل من هاتين الجملتين:
1 ـ ارادة الخير العنصر الاول في النصيحة (ارادة الخير) وهو معنى واسع، له تطبيقات مختلفة:
فقد يكون مصداق الخير هو (المصلحة) وقد يكون مصداق الخير هو الرضا فقط والنصيحة هي ابتغاء المصلحة للآخرين، أما بالنسبة الى الله تعالى فهي ابتغاء مرضاته سبحانه، فإن الله غني بذاته لا يحتاج الى شيء، ولا يغنيه شيء، فهو الصالح الغني بذاته، ولا حد لغناه وصلاحه والنصيحة بالنسبة اليه تعالى هو ما يرتضيه تعالى من عباده من قول أو عمل وبذلك تتميز (النصيحة) عن (السلام) بشكل واضح، فإن (السلام) هو عدم إرادة السوء والشر للآخرين، والنصيحة هي حب الخير وإرادته لهم.”
ومما نقله الرجل واختاره نتبين أن النصيحة تعنى كلمة الخير التى تريد النفع لمن تقال له وحدثنا الرجل عن مصدر الخير فى نفس الإنسان فقال:
“مصدر الخير في نفس الانسان:
ما هو مصدر هذا الخير الذي ينبع من نفس الانسان ويطلبه الانسان لله تعالى ولرسوله (ص) ولكتابه ودينه ولأئمة المسلمين وللمسلمين؟ وإن النفس لشحيحة بالخير ضنينة به، وهذه طبيعة من طبائع النفوس: (واحضرت الأنفس الشح) (أشحة على الخير)
فكيف تتحول هذه النفوس الشحيحة والضنينة بالخير الى مصدر يعطي الخير ويقدمه ويفيض به؟وللجواب عن هذا السؤال نقول:
الحب مصدر الخير
الحب مصدر كل خير في نفس الانسان وأكثر ما يكون في النفس من خير وعطاء فإن مصدره الحب، وأكثر ما يكون في النفس من شح وبخل وضنك فإن مصدره البغضاء والكراهية إن الحب يمنح النفس القابلية على العطاء والقدرة على فعل الخير، فإذا دخل الحب النفس فاضت بالخير والرفق والاحسان والبذل والعطاء، وتحولت النفس البشرية الى واحة خضراء مباركة كثيرة العطاء، وإذا أقفرت النفس من الحب تحولت الى أرض قاحلة غير ذات زرع، فلم تجد فيها غير الحقد والبغضاء والعدوان والمكر والكيد.”
انتهى الرجل هنا إلى أن مصدر النصيحة فى النفس هو حب الآخرين وكما قلت سابقا الحب والكره ليسا مصدر نصيحة المسلم وإنما المصدر هو طاعته لأحكام الله لأن الكراهية قد تقع فى النفس ومع هذا يتجاهل المسلم العمل بها ويعمل بالعدل الذى قرره الله فى الأحكام فينصح من يكرهه مخلصا طاعة لله ثم حدقنا عن التبادل بين الحب والنصيحة فقال:
“التبادل بين الحب والنصيحة
وللامام أمير المؤمنين كلمات في هذا المجال ينقلها الآمدي عنه في (غرر الحكم):يقول كما في رواية الآمدي: «النصح ثمرة المحبة» فالنصح لله ولرسوله وللمؤمنين ينبع في النفوس من الحب لله ورسوله ويقول في كلمة اخرى يرويها الآمدي أيضا: «النصيحة تثمر الود» أي إن النصيحة تصنع الحب والود في القلوب، وهذه الكلمة معاكسة للكلمة السابقة، وهما معا ترسمان صورة للعلاقة المتبادلة بين «النصيحة» و«الحب»، فالنصيحة تصنع الحب، والحب يصنع النصيحة ولا يكاد ينبع الخير والنصيحة من النفس إلا من منبع الحب والود، وهذه حقيقة في النفوس فطر الله تعالى الناس عليها”
الرجل يكرر نفس مقولة صدور النصيحة من المحب وهى مقولة كما قلت ليست صحيحة فالنصيحة صادرة فى نفس المسلم من طاعته لحكم الله سواء كان يحب من ينصحه أو يكرهه وما حدث من نصائح الرسل لأقوامهم هو من هذا الضرب فقد كانت الرسل تكره أقوامها بعد سنوات طويلة من تكذيب الأقوام لهم وعملهم على إيذاءهم بشتى الصور ولكن النصيحة كانت أمرا صادرا من الله بإبلاغ الوحى ثم حدثنا عن الحب والتوحيد فقال :
“الحب من مقولة التوحيد والاخلاص:
الحب من مقولة التوحيد والاخلاص .. ولا يكون في نفس الانسان المؤمن غير حب واحد، هو حب الله عز وجل، وكل حب آخر في نفوس المخلصين من المؤمنين لا بد أن يكون امتدادا لهذا الحب بنحو من الانحاء وتتسع نفس الانسان المؤمن لحب الله تعالى، وكل من يحب الله تعالى من رسله وملائكته وأوليائه وعباده الصالحين ولا تضيق النفوس المؤمنة بهذا الحب مهما امتد وتسلسل، ولكنها تضيق بالحب إذا أرادت أن تجمع بين حب الله تعالى وحب أعداء الله، فلا تتسع لهما النفس، يقول تعالى: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
إذا مبدأ كل حب في نفس الانسان المؤمن الذي اخلص نفسه وحبه وعواطفه وهواه لله تعالى هو حب الله تعالى، وهو الحب الحاكم في النفس، وكل حب آخر ينفي هذا الحب ويعارضه فإن على الانسان المسلم أن يغلق منافذ قلبه دونه، فلا يجتمع في نفس الانسان المؤمن حبان: حب لله تعالى وحب للدنيا (مثلا).فقد روي عن رسول الله (ص): «حب الدنيا وحب الله لا يجتمعان في قلب أبدا» وعن الامام الصادق : «والله ما أحب الله من أحب الدنيا ووالى غيرنا» “
هنا انتى الآصفى إلى ما أشرت إليه أن النصيحة صادرة من محبة الله وليس من محبة الناس فحب الله هو طاعة احكامه ثم حدثنا عما سماه الجزء الثانى من معنى النصيحة وهو الاخلاص فقال:
2 ـ تمحيص العلاقة وتخليصها:
وهذا هو البعد الثاني للنصيحة فلا بد في النصيحة من أن تكون العلاقة خالصة و (ناصحة)، لا يشوبها مكر أو سوء، ولا تستبطن سوءا أو شرا وليس معنى ذلك أن لا يطلب الانسان لنفسه نفعا أو خيرا في العلاقة، فلا بأس أن يطلب الانسان لنفسه في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية خيرا ونفعا، ولكن على أن لا تستبطن هذه العلاقة من الغش ما لا يظهر وما لا يبدو عليها فليس من النصيحة أن يتظاهر الانسان بالخير والصلاح ويستبطن نية السوء أو المكر، أو يبرز جانب الصلاح والخير، ويخفي الجانب الآخر وهذا هو الغش الذي يشبه النفاق أحيانا، والمكر والكيد أحيانا اخرى وقد روي أن رسول الله (ص) مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال: «ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟ من غشنا فليس منا»
فالنصيحة هي ارادة الخير التي لا يشوبها الشر ولا تستبطن السوء و (النصيحة) بهذا المعنى هي الوجه الثاني للعلاقة، ومرحلة متقدمة وعليا لتحكيم العلاقة وتمتينها بعد مرحلة السلام ويصح أن نقول: إن (السلام) يعتبر مرحلة تزكية العلاقة، وتطهيرها، وتجريدها من السوء، بينما تعتبر النصيحة مرحلة فوق هذه المرحلة، تتضمن إغناء العلاقة بالخير والمودة والتعاون والنصرة والاسناد وبذلك فإن نسيج العلاقة في هذه الشبكة الواسعة (شبكة الولاء) يتكون من عنصرين اساسين هما (السلام) و (النصيحة) وتوجزهما هذه الكلمة المأثورة عن الامام أمير المؤمنين في صفة المتقين في (نهج البلاغة): «الخير منه مأمول، والشر منه مأمون»
فإن «السلام» هو أن لا يريد الانسان الشر والسوء للآخرين و«النصيحة» أن يطلب الانسان الخير لغيره.”
ثم حدثنا عن توثيق العلاقة بالسلام والنصيحة فقال:
“دور السلام والنصيحة في تمتين العلاقة ووقايتها
وهذان العنصران يضعان العلاقة التي تربط الانسان المسلم بالله ورسوله، وأوليائه، وبالآخرين من أبناء نوعه على أساس متين، فإن العلاقة عندما تعتمد هذين الاساسين تتنزه عن إرادة السوء بالآخرين، وتتشبع بإرادة الخير، وتصبح قوية ومتينة وأمينة، وتسلم من الضعف وفي نفس الوقت فإن هذين العنصرين يقيان العلاقة من السوء والاختلال في المجتمع وفي نفس الانسان، فإن العلاقة عندما تقوم على أساس ضعيف تتعرض لعوامل الإخلال والإساءة والإفساد القائمة في المجتمع، وفي النفس، وتتأثر بسرعة بهذه العوامل، أما عندما تقوم العلاقة على أساس صحيح من (السلام) و (النصيحة)، وتتكون خيوط العلاقة منهما جميعا، فإن العلاقة تقاوم الى حد بعيد عناصر الإخلال والإفساد القائمة في النفس والمجتمع ومردود سلامة العلاقة على الانسان نفسه بصورة مباشرة وقوية، فإن العلاقة إذا سلمت سعد الإنسان وسلم واستقامت له حياته، وإذا فسدت العلاقة شقي الإنسان واختلت حياته، وأكثر شقاء الناس وعنائهم وعذابهم من فساد العلاقة ولذلك يعطي الاسلام مثل هذا الاهتمام العجيب بأمر العلاقة، ويضع شبكة العلاقات الانسانية ضمن هذا القانون المتكامل، قانون (الولاء)، بهذه الصورة.
وجوب النصيحة في الإسلام
و «النصيحة» «كالسلام» ليست أمرا كماليا في بناء المجتمع الانساني، وفي بناء شبكة العلاقات الانسانية، وإنما هي في نظر الإسلام حاجة ضرورية لا يمكن أن يستغني عنها الانسان، ومن دونها لا تستقيم حياته ولذلك تضافرت النصوص في الاسلام على وجوب النصيحة وتحريم الغش، كما تضافرت على وجوب السلام وتحريم العدوان.
وجوب النصيحة في الإسلام
و «النصيحة» «كالسلام» ليست أمرا كماليا في بناء المجتمع الإنساني، وفي بناء شبكة العلاقات الإنسانية، وإنما هي في نظر الإسلام حاجة ضرورية لا يمكن أن يستغني عنها الانسان، ومن دونها لا تستقيم حياته ولذلك تضافرت النصوص في الاسلام على وجوب النصيحة وتحريم الغش، كما تضافرت على وجوب السلام وتحريم العدوان”
ثم ذكر بعض الروايات الذى ذكرت فى النصيحة فقال:
“وجوب النصيحة في النصوص الإسلامية
وفيما يلي نستعرض طائفة من هذه النصوص:
1 ـ روى ابن الشيخ الطوسي في (الأمالي) عن ابيه، عن المفيد بسنده عن تميم الداري قال: قال رسول الله (ص): «الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولائمة الدين ولجماعة المسلمين»
2 ـ وعن جابر عن ابي جعفر قال: قال رسول الله (ص): «لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه»
3 ـ وعن محمد بن يعقوب بسنده عن أبي حفص الاشعري، قال: سمعت الصادق يقول: قال رسول الله (ص): «من سعى في حاجة لأخيه فلم ينصحه فقد خان الله ورسوله»
4 ـ وعن رسول الله (ص): «من لا يهتم بامور المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ويمس ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم»
5 ـ وعن أمير المؤمنين في (نهج البلاغة):
«أيها الناس إن لي عليكم حقا، ولكم علي حق، فأما حقكم علي: فالنصيحة لكم، وتوفير فيئكم عليكم، وتعليمكم لئلا تجهلوا، وتأديبكم كيما تعلموا وأما حقي عليكم: فالوفاء بالبيعة، والنصيحة في المشهد والمغيب، والإجابة حين ادعوكم، والطاعة حين آمركم» وفيه عنه أيضا قال: «إنه ليس على الامام الا ما حمل من أمر ربه: الابلاغ في الموعظة، والاجتهاد في النصيحة، والاحياء للسنة، وإقامة الحدود على مستحقها» وعنه أيضا قال: «انتم الأنصار على الحق، والاخوان في الدين، فأعينوني بمناصحة خالية من الغش»
6 ـ وعن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبدالله يقول: «عليكم بالنصح لله في خلقه، فلن تلقاه بعمل أفضل منه»
7 ـ وعن سماعة، قال: سمعت أبا عبدالله يقول: «أيما مؤمن مشى في حاجة أخيه فلم يناصحه فقد خان الله ورسوله»
8 ـ وعن حسين بن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله قال: «من استشار أخاه فلم يمحضه الرأي سلبه الله عزوجل رأيه»
9 ـ عن محمد بن يعقوب الكليني عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله قال:«يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة في المشهد والمغيب»
10 ـ وعن الصادق أيضا: «المؤمن أخو المؤمن يحق عليه النصيحة».
11 ـ وفي (فقه الرضا) عن القائم في كلام طويل: «ثلاث لا يغل عليها قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم».
12 ـ وروي: «من مشى في حاجة أخيه فلم يناصحه كان كمن حارب الله ورسوله».
13 ـ وروي: «من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم».
14 ـ وروي: «لا يقبل الله عمل عبد وهو يضمر في قلبه على مؤمن سوءا».
15-وروي: «ليس منا من غش مؤمنا أو ضره أو ماكره».
16-وروي: «الخلق عيال الله، فأحب الخلق على الله من أدخل على أهل بيت سرورا، ومشى مع أخيه في حاجة»”
والروايات1و4 سبق مناقشتها والقول أنها لا تصح وكذلك الرواية 6 فهى تخالف كتاب الله فى كون الجهاد أفضل العمل والرواية16 فالخلق ليسوا عيال الله لعدم وجود أولاد له ” لم يلد ولم يولد” وباقى الروايات معناها صحيح
ثم قال “
“وبناء على ذلك فإن (النصيحة) تعتبر عنصرا أساسيا وضروريا (واجبا) من وجهة نظر الاسلام في إقامة العلاقة، والعلاقة التي تفقد هذا العنصر تعتبر علاقة غير كاملة وغير مستوفية للشروط الأساسية في الإسلام.
الحالة الشمولية للنصيحة في شبكة العلاقات الإنسانية
وكما تتصف (النصيحة) في نسيج العلاقة بصيغة الوجوب، تتصف كذلك بصيغة الشمولية والاستيعاب، فلا بد من توفير عنصر (النصيحة) في كل خطوط وخيوط هذه الشبكة الواسعة (شبكة الولاء).وأهم خطوط هذه العلاقة ما يلي:
أ: في الخطوط الطولية (الاتجاه العمودي) لشبكة الولاء:
1 ـ العلاقة بالله تعالى.
2 ـ العلاقة برسول الله (ص).
3 ـ العلاقة بالقرآن.
4 ـ العلاقة بالإسلام (الدين).
5 ـ العلاقة بأئمة المسلمين وأولياء الأمور.
6 ـ علاقة الانسان بنفسه.
7 ـ العلاقة بمن يتولى أمره من المسلمين.
ب: في الخطوط العرضية (الاتجاه الافقي) لشبكة الولاء:
العلاقة بالأمة (جماعة المسلمين).
وباستعراض سريع لنصوص (النصيحة) نجد بوضوح حالة الشمول والاستيعاب في النصيحة في مختلف خطوط العلاقة الانسانية (لشبكة الولاء).
وفيما يلي نستعرض طائفة من هذه النصوص التي تدل على حالة الشمول والاستيعاب في النصيحة بالنسبة لمختلف خطوط العلاقة:
1 ـ نصيحة الله تعالى لعباده:
عن أمير المؤمنين : «انتفعوا ببيان الله، واقبلوا نصيحة الله، فإن الله قد أعذر اليكم»
2 ـ نصيحة العباد لله تعالى:
عن رسول الله قال الله عزوجل: «احب ما تعبد لي به عبدي: النصح لي»
وعن علي كما في (نهج البلاغة): «من واجب حقوق الله على عباده النصيحة بمبلغ جهدهم، والتعاون على اقامة الحق بينهم»
3 ـ تبادل النصيحة بين الله تعالى وعباده:
عن الصادق : «ان عليا كان عبدا ناصحا لله عزوجل فنصحه، وأحب الله فأحبه»
4 ـ نصيحة رسول الله (ص) لامته:
عن أمير المؤمنين كما في (نهج البلاغة)، في الثناء على رسول الله (ص): «بلغ عن ربه معذرا، ونصح لامته منذرا»
وفي نهج البلاغة في الثناء على رسول الله (ص) أيضا: «ارسله وأعلام الهدى دارسة، ومناهج الدين طامسة، وصدع بالحق، ونصح للخلق، وهدى الى الرشد»
وعنه في الثناء على رسول الله (ص) كما في (نهج البلاغة) أيضا قال: «فبالغ (ص) في النصيحة، ومضى على الطريقة، ودعا الى الحكمة والموعظة الحسنة» وفي (الصحيفة السجادية) في الثناء على رسول الله (ص): «بلغ رسالتك، وصدع بأمرك، ونصح لعبادك»
وأيضا في (الصحيفة السجادية): «وأن محمدا عبدك .. امرته في النصح لامته فنصح لها»
5 ـ نصيحة القرآن للناس:
عن أمير المؤمنين في (نهج البلاغة): «واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، استنصحوه على انفسكم، واتهموا عليه آراءكم، واستغشوا فيه اهواءكم»
وعن أمير المؤمنين في (النهج) ايضا: «تمسك بحبل الله واستنصحه .. وأحل حلاله، وحرم حرامه، وصدق بما سلف من الحق»
6 ـ نصيحة المسلمين لرسول الله (ص) والقرآن والاسلام:
عن رسول الله (ص): «من لم يصبح ويمس ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم»
وعن تميم الداري أن النبي (ص) قال: «الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»
7 ـ نصيحة ائمة المسلمين للمسلمين:
عن علي في (نهج البلاغة): «ليس على الإمام إلا ما حمل من أمر ربه: الإبلاغ في الموعظة، والاجتهاد في النصيحة».
8 ـ نصيحة المسلمين لأئمتهم:
عن الامام الرضا : «ثلاث لا يغل عليها قلب امرئ مسلم: اخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم»
ومن كلام للامام أمير المؤمنين إلى أصحابه الصالحين: «أنتم الانصار على الحق، والإخوان في الدين، فأعينوني بمناصحة خلية من الغش»
9 ـ تبادل النصيحة بين الإمام والأمة:
عن علي في (نهج البلاغة): «أيها الناس، إن لي عليكم حقا، ولكم علي حق فأما حقكم علي: فالنصيحة لكم وأما حقي عليكم: فالوفاء بالبيعة، والنصيحة في
المشهد والمغيب»
10 ـ نصيحة الانسان لنفسه:
عن علي : «إن أنصح الناس أنصحهم لنفسه وأطوعهم لربه»
وعنه ايضا: «إن أنصح الناس لنفسه أطوعهم لربه، وان أغشهم لنفسه اعصاهم لربه»
وعن علي ايضا: «من نصح نفسه كان جديرا بنصح غيره، ومن غش نفسه كان أغش الناس لغيره»
وعن الصادق : «ما ناصح عبد مسلم في نفسه، فاعطى الحق منها، واخذ الحق لها الا اعطي خصلتين: رزقا من الله عزوجل يقنع به، ورضى عن الله ينجيه»
11 ـ النصيحة لعباد الله (جماعة المسلمين):
عن رسول الله (ص): «إن اعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في ارضه بالنصيحة لخلقه»
وعن ابن عيينة قال: سمعت ابا عبدالله يقول: «عليكم بالنصح لله في خلقه فلن تلقاه بعمل افضل منه»
وعن الصادق : «يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد والمغيب»
وعن رسول الله (ص): «احب العباد الى الله من نصب نفسه في طاعة الله، ونصح لامة نبيه، وتفكر في عيوبه وأبصر، وعقل وعمل» “
والتقسيمات التى أحدثها الآصفى تقسيمات خاطئة فكما سبق القول فى أول الكتاب النصيحة محالة من الإنسان لله ومحالة من الإنسان لكتاب الله وأصبحت محالة للرسل(ص) بعد موتهم وما ذكره فى الكلام هو نصيحة الله للناس وهو أمر مخالف للرواية حيث ينصح الإنسان الله وهو أمر محال