زواج موسى (ص)ولماذا تزوج داود (ص)وسليمان(ص) كل هؤلاء النسوة؟!
المؤلف حمدي شفيق وهو من أهل العصر وهو يناقش قضية زواج بعض الأنبياء(ص) من خلال الاطلاع على الأقوال والنصوص المختلفة وفى هذا قال :
“من المعلوم أن فهم الإسلام يحتاج إلى دراسة نصوص القران الكريم والأحاديث الصحيحة، على ضوء أقوال العلماء والمفسرين والفقهاء. لكننا نضيف أيضا أن كثيرا من الأمور تحتاج لفهمها أكثر – فضلا عما سبق- إلى معرفة وفهم الظروف التاريخية والحالة العامة للمجتمعات وقت نزول الرسالات .. وعلى سبيل المثال، فان الباحث غير المسلم سوف يدرك عظمة التشريع الإلهي في منع وأد البنات – أكثر – حين يعرف أن وأد البنات كان عادة إجرامية شائعة عند العرب وشعوب أخرى كثيرة –مثل الصينيين -قبل نزول القران الكريم ..
وذات الأمر في دراسة سير الأنبياء (ص) أجمعين وللأسف الشديد فان سوء فهم بعض التشريعات السماوية وأحوال الأنبياء أمر شائع لدى كثير من المسلمين في زماننا .. وإذا كان الآخرون الذين لم تبلغهم الرسالة على الوجه الصحيح لهم بعض العذر، فما هو عذر المسلم؟!! لماذا لا يسعى إلى تعلم أمور دينه خاصة في هذا العصر الذي توافرت فيه كل وسائل المعرفة بأيسر السبل؟!! لقد أتاحت الوسائل العلمية الحديثة- مثل الانترنت- لكل إنسان أن يتلقى العلم بكل أنواعه بدون حاجة حتى إلى الخروج من البيت، وبغير تكلفة تذكر و أعتقد أنه لا عذر لأحد في عدم تعلم ما لا يسعه الجهل به شرعا – بقدر ما يستطيع – في هذا العصر”
ويناقش الرجل زواج موسى (ص) من بنت الرجل الكبير مسميا إياه شعيب(ص) وما بين شعيب(ص) وموسى (ص)قرون متطاولة لأن شعيب (ص)كان قريب العهد بقوم لوط(ص) حيث قال لقومه” وما قوم لوط منكم ببعيد” كما انه ليس من ذرية إبراهيم(ص) ومن ثم فهو بعيد بعدا كبيرا زمنيا عن موسى(ص) ولم يسم الله حمى موسى(ص) شعيب وإنما وصفه بالرجل الكبير أى العجوز كما قالت ابنتيه” وأبونا شيخ كبير”
ناقش شفيق قول واحد من دعاة القنوات فقال:
|وبهذه المناسبة فقد سمع الناس بعض دعاة الفضائيات يتكلمون – بما لا يليق أبدا- حول ظروف زواج سيدنا موسى (ص)ببنت سيدنا شعيب (ص)إذ حاول هؤلاء تقريب الأمور إلى الأذهان بالتشبيه بما يحدث في المجتمعات المعاصرة ..
ونعيد هنا ما قلناه في مواضع أخرى عن ضرورة انتقاء الألفاظ، و التزام الحرص والأدب مع خيرة خلق الله، فهذا من ثوابت العقيدة وليس من نافلة القول، ومخالف ذلك على خطر عظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون.
فمثلا: لا يجوز أبدا التعليق على اقتراح البنت على أبيها أن يستأجر موسى (ص)للقيام بالعمل بدلا منهما- لقوته وأمانته- على طريقة أن: ” البنت أحبت الولد والولد أحب البنت أو أي كلام مشابه من هذا النوع!! ونصيحتي لمن يتكلمون بهذا الأسلوب أن يتوقفوا فورا عن مثل هذا الهذيان حتى لا يضللون العوام ويشجعونهم على الخوض في مقامات الأنبياء الرفيعة بهذا ” الاستظراف” الرخيص.
و هذا الأسلوب لا يبرره الزعم بأنه: يجتذب الشباب إلى الالتزام بذلك كما يحسب المدافعون .. فإذا كان البعض لا يمكن جذبه ولا كسبه إلا بهذا الأسلوب السخيف، فالله هو الغنى عنه و عن جميع الخلائق .. ولن يلد الباطل حقا أو خيرا أبدا.
ثم ما أدراك أن موسى (ص)قد تزوج بهذه البنت – بالذات- التي اقترحت على أبيها أن يستعمل سيدنا موسى دون الأخرى؟!! لم يحدد القران الكريم من منهما التي جاءت لتدعو موسى باسم أبيها، و لا تلك التي قالت:” يا أبت استأجره”. ولقد عرض عليه الأب أن يزوجه إحدى ابنتيه بدون تحديد أيضا لأي منهما .. إذن لا يوجد دليل قاطع على أن تلك التي تزوجها هي ذاتها التي اقترحت استئجاره، و لا يوجد حتى أي إجماع بين المفسرين بهذا الشأن
ثم أين ومتى وقع هذا الحب إذا كان موسى (ص)قد وصل- بالكاد- إلى” مدين” وسقى لهما الأغنام والإبل، ثم استراح قليلا في الظل، إلى أن أرسل إليه أبوهما ليدعوه إلى بيته و ليكافئه على معروفه وجاءت إليه إحدى البنتين تبلغه دعوة أبيها، ونص العلماء في كل التفاسير على أنها كانت عفيفة مستترة تغطى وجهها وتمشى بكل حياء وأدب إنه لم ير حتى وجهها، فكيف أحبها كما قد يتوهم البعض؟!!.”
وشفيق هنا محق فى كل ما فاله عدا ما سبق مناقشته من أمر شعيب(ص)فلا يجوز الحديث حديث الشباب فى الشوارع عن القصة لأن الداعية حملها ما لا تحتمل وأفلخ شفيق فى بيان أخطاء الداعية وبعد ذلك استعرض شفيق الروايات فى الأمر فقال:
“ولنقرأ معا جانبا مما قال الإمام الطبري ، لأنه مفيد جدا أيضا في الرد على منكري النقاب الطاهر:”: فجاءت موسى إحدى المرأتين اللتين سقى لهما تمشي على استحياء من موسى، قد سترت وجهها بثوبها وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو السائب والفضل بن الصباح، قالا: ثنا ابن فضيل، عن ضرار بن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عمر بن الخطاب ، في قوله: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: مستترة بكم درعها، أو بكم قميصها
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو أسامة، عن حماد بن عمرو الأسدي، عن أبي سنان، عن ابن أبي الهذيل عن عمر ، قال: واضعة يدها على وجهها مستترة.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: قد سترت وجهها بيديها.
قال: ثنا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف بنحوه حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: قائلة بيديها على وجهها، ووضع أبي يده على وجهه.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: ليست بسلفع من النساء خراجة ولاجة واضعة ثوبها على وجهها. تقول {إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا “
وقال الإمام الرازي في تفسيره:” ” وقال محمد بن إسحاق في البنتين اسم الكبرى صفورا، والصغرى ليا، وقال غيره صفرا وصفيرا، وقال الضحاك صافورا والتي جاءت إلى موسى (ص)هي الكبرى على قول الأكثرين، وقال الكلبي: هي الصغرى، وليس في القرآن دلالة على شيء من هذه التفاصيل.”. انتهى.
لاحظ مقولة الإمام الرازي الأخيرة: وليس في القران دلالة على شيء من هذه التفاصيل).
ألا ترى معي أن هذا أدعى إلى التزام الحرص وعدم محاولة إضافة: (توابل وبهارات) إلى القصص القرانى بغير دليل قاطع؟!!”
والروايات ليس فيها شىء من الوحى فكلها كلام بلا دليل وهى متناقضة فتغطية وجهها مرة بملابس ومرة بيديها وأسماء الأختين غير متفق عليها والغريب أن شفيق الذى انتقد محاولة إضافة (توابل وبهارات) إلى القصص القرانى بغير دليل قاطع وقع فى نفس المحاولة حيث وصف مشى موسى(ص( أمام الفتاة فقال:
“وقد أمر موسى(ص) البنت أن تمشى خلفه وليس أمامه أو إلى جواره، حتى لا يتبادل معها النظرات أو الكلام الذي لا ضرورة له؟!.
فالنبي المعصوم لم يتجاذب معها أطراف الحديث – كما قد تتوهم بعض العقول القاصرة – وسار أمامها إلى أن وصل إلى البيت، فرحب به الأب، وأجلسه معه، وأطعمه، وعرف قصته مع فرعون وقومه .. ثم عرض عليه تزويجه إحدى البنتين بلا تحديد. ووافق موسى (ص)وهكذا تم الزواج بلا أية مقدمات “درامية ” وهمية .. ولا يجوز أن يظن غير هذا بهؤلاء الأطهار”
ثم أتانا بكلام أخر لا نص فيه وهو أن زواج الرسل بوحى وكذلك زواج بناتهم فقال:
“ثم إن الأنبياء (ص) لا يتزوجون ولا يزوجون بناتهم إلا بوحي و أمر من الله تعالى، وليس لأن أحدا منهم – حاشا لله – قد وقع في غرام هذه أو تلك ..”
وهو كلام من نفس فصيلة التوابل والبهارات التى رفضها من الغير ووقع فيها هو فكيف يكون الزواج بوحى وقد تزوج نوح(ص) كافرة ولوط(ص) كافرة وحتى محمد تزوج قبل نزول الوحى عليه بخمسة عشر عاما طبقا للتاريخ المعروف والسؤال الأخر كيف تتميز البنات على البنين وهم أولاد رجل واحد فغى الزواج؟
بالقطع لا يوجد زواج بوحى إلا زواج لبيان حرمة شىء كحرمة التبنى وأنه لا يثبت نسبا
وحدثنا شفيق فقال:
“والسؤال الآن لكل علماء الإسلام: هل يجوز – طبقا لأي رأى كان في أي مذهب كان تحت أي ظرف كان- أن يوصف كليم الله عليه السلام:”بالولد” أو ” الشاب” أو غير ذلك من ألفاظ بلهاء لا يستطيع المتحدث أن يصف بها أحدا من الحكام و إلا .. ؟”
ووصف النبى(ص) بالشاب والولد لا شىء فيه طالما كان الكلام عن مرحلة عمرية معينة وقد وقع هذا فى الروايات كما فى وصف الرسول(ص) بالشاب وأبو بكر بالشيخ فى رحلة الهجرة ثنم حدثنا شفيق عن عمرو خالد فقال:
“هل أصبح الأنبياء (ص) عرضة في هذا الزمان لكل من يتناول سيرتهم وأعمالهم بعقله القاصر وتعبيراته غير المدروسة و تشبيهاته غير المنضبطة؟!!
أما آن لهذا الذي يدعو” الفنانات ” إلى” عدم الاعتزال” (بحجة أننا نحتاج إليهن لأداء أعمال فنية راقية كما يزعم) أن يستغفر الله، وأن يتوقف عن هذه الأساليب هدانا الله وإياه؟!!
ومن المهم التنبيه هنا إلى أنه لا خصومة بيننا وبين أحد، وأننا لم نكن لنرغب على الإطلاق في الانشغال بمناقشة هذه التخاريف، لولا أنها تطرح على الملايين عبر القنوات الفضائية ومواقع الانترنت، فوجب التصدي لها وتفنيدها. وإنا لله وإنا إليه راجعون
و يمكن لمن شاء مزيدا من تفاصيل قصة موسى مع ابنتي شعيب عليهم السلام جميعا الرجوع إلى أمهات كتب التفسير”
ثم حدثنا عن زواج داود (ص) وابنه سليمان(ص) بنساء كثيرات فقال:
“وهناك أيضا موضوع أخر شائك يسقط آخرون في هاوية الجهل به أو التطاول بشأنه على مقام النبوة الشريف ..وهو ظروف اقتران سيدنا داود وولده سيدنا سليمان (ص)بأعداد كبيرة من النساء والجواري فهناك من ينظرون إلى هذا الموضوع على ضوء حكايات ” ألف ليلة وليلة”، على مؤلفها من الله ما يستحق والمصيبة الكبرى أنني قرأت لأحد العلماء المعروفين كلاما حول هذا الأمر ملخصه أنه لا يصدق ذلك، واكتفى باستنكار الأرقام، على أساس أنه يستحيل على الرجل أن يجد وقتا أو طاقة – لأداء واجبه كزوج – مع كل هذه الأعداد الهائلة من الزوجات والجواري!!ولم يفتح الله على ” سيدنا ” بكلمة أخرى يبدد بها الشبهات في نفوس الناس حول هذا الأمر!! و طالما أنه أثار الموضوع فقد كان لزاما عليه أن يحاول تقديم مزيد من الإيضاح حتى تطمئن قلوب العوام بل أخشى القول أنه هو نفسه قد غفل عن وجود حديث شريف صحيح- سنذكره بعد قليل – غفر الله لنا وله!!وإذا كان هذا هو حال عالم معروف من العلماء المعاصرين فما بالك بغير المتخصصين فضلا عن غير المسلمين؟!!
هذا الموضوع ليس من قبيل الترف الفكري، بل هو بالغ الأهمية والخطورة، إذ أن الجهل أو سوء الفهم هنا تترتب عليه كارثة، وهى أن يكفر البعض أن دفعه ذلك إلى النطق بكلام سيء ضد النبيين الكريمين، كما سمعت بأذني ذات مرة من بعض النساء الجاهلات، فضلا عن العلمانيين و العلمانيات هداهم وهداهن الله، أو أراحنا منهم ومنهن كما نخشى على من يكذب حديثا صحيحا قاله الرسول (ص) أن يهلك أيضا، عافانا الله من كل مكروه وسوء، ورزقنا وجميع المسلمين الثبات على الإسلام حتى نلقاه تعالى ..
وتحضرني هنا مقولة لابن عباس :” توشك السماء أن تمطر حجارة .. أحدثكم عن رسول الله (ص) فتقولون قال فلان وفلان؟!! “.قال هذا عندما ذكر حديثا فرد عليه أحد الحاضرين بأن فلانا قال كذا وغيره قال كذا ..ترى. . لو كان الحبر ابن عباس حيا بيننا الآن، وسمع بأذنيه- مثلا -من يكذبون الأحاديث الصحيحة، أو آخرين يطعنون في السنة المطهرة بأكملها، ويقولون نأخذ بالقران الكريم فقط؟!!! ماذا كان سيقول؟!!
يقول العهد القديم – التوراة- أنه كان لسيدنا داود – (ص)– مائة زوجة وكثير من الجواري كما ورد – بالتوراة – أنه كان لابنه سليمان ثلاثمائة زوجة وسبعمائة جارية وذكروا أيضا أن رحبعام بن سليمان تزوج 18 وكانت له ستون جارية أي كانت له 78 حليلة!
ونشير أولا إلى أن هذه الأرقام يجب أن تؤخذ بحذر شديد، لما هو معلوم من أن نصوص التوراة والأناجيل قد تعرضت للتحريف والتبديل عبر العصور.
ومع هذا فإن تعدد زوجات وجواري سليمان (ص)ثابت عندنا بحديث شريف صحيح، لكن العدد أقل بكثير مما ذكرته التوراة المحرفةونص الحديث:” عن أبي هريرة قال: ” قال سليمان بن داود (ص)لأطوفن الليلة بمائة امرأة تلد كل امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله فقال له الملك قل إن شاء الله فلم يقل ونسي فأطاف بهن ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان، قال النبي صلى الله عليه وسلم:”لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته” صحيح البخاري رقم 4944 في كتاب النكاح باب قول الرجل لأطوفن الليلة على نسائي”وأخرجه أيضا في كتاب الأنبياء باب” ووهبنا لداود سليمان نعم العبد انه أواب”
رقم3242وأخرجه أيضا في كتاب الجهاد والسير باب من طلب الولد للجهادرقم 2664وأخرجه في كتاب الأيمان والنذور- يعني الحلف-باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم رقم 6263وأيضا في كتاب كفارات الأيمان باب الاستثناء في اليمين 6341
وفي كتاب التوحيد أخر كتاب في البخاري باب في المشيئة والإرادة ” وما تشاءون إلا أن يشاء الله” رقم 7031قال الحافظ بن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري (6 – 460)
“فحاصل الروايات ستون وسبعون وتسعون وتسع وتسعون و مائة “.انتهى.
وقد اعترض البعض على الحديث قائلا:” وفي هذا أيضا نظر من وجوه: أحدها: أن القوة البشرية لتضعف عن الطواف بهن في ليلة واحدة مهما كان الإنسان قويا، فما ذكره أبو هريرة من طواف سليمان (ص) بهن مخالف لنواميس الطبيعة لا يمكن عادة وقوعه أبدا.
ثانيها: أنه لا يجوز على نبي الله تعالى سليمان (ص) أن يترك التعليق على المشيئة، ولا سيما بعد تنبيه الملك إياه إلى ذلك، وما يمنعه من قول إن شاء الله؟ وهو من الدعاء إلى الله والإدلاء عليه، وإنما يتركه الغافلون عن الله عز وجل، الجاهلون بأن الأمور كلها بيده فما شاء منها كان وما لم يشأ لم يكن، وحاشا أنبياء الله عن غفلة الجاهلين أنهم (ص) لفوق ما يظن المخرفون.
ثالثها: أن أبا هريرة قد اضطرب في عدة نساء سليمان، فتارة روى إنهن مائة كما سمعت، وتارة روى إنهن تسعون، وتارة روى إنهن سبعون وتارة روى إنهن ستون … )
و قد أجاب شارحو الحديث من علماء السلف على تلك الشبهات ففي الرد على الشبهة الأولى: قال الحافظ بن حجر في فتح الباري “: والجمع بينها أن الستين كن حرائر وما زاد عليهن كن من السرارى أو بالعكس، وأما السبعون فللمبالغة، وأما التسعون والمائة فكن دون المائة وفوق التسعين، فمن قال تسعون ألغى الكسر ومن قال مائة جبره ومن ثم وقع التردد في رواية جعفر. وأما قول بعض الشراح ليس في ذكر القليل نفى الكثير وهو من مفهوم العدد، وليس بحجة عند الجمهور، فليس بكاف في هذا المقام، وذلك أن مفهوم العدد معتبر عند كثيرين والله أعلم وقال الحافظ ابن حجر في الرد على الشبهة الثانية:
“فيه ما خص به الأنبياء من القوة على الجماع الدال ذلك على صحة البنية وقوة الفحولة وكمال الرجولة مع ما هم فيه من الاشتغال بالعبادة والعلوم. وقد وقع للنبي صلى الله عليه وسلم من ذلك أبلغ المعجزة لأنه مع اشتغاله بعبادة ربه وعلومه ومعالجة الخلق كان مقللا للأكل والمشارب المقتضية لضعف البدن على كثرة الجماع، ومع ذلك فكان يطوف على نسائه في ليلة بغسل واحد وهن إحدى عشرة امرأة وقد تقدم في كتاب الغسل .. ويقال إن كل من كان أتقي لله فشهوته أشد لأن الذي لا يتقي يتفرج بالنظر ونحوه”
وقال الحافظ العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري:” … خرق الله تعالى لهم العادة في أبدانهم كما خرقها لهم في معجزاتهم وأحوالهم فحصل لسليمان عليه الصلاة والسلام من القدرة أن يطأ في ليلة مائة امرأة … الخ”.انتهى …و أما الشبهة الثالثة حول الحديث الشريف فانه لا يمتنع أن ينسى النبي سليمان (ص)، فالأنبياء يحتمل أن يحدث النسيان منهم كبشر كما ورد في القران الكريم ففي سورة الأعلى يقول الله لنبيه الكريم {سنقرئك فلا ننسى} وقال عز وجل: {وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظلمين}
وقال عز وجل:
) واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا)
وقال عز وجل: {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا) ومثل هذا في القرآن الكريم كثير ولكاتب هذه السطور رأى في سبب آخر لكثرة نساء النبي داود وابنه سليمان (ص).. لقد كان اليهود مصدرا للفتن والحروب في كل مكان و زمان، بطبيعتهم الإجرامية التي دفعتهم إلى عصيان وقتل الأنبياء، وتدفعهم دائما إلى العدوان على الآخرين، وتسبب هذا في اندلاع صراعات دامية مستمرة بينهم وبين الشعوب الأخرى ومن الثابت – تاريخيا – أن عصر داود ثم ولده سليمان (ص)قد وقعت فيه حروب كثيرة طاحنة وردت أخبار بعضها في التوراة. وحكى القران الكريم في سورة البقرة قصة المعركة بين طالوت وجالوت، التي تمكن خلالها داود (ص)من قتل الطاغية جالوت ومن البديهي أن يهلك خلال هذه الحروب -المتواصلة عبر الأجيال -مئات الألوف من الجنود على الجانبين، و يحدث خلل اجتماعي خطير بسبب الأعداد الهائلة من الرجال القتلى، إذ يخلف هؤلاء عادة مئات الألوف من الأرامل والأيتام، وهذا هو المشاهد دائما عقب كل الحروب عبر التاريخ وشريعة كل الأنبياء تحظر زواج المؤمنات من الكفار كما هو معلوم وعدم إيجاد حل معقول ومقبول لهذه المشكلة معناه- لا محالة- أن تنتشر العلاقات غير السوية والانحلال الجنسي، وهذا أمر لن يسمح به نبي من الأنبياء عليهم السلام، خصوصا إذا كان هو الملك المسئول عن أمن البلاد و مصالح الرعية والأخلاق و الآداب العامة، وكان داود –ثم ابنه سليمان من بعده – ملكا ونبيا في ذات الوقت.
و لأن النبي كالأب للأمة، فمن الضروري أن يضرب- بنفسه الشريفة -المثل والقدوة للقلة النادرة التي بقيت من الرجال المؤمنين في كفالة هؤلاء الأرامل والأيتام، ولا يوجد حل نظيف طاهر يسمح به الدين، وتدعو إليه المروءة ومكارم الأخلاق سوى اتخاذ هؤلاء الأرامل زوجات شريفات مع كفالة كل الحقوق لهن على قدم المساواة مع الأخريات لهذا اضطر كل من داود وسليمان (ص)إلى الاقتران بهذه الأعداد الكبيرة من الزوجات والجواري، كأعباء إضافية مفروضة على كل منهما – باعتباره نبيا وملكا – ليقتدي به أتباعه من الرجال القلائل الذين أفلتوا من الموت في الحروب وهذا هو الرأي المنطقي الذي تؤيده حقائق التاريخ، وهو أيضا التفسير الوحيد المقبول الذي يتناسب مع نبل و طهارة و أخلاق الأنبياء الرفيعة ومقامهم السامي “
ما ذكره شفيق من دفاع عن حديث زوجات وجوارى ليس فى محله وكذلك من دافعوا فهم ركزوا على القوة الشهوانية ولم يركزوا على أهم شىء وهو الوقت فالليل حتى لو بلغ12 ساعة لن يكفى لجماع المائة أو السبعين أو الستين فحتى لو افترضنا أنه يجامع فى عشر دقائق ويدخل ويخلع ملابسه ويلبس ملابسه ويخرج من حجرة المرأة فهذا معناه أنه يستغرق مع كل واحد ربع ساعة ولو ضربنا 4 نساء فى الساعة×12 ساعة=48 امراة ولم نتحدث عن مثلا عن صلاته ولا عن غسله بين كل مرة والأخرى أو حتى بين كل عشرة وام نتحدث عن أكله وشربه ولابد لمن يجامع كل هذه المرات أن يأكل لأن المنى النازل يتكون من الطعام والشراب
إذا تخيل الجماع فى وقت الليل وحده محال
قطعا الحديث لو وافق القرآن وما يوجبه من عقل الأمور فهو صحيح المعنى وأما إذا لم يوافق القرآن وما أمر به من تعقل الأمور فلم يقله الرسول(ص)
وحدثنا شفيق عن حكايات زنى وقتل داود (ص) لزوج الزانية حتى يتزوجها فى العهد القديم والذى يسميه شفيق خطأ التوراة فقال:
“ومن الضروري أن ننتبه كذلك إلى ما بثه اليهود – قاتلهم الله – من شائعات قبيحة وأكاذيب مفضوحة عن النبي الكريم داود – (ص)– فقد زعم أعداء الله أن داود (ص)افتتن بزوجة أحد قواده فأرسله إلى جبهة القتال ليموت هناك فيتزوج داود من أرملته التي أعجبه جمالها!! ونلاحظ أن النصارى يشاركون اليهود فى هذه الجرائم النكراء، لأنهم يؤمنون بالتوراة المحرفة باعتبارها العهد القديم عندهم، والعهد الجديد هو مئات الأناجيل التى ينفى بعضها البعض!! وهى فرية دنيئة أكد المفسرون الكبار – ومنهم الإمام ابن كثير – أنها باطلة، ومن الإسرائيليات التي يجب طرحها وعدم الأخذ بها. والإيمان بعصمة الأنبياء عليهم السلام من ثوابت العقيدة، والطعن عمدا في طهارة المرسلين ونبل أخلاقهم هو كفر صريح يخرج صاحبه من الملة والعياذ بالله لقد كان لداود زوجات كثيرات وعشرات من الجواري، ومن ثم لا يتصور أن تبقى له حاجة إلى غيرهن. وليس نبي الله الذي كان يصوم يوما ويفطر يوما هو الذي يتحايل ليتخلص من قائده حتى يتزوج بعد ذلك من أرملته!!”
وهى حكاية كاذبة لأنها تبين الرجل وكانه قارورة قاذورات فهو لا يكتفى بالخداع والمكر والكذب وإنما يزنى ويقتل ويتفرج على عورات البيوت وهو كلام لا يتفق مع حياء الأنبياء(ص)وحدثنا عن حكاية أخرى عن ابنه سليمان(ص) وهى الأخرى كاذبة فقال :
“ثم افتروا على ابنه سليمان بدوره، زاعمين أنه:”وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه1 Kgs:11:4: 4” .
وحاشا لله أن يميل قلب نبي ورسول عظيم مثل سليمان (ص)عن عبادة ربه مثلما زعم أعداء الله ويكفى للرد على تلك الفرية أن نشير إلى قوة سليمان وعزمه وتفانيه في دعوة الآخرين إلى الإسلام، والمثال الواضح هو القصة التي ذكرها القران الكريم في سورة النمل وهى تحكى قصة سليمان الذي ورث أباه داود في العلم والنبوة والملك أيضا وتفصل كيف صبر (ص)على دعوة ملكة سبأ وقومها إلى الإسلام – المرة تلو الأخرى – واستمر يظهر لهم الأدلة والمعجزات حتى هداهم الله أجمعين إلى نبذ عبادة الشمس والدخول في عقيدة التوحيد مع سليمان (ص)ولا عجب في افتراء أحفاد القردة والخنازير على النبيين الكريمين، فلم يسلم منهم نبي قبلهما ولا بعدهما.
ألم يقتلوا يحيى و أباه زكريا و غيرهما (ص)؟!ألم يحاولوا قتل هارون وعيسى ومحمد (ص)؟!! ألم يعبدوا العجل ثم تطاولوا على الذات العلية؟!
نسأل الله تعالى أن يريح منهم البلاد والعباد إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.”
كل هذه الحكايات هى افتراء من اليهود الكفار الذين جعلوا الرسل(ص) كفرة ولكنهم هم الكفرة كما قال تعالى :
” وما كفر سليمان(ص) ولكن الشياطين كفروا”
وقال فى داود(ص)” نعم العبد إنه أواب”