مؤلف الكتاب عبد الرحمن اليحيا وهو يدور حول ما سماه اليحيا خرافة الآثاروهى رد على فتوى الفوزان فى موضوع الآثار وفى مقدمته قال:
“هذه مذكرة ومفكرة سميتها خرافة الآثار الغرض منها كشف الداء وذكر وسائل الاصلاح وكشف الزغل والانحراف التي غلفت داخلها فلا نشجع الفوضى ولا نحث على غض الطرف عن هذه الافكار المنحرفة والصواب يكتشفه الجميع وهذه الافكار التي زرعها المستغربين يجب كشفها واظهار عوراها ايها المصلح من اخلاقنا … ايها المصلح الداء هنا
فاذا خلصت من الادواء بقي الاسلام في حضانة اهله تشع انواره وتظهر شعائره قال حسان وما الدين الا ان تقام شرائع
وهذه المذكرة كتبتها تعقيبا على من عقب على فتوى الشيخ الفوزان في جريدة الوطن وقد نزل ردي عليهم في صفحة الردود في حينها حينما تبنى مجموعة من الكتاب الرد على الشيخ وأيضا تعقيبا على فتوى الشيخ البراك في مسجد البيعة ومما يحسن ذكره ذكر كلام كارل ماركس في كتابه الظفر بالجماهير (ان في عقيدتي ان المنساقين في التيارات المضادة لمصالح امتهم وبلادهم لتحقيق مصالح اليهود اناس انانيون جاهلون مضللون يتوهمون انهم يعملون الخير لأمتهم وهم في الحقيقة مخدوعون بالشعارات المبهرجة ولن يكون جزاؤهم الا مثل جزاء سنمار) الا فليعلم المضللون ان من الخير لهم ان يتبصروا بالحقائق وان يدفعوا عن انفسهم الاوهام وان يسيروا في طريق النور حتى يهتدوا الى اشرف الغايات ويظفروا بالغاية الحسنى فنصيحتي للنخب المثقفة ان يسيروا في طريق النور ولا يحملوا اضاليل الكفار بغباء ويظنونها خير وهي شر ودمار ولقد علموا وايقنوا بان كل ما نقضوه من فتاوى العلماء انها فتاوى صحيحة وثابتة ولكن ليخلطوا امر الناس ويزعزعوا عقائدهم ويشوشوا افكارهم فلم يفهم الذين يدعون الذكاء وسعة الافق والثقافة والادراك معاني الرمزية من الحرية وغيرها فقادوا اممهم من خيبة الى خيبة اننا معشر المسلمون عبر القرون رسل حق ودعاة هداية لكن المناظير الملونة فوق اعين النخب المثقفة منعتهم من الرؤية فتعالوا نرى كيف نشأت فكرة الآثار”
الغريب فى كلام اليحيا هو استشهاده بكلام كارل ماركس وهو يهودى ابتدع الشيوعية الحديثة على أن من يروجون للآثار فى بلادنا يسيرون على درب اليهود وقد استهل اليحيا مذكرته بالكلام عن نشأة علم الآثار فقال:
“نشأة علم الآثار:
في عام 1798جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر بقيادة نابليون وكان في صحبة الحملة البعثة العلمية المتخصصة في تنقيب الآثار ورغم ذهاب الحملة التي استقدمت معها البعثة الا ان مآثر البعثة العلمية بقيت تواصل عملها في صعيد مصر وبقي معهد الآثار الفرعونية الذي أنشأه نابليون في حي المنيرة بالقاهرة قائما مكانه الى هذه اللحظة
الغرض من احياء الآثار الفرعونية وغيرها من الآثار
ان الرحلات العلمية المغلفة بطلب العلم والتي قام بها النصارى من القرن السادس عشر ميلادي لها مخطط خبيث حمله الصليبيون معهم وهم يجوسون خلال الديار الاسلامية لقد كانت هذه الآثار الفرعونية موجودة منذ ألوف السنين وفيها معابد وهياكل ضخمة يزورها من يزور مصر ويعتبرها من عجائب الماضي السحيق ويعود الى بلاده ليصفها لمن لم يراها اما المسلمون من اهل مصر فقد كانوا يرونها دون شك ويعجبون من دقائق صنعها ولكنها في حسهم أصنام وأوثان تركها قوم غابرون انقطعت الصلة بينهم وبينهم لكون هؤلاء مسلمين وأولئك كفرة عبدة اوثان وهكذا كان الحال في كل مكان في العالم الاسلامي توجد فيه آثار من بقايا عبدة الاوثان الذين سكنوا الارض قبل مجيء الاسلام سواء في الجزيرة العربية او بلاد الشام او العراق او غيرها من البلاد فهذه الآثار واماكن عبدة الأوثان لا تثير فيهم الا عبرة التاريخ”
كلام اليحيا هنا عن نشأة علم الآثار ليس صحيحا فهو لم يبدأ منذ حملة نابليون وإنما بدأ قبل ذلك بقرون طويلة وهناك كتب فى تراثنا تتحدث عنها مثل كتاب البيرونى الآثار الباقية من القرون الخالية
الغريب فى أمر الآثار الحالية فى مختلف دول العالم هو أن أهل البلاد أنفسهم لا يعرفون عنها شىء ومن اكتشفوها هم كفرة الغرب وما زال هذا الأمر ساريا فرغم مرور قرن أو يزيد على إنشاء كليات الآثار فى بلاد المنطقة إلا أنها لا تكتشف شيئا هاما وإنما الهام هو ما يكتشفه كفرة الغرب وكأن لديهم خرائط بكل مناطق الآثار فى العالم وهو يسيرون على خطة موضوعة أنه فى شهر كذا فى سنة كذا سيتم اكتشاف كذا
ما يدور فى خلدى هو ان الآثار الموجودة حاليا فى العالم تم انشاؤها كلها وحتى الكتب المقدسة والمخطوطات كلها تمت كتابتها فى عصر واحد بعد القضاء على أخر دولة للمسلمين منذ قرون طويلة فمن يراجع الكتب المقدسة لكل الديان الضالة يجد بينها أمور مشتركة فهناك تعبيرات تتكرر فى تلك الكتب تقول أن الكتبة كانوا جماعة وكل فرد منهم يكرر أسلوبه فى الكتب المختلفة
والغريب أيضا أنه تم حذف ذكر الأنبياء من كل الآثار والكتب التاريخية فلا تعثر على ذكر لأى من رسل الله فى أى كتاب تاريخى أو فى أى أثر وهو ما يؤكد وجهة نظرى أن ما هو موجود فى دنيانا من آثار وكتب حاليا هو أشياء تم صنعها فى وقت واحد تقريبا
وبين اليحيا ما يعتقده وهو أن أهل الصليب عملوا على اكتشاف الحضارات القديمة فى بلادنا للقضاء على الإسلام وفى هذا قال:
“حتى جاء الصليبيون ومعهم البعثات العلمية لنبش الآثار وكان الغرض منها ليس الاستكشافات العلمية وانما نبش الارض الاسلامية لإستخراج حضارات ما قبل التاريخ الاسلامي لذبذبة ولاء المسلمين بين الاسلام وبين تلك الحضارات تمهيدا لاقتلاعهم نهائيا من الولاء للاسلام وهذا كله هو الهدف من البعثة العلمية التي جاء بها نابليون معه الى مصر
بخلاف ما يعتقده المثقفون السدج الذين يرون ان اهداف الحملة العلمية بحته فقد شهد شاهد منهم ففي كتاب الشرق الادنى مجتمعه وثقافته (يقول اننا في كل بلد اسلامي دخلناه نبشنا الارض لنستخرج حضارات ما قبل الاسلام ولسنا نطمع بطبيعة الحال ان يرتد المسلم عن عقائد ما قبل الاسلام ولكن يكفينا تذبذب ولائه بين الاسلام وحضارات ما قبل الاسلام
فالغرض من الآثار الفرعونية آثارة النعرات الفرعونية حتى اذا انتسبوا ينتسبون لها ويفتخرون بها حتى قال حافظ ابراهيم
اننا مصري بناني من بنى … هرم الدهر الذي اعيا الفنا
ولما قلت هذا البيت اعترض علي رجل فقال يا اخي اتق الله حافظ ابراهيم رجل طيب فقلت له بيت الشعر هو الذي قاله ولست انا الذي قلته وقس عليها في شعارات البلد في الرياضة والطوابع وغيرها من الافتخارات مع ان المسلمين الاوائل كانت لا تثير فيها الا عبرة التاريخ لكن بعد حملة الآثار تغير الوضع بدا اناس جهلة يفتخرون بها وينتسبون اليها مع ان الدين قد فرق بيننا وبينهم هم عبدة اوثان ونحن مسلمون وفي الحديث عند البخاري في الأدب المفرد: {من افتخر بتسعة آباء من الكفار فهو عاشرهم في النار} قال تعال: /تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون / “
والذى قاله اليحيا قد يكون من ضمن ما قصده الكفار ولكنهم لم يقولوا هذا وإنما الذى قاله المرتدون الذين تعلموا على أيديهم وهم من ساروا على الدرب وأنشئوا تلك القوميات وهرلاء المرتدون قد لا يكونون مسلمون من الأساس فكم كبير من العوائل التى تتسمى بأسماء مسلمين ليسوا مسلمين وإنما هى عائلات زرعها الكفار فى أراضينا لتستمر فى احداث الخلافات فى الناس فالنصيرية والدرزية والمارون وغيرهم بعضهم يبدون كمسلمين فى الظاهر ولكنهم ليسوا مسلمين فى الباطن وكتبهم المقدسة الخفية تتشابه مع بعضها ومع العهدين الجديد والقديم وفى كل بلد هناك أمثالهم والغالب أنهم من يحكمون البلاد تحت أسماء عائلات مالكة أو تحت مسمى ضباط الجيوش وكانوا يسمون المماليك قديما ويأتون كما يزعمون من بلاد مجهولة ولكنهم قطعا ليسوا مجهولين لبعضهم
وحدثنا اليحيا عن أنواع الآثار فقال :
“الآثار نوعان:-
منها ما هو قبل الاسلام وسبق بيان الهدف من احياءها
ومنها ماهو اسلامي مما دفع بعض المتاخرين الى الشخوص الى الآثار والمواضع والغلو فيها وبناء ما اندثر منها وتكلف الطلوع والنزول وفي المقابل تجد الرجل منهم يضيع السنن الواجبة بل والامور التي هي من اصل الدين واساسة ثم يطالب الناس ويحثهم بتتبع هذه الآثار ويغالي فيها ويشنع على من ترك زيارة هذه الآثار التي ليست من الدين ولا حتى من المستحبات بل راينا من يجادل ويناظر ويناقش في مثل هذه المسائل بدعوى احياء التراث والقسم الاخر بدعوى التبرك بها”
وهذا التقسيم هو بحسب ما أراد الكفار إعلامنا به ولكن الموجود حاليا لا يتوافق منه شىء مع ما جاء فى القرآن لأنهم ازالوا تلك ألاثار واصنعوا بديلا عنها فمثلا يسمون ملوك مصر الفراعنة بينما القرآن يذكر فرعون واحد ويذكر القرآن مصر القرآنية لا يمكن أن تكون مصر الحالية فمصر القرآنية بها أنهار متعددة “وهذه الأنهار تجرى من تحتى” بينما الحالية فيها نهر واحد وهو ما يحيلنا إلى أن لجان الكفر التى هدمت دولة المسلمين الأخيرة غيرت أسماء البلاد وبدلتها وحتى المكان المقدس اخترعت بديلا عنه
وأحالنا اليحيا إلى موضوع أخر رد على صاحبه وهو التبرك بالاثار فقال :
“ومما يحسن ذكره في هذا الباب ذكر ردي على الكاتب في جريدة الوطن حينما ذكران التبرك مشروعا بذات النبي (ص)وبقبره ومقبرة حواء وغار ثور وجبل الرحمة وجبل النور وقرر ذلك واستدل بأحاديث ليست في محل النزاع وقدم واخر واصل وقعد بغير زمام ولا خطام فقلت له هذا الرد
والتبرك ينقسم الى قسمين
الاول التبرك المشروع كالتبرك بذاته (ص)فيجوز لنا ان تبرك بريقة وعرقه وشعره ولباسه وضوئه وبجسده يقول الشيخ ابن باز (ولا يجوز التبرك باحد غير النبي (ص)لان هذا خاص به لما جعل الله في جسده وما مسه من الخير والبركة ولم يتبرك الصحابة باحد منهم لاحيا ولا ميتا) ولو قدر لأحدنا ان يجد شيئا منها لأحتفظ به وتبرك به وهو امر مشروع
والثاني التبرك الغير مشروع كالتبرك بقبره والتمسح به او الاستغاثة بغير الله عند قبره او قصد الصلاة عند قبره للتبرك فهذا تبرك محرم وغير مشروع وصاحبه آثم ولو شرع لنا ان نتبرك بقبره لتبركنا به ولكن لم يشرع لنا لان الله جعل الانبياء وسائط بين الله وخلقه في امره ونهيه ووعيده ووعده وخبره فعلينا ان نصدقهم ونطيعهم فعلى سبيل المثال لو ان رجلا جاء وقال انا نذرت ان اذبح ابني تقربا لله لقلنا له هذا تقرب غير مشروع وانت أثم لان الله حرمه ولم يأمر به فان قال نبي الله ابراهيم أمر بذبح ابنه لقلنا له نعم أمر براهيم بذلك ولكن لم نؤمر به
وعليه فالكاتب خلط في ادلته بين المشروع وغير المشروع ومن هذا المنطلق نود ان نبين حقيقة الامر ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة تعالوا لنبين ما ذكر من حق ومن باطل ونرد الامر الى نصابه
اما قول الكاتب انه يجوز الصلاة عند الآثار النبوية كجبل الرحمة وحراء وموقع المولد لانه من باب التبرك فهو جائز والجواب عليه ان شجرة بيعة الرضوان التي بايع رسول الله صحابته تحتها وذكرها الله في كتابه فقال (اذ يبايعونك تحت الشجرة) فهي من أكبر الآثار ومع ذلك قطعها عمر لما راى الناس يتبركون بهذا المكان وبهذه الشجرة وقال من ادركته الصلاة فليصلي حيث ادركته وقطعها قطعا لمادة الشرك”
وما ذكره اليحيا كرد على التبرك هو كلام مردود عليه هو ألأخر فاليحيا أقر تبركا من نوع وأنكر التبرك ألأخر وكلاهما لا يصح فلا يوجد شىء اسمه التبرك بالعرق والشعر واللباس وأخر هذا الخبل فهو لا يفرق شىء عن التبرك بالقبر والجبل وغير هذا وروايات التبرك بالعرق واللباس لو راجعها اليحيا لوجد أنها كلها روايات شركية تدعو المسلمين إلى ا‘مال لا تفيد بشىء فلبس النبى(ص) أو شعره أو غيره هذا لا يمنع عذابا ولا يفيد بشىء لأن المفيد كما قال تعالى ” وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”فسعى الفرد الصالح هو من يفيده وما انتصر المسلمون بشعرة ولا بسيق ولا بعرق النبى (ص)لأن الله أبان لهم أن النصر هو باتباع أوامره” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”
وتحدث اليحيا عن باقى ما جاء فى المقال فقال:
“اما قول الكاتب ان الصلاة ليست الزامية بالمساجد واستدل بحديث (وجعلت لي الارض مسجد وطهورا) هذا الحديث المراد به انه في حالة تعذر المساجد فان الرجل يصلي في أي مكان بخلاف النصارى لا يصلون الا في الكنائس وكذلك اذا فقد الماء وتعذر عليه يجوز له أن يتيمم وليس معنى الحديث ان الصلاة ليست الزامية بالمساجد كما فسرها الكاتب ولبس على لناس في ذلك
اما وقوفه (ص)خلف الصخرات في عرفة فهذه عبادة ليست مقصودة انما حصلت اتفاقا ولذا قال وقفت هاهنا وكل عرفة موقف اما تقبيل الحجر الاسود فهي عبادة مقصودة عند الاستطاعة وليست اتفاقا
اما صعوده الى غار ثور قبل البعثة فلم يفعله بعد نزول الوحى عليه ولم يأمر بصعوده فمن صعدة من اجل التقرب والصلاة عندة والدعاء هنالك فهذا العمل محرم وبدعة ومن صعده للفرجة والنزهة فلا شيء عليه
اما قول الكاتب 0 (اثبت حراء او احنثي حراء) وان هذا يدل على جواز زيارة هذه الآثار والجواب عليه لم يامر به رسول الله ولم يفعله صحابته بعده فمن زار هذه الاماكن للقربة والعبادة فهي بدعة محرمة لاننا ذكرنا حديث (من احدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) ومن زار جبل حراء للفرجة جاز له ذلك
اما قول الكاتب موقع ابليس في مشعر منى ولم يشكك فيه احد اولا ليس هو موقع ابليس ولا هو موجود هناك وانما يسمى الموقع الجمرات صحيح ان ابليس اعترض سيدنا ابراهيم هنالك ولكن رسول الله امرنا برمي الجمار وقال خذو عنى مناسككم) ثم بين في حديث اخر ان سبب رمي الجمار من اجل اقامة ذكر الله وكذلك السعي والطواف بالبيت ثم ان ا السعي شرع بين الصفا والمروة وكان سببه انا هاجر سعت هناك فهل نحن نسعى من اجل ان هاجر سعت هنالك لا بل لان الله امرنا بذلك وبين لنا رسول الله ان سبب شرعية الطواف بالبيت والصفا والمروة من اجل اقامة ذكر الله كما اخرجه الامام احمد ولو لم نؤمر بالسعي لم نسعى فنحن ندور مع الامر وكلة بامر الله وليس معناه ان هاجر سعت فنحن نسعى بل لان الله امرنا بذلك
اما قول الكاتب هؤلاء هم ممن بشر بالجنة فهل كانوا على خطا او اشركوا حين تبركوا بآثار سيدنا محمد (ص)والجواب اما ما ذكرت مما يتعلق بذات سيدنا محمد (ص)كريقه وشعره ولباسه فهذا تبرك مشروع اما التبرك بالآثار كجبل الرحمة وموقع المولد وغار ثور وجبل حراء فهوعمل غير مشروع خصوصا ممن زارها بقصد القربة والطاعة والعبادة والدليل (من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد) ولا يوجد لديكم أي دليل ولو جد دليل لعملنا به اما من زارها بقصد الفرجة فلا شيء عليه ومن هنا كانت البدعة من اعظم المعاصي بعد الكفر والشرك انظروا لو ان شخص قال انا اصلي صلاة الظهر خمس ركعات وهذا زيادة خير لبطلت صلاته كلها وكان اثما لانه يصبح مشرع لنفسه (ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) فهو ترك شرع الله وشرع للناس اذكار او عبادات او او اوردا واصبح يعطي الناس عبادات واقوال لم يأذن بها الله ورسوله فيصبح الناس مطيعين له وليسوا مطيعين لله ولذلك كانت هذه القاعدة الشرعية (اياك اريد بما تريد) وليس بما يريد البشر ومن كتب اوراد للناس ويقول هذا مجرب هذا ذكر مفيد هذا دعاء يحفظك من كذا فهو مشرع واعماله مردودة ففي صحيح مسلم (من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد)
خلاصة الامر من ينافح عن هذه الآثار من مقابر او موقع مولد اوعيد مولد او غار ويجادل عنها الا تتقي الله في امة محمد صلى الله عليه وسلم
حرام ان يضلل عوام المسلمين ويلبس عليهم دينهم ويجروا الى مالا اصل له وعلى المسلم ان يتقي الله ولا يقول على الله الا بعلم وقد امر الله رسوله ان يكشف للناس في كتابه الكريم عن حدود طاقته وامكانياته (قل لااقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا اقول اني ملك ان اتبع الا ما يوحى الي قل هل يستوي الاعمى والبصير)”
وهذا الكلام هو تكرار لما قاله اليحيا من قبل وهو دفاع باطل لأن المدافع والذى قال الكلام كلاهما يدافعان عن أمر واحد محرم يتعارض مع كتاب الله فالله لم يقل أن نتبرك بأى شىء مهما كان لأن البركة وهى الثواب تأـتى من طاعة أحكام الله وليس من مس أشياء أو الوقوف عندها
وبعد ذلك تحدث عن حكم إحياء الآثار فقال:
“حكم احياء الآثار
بداية انا لا اتبنى التكفير في هذا الموضوع حتى لا يبحث باحث بين الاسطر ويحمل الكلام ما يحتمل
اما آثار ما قبل الاسلام فيكفي من اراد الحق فتوى الشيخ الفوزان في حرمة احيائها لان الهدف من احياء آثار الكفار كسر النفرة من الكافرين و ذبذبة ولاء المسلم … والتشويش على المسلمين وآثارة الشبهات وايقاف العداء الاسلامي للكفار وهدم قاعدة الولاء والبراء فهي
بدعة منكرة ومحرمة فتجد من ياتي الى معابد الكفار التي اندثرت فيجدد بنائها ويجمع ما تفرق منها وقد يلفق فيها وياتي الى التماثيل او الاصنام التي فيها فيجعلها كنوزا مهمة من كنوز حضارات العالم مع انها بيوت كفر وضلال فيقول احدهم المعابد التي تتسم بالفن الرائع الذي يبهر السائحين القادمين متناسين انها بيوت كفر وضلال ويكفيك شرا رؤيتها فدخول ديار الظالمين شرا وبلاء ففي الحديث عند احمد (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا انفسهم الا ان تكونوا باكين ان يصيبكم ما اصابهم) وعند البخاري (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين الا ان تكونوا باكين) حتى ان رسول الله لما نزل بالحجر من ديار ثمود اثناء ذهابه الى تبوك قال لأصحابه (لا تشربوا من مياهها شيئا ولا تتوضئوا منه للصلاة وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الابل ولا تأكلوا منه شيئا) وقال (اني اخشى ان يصيبكم مثل ما اصابهم فلا تدخلوا عليهم) وفي رواية (ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم) فماذا يصنع اقوام يذهبون للنزهة كما يدعون الى ديار قوم قد غضب الله عليهم وينظرون الى معابدهم وتماثيلهم على انها تراث وكنوز مهمة وقد حذرنا رسول الله من ذلك بل ان رسول الله لما دخل مكة وفتحها وكان حولها ثلثمائة وستين صنما مشدودة بالرصاص فجعل يشير عليها بقضيب في يده الى الاصنام فتتهاوى وهو يقول (وجاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) حتى انه ما بقي صنم الا وقع وارسل خالد بن الولدين لهدم صنم العزى وبيتها وقال رسول الله بعد قتل المراة وبيتها (تلك العزى ولا تعبد ابدا) حكيم بن حزم لما آلت إليه دار الندوة و هي دار عريقة ذات تاريخ
ففيها كانت تعقد قريش مؤتمراتها في الجاهلية، و فيها اجتمع سادتهم و كبراؤهم ليأتمروا برسول الله – صلى الله عليه و سلم -.فأراد حكيم بن حزام أن يتخلص منها – و كأنه كان يريد أن يسدل ستارا من النسيان على ذلك الماضي البغيض – فباعها بمئة ألف درهم، فقال له قائل من فتيان قريش:”لقد بعت مكرمة قريش يا عم”.فقال له حكيم: “هيهات يا بني، ذهبت المكارم كلها و لم يبق إلا التقوى، وعهد رسول الله الى علي رضي الله عنه (الا يدع تمثالا الا كسره ولا صورة الا طمسها)
كنا نرى الاصنام من ذهب فنهدمها … ونهدم فوقها الكفارا
بمعابد الافرنج كان اذاننا … قبل الكتائب يفتح الامصارا
ولك ان تتصور موقف سلطان الاسلام الاعظم محمود الغزنوي كاسر الاصنام (ت421) حينما غزا الهند وكسر صنمها الاعظم المسمى (بسومنات) وكان يفد اليه من كل فج عميق كما يفد الناس الى الكعبة وينفقون عنده النفقات العظيمة التي لا توصف ولا تعد وعنده الف رجل يخدمونه وثلثمائة رجل يحلقون رؤوسهم كل يوم وثلثمائة رجل يغنون ويرقصون على بابه وكان البعيد من الهنود يتمنى لو بلغ الصنم واستخار الله السلطان محمود في هدمه فعزم الله له عليه فانتدب معه ثلاثون الفا من المقاتله من الافغان فسلمهم الله حتى بلغوا بلد الوثن ونزل بساحة الكفر وقلع الوثن مع ان الهنود بذلوا له اموالا جزيلة ليترك لهم الصنم الاعظم فقال استخير الله فلما اصبح قال فكرت في الامر الذي ذكر فرايت انه اذا نوديت يوم القيامة اين محمود الذي كسر الصنم احب الي من ان يقال اين محمود الذي ترك الصنم لأجل ما يناله من الدنيا ثم عزم على كسره رحمه الله فوجد فيها من الجواهر والذهب ما يزيد على اضعاف مضاعفة ونرجوا له في الاخرة الثواب الجزيل الذي مثقال الدانق منه خير من الدنيا وما فيها مع ما حصل له من الثناء الحسن في الدنيا) ابن كثير اين هذا ممن يعتبر هدم مثل هذه الاوثان انه تعد على التراث العالمي هل يستطيع احد ان يقول عن محمد نبينا (ص)الذي ازال الاصنام ان يقول ان عقيدة طالبانية كما يحلو لكل من اراد ان يدافع عن هذه المعابد والاصنام والتماثيل”
كما قال اليحيا فى أول الفقرة لا يحل تجديد الآثار بترميمها أو بناء مماثل لما تكسر منها والخطأ هو فى استشهاداته على وجوب هدم الأصنام فروايات دخول آثار الكفار باكين كلام فارغ لم يقله النبى(ص) قطعا والذى قاله الله هو اتخاذ العبرة مما حدث لأهلها كما قال تعالى :
“قد خلت من قبلكم سنن فسيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين”
فالبكاء لا يفيد بشىء هو ولا التباكى والفائدة هى فى اتخاذ العبرة والعظة
وأما وجود ألصنام فى الكعبة فهى رواية باطلة فلا يمكن لأحد أن يدخل شيئا محرما الكعبة لأن الله حرم تقرير ارتكاب ذنب فيها وليس ارتكاب أى ذنب فيها فمن يقرر فى نفسه فقط يعاقب على الفور عقابا مهلكا وفى هذا قال تعالى ” ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم”
وكذلك شرب الماء والعجين هو كلام فارغ لا يقوله النبى(ص) فالماء فى أى مكان حلال وكذلك الطعام
ثم تعرض لحديث المثقفين عن الآثار فقال :
“ولك ان تتعجب من كاتب في جريدة الوطن يقول (كان هناك عرضا عن مملكة سبأ والتماثيل العادئة لتلك الحضارات واحسرتاه) وهؤلاء المثقفين تشبعوا بالثقافة الغربية في مختلف التخصصات ولم تكن عندهم فرصة كافية للاطلاع على ثقافة الاسلام ولهذا تجدهم منهمكين في تنظير قضايا كبيرة وتحتاج الى مقدار كبير من الثقافة الشرعية وهم افقر الناس من ذلك وتراهم يخطئون العلماء الذين شابت لحاهم في الاسلام وما افتهم الا الجهل فيدعون المعرفة وهم لايمتلكونها
اما الآثار الاسلامية واحياءها فنحن عندنا امر ووسيلة الية ونهي ووسيلة اليه فما امرت به تؤمر بما هو وسيلة اليه وما نهيت عنه تنهى عما هو وسيلة اليه فمنه ما هو مامور به لذاته او مقصود لغيره ومنه ما هو منهي عنه لذاته ومنهي عنه لغيره فزيارة الآثار الاسلامية بقصد التقرب اليها محرم وفاعلة اثم وقد يصل الى الشرك لان العبادات توقيفية يقول الله (فاستقم كما امرت) ولايوجد دليل واحد على مشروعية زيارة هذه الآثار
اما الزيارة الى اماكن الآثار بقصد الفرجة وتكرار ذلك واحياء ما اندثر منها فهي وسيلة الى تعظيم هذه الاماكن في المستقبل والوقوع بعدها في الشرك وهي من مكائد الشيطان فاول وقوع في الشرك في قوم نوح حينما عظموا الموتى فلما مات منهم قوم صالحين كانوا فيهم عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم عبدوهم بعد ذلك وهكذا ابتدع عباد الاوثان الشرك في جزيرة العرب يبدا الامر بشبهات زينها لهم الشيطان بالاقيسة الفاسدة والفلسفة الحائدة حتى سحبوا الناس الى كفر او ردة شاملة بعد ان كانوا على ملة ابراهيم”
وكرم اليحيا هنا صحيح فلا يجوز زيارة ما يسمى المساجد بقصد الفرجة أو لغير الصلاة فالمساجد بنيت لغرض واحد وهو الصلاة أى ذكر اسم الله كما قال تعالى :
” فى بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه”
والغريب أن النصارى غفلوا عن حكاية أن المسيح(ص)قام بتخريب كل ما أحدثه الناس فى المسجد وقال لهم “إنه بيت للصلاة يدعى وأما أنتم فقد جعلتموه مغارة لصوص”
وتحدث عن بعثات دراسة الآثار فقال :
“البعثات العلمية لدراسة الآثار:
ان ارسال الشبان والفتيات الصغار باعداد متزايدة الى الغرب وهم في سن الفتنة غير محصنين بشيء لينهلوا من العلم ان شاءوا ومن الفساد ان شاءوا او من العلم والفساد معا في غالب الاحيان وقد يجمعون في قاعات قبل بعثتهم ويؤتى لهم بداعية او عالم ليؤمهم بالصلاة ويحثهم على التمسك بالدين فيخرجون من بلادهم ونقطة الارتكاز الضخمة قائمة في نفوسهم وهي الاسلام ونقطة ضئيلة في غاية الضآلة هي الحضارة الغربية ورويدا رويدا حتى اخذت النقطة الضئيلة تكبر وتتضخم وهي الحضارة الغربية واصبحت النقطة الضخمة وهي الاسلام تتضاءل تدريجيا حتى ياتي وقت تكاد تنمحي من الوجود ولقد استغرقت عملية الانتقال سنوات يرجع اولئك الشبان والفتيات وهم معاول هدم تتفلت عن تعاليم الاسلام وتتقاعس عن اداء الواجبات ويصبحوا دعاة من ائمة التغريب ولقد قرات كتابات وافكار منحرفة لبعضهم وهم لازالوا يدرسون هناك
والله اني لازلت غير مصدق لما يحصل اعداد كبيرة من الفتيات يسافرن لطلب العلم في بلاد الغرب بلا محرم وهن غير متزوجات وبعد الثانوية وفي سن الفتنة وغير محصنين بحجة ان طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة غير ابهين بدينهم وغرر ببعضهم فذهب ببنته ليكون محرما لها فجلس في المنزل وتخرج هي تطلب العلم في الجامعات ساعات طويلة وما ترجع له الا في اخر الليل حتى رجع بعضهم بعد ان ضيع امانته والله سائله ان المغفلين يحملون اضاليلهم بغباء وقد يظهر لأحدهم حاصل فتوى البراك بانه نوع دياثة بل قد ارشدنا نبينا بانه سوف ياتي اقوام يستحلون محرمات معلومة من الدين بالضرورة (ليكونن اقوام من امتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) اما تسمعون من يقول من الذي يقول ان المسيقى حرام والنتيجة (وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل) قد يحصلون على الشهادات العلمية ولكن دينهم ذهب والدنيا لاتبقى لهم
بل اخبرني احد الاخوة المبتعثين بانه راى بعينية نساء متزوجات مبتعثات ومعهن ازوجهم فهو يدرس في قسم وزوجته تدرس في قسم الآخر وهي تجلس مع زملائها وتتبادل معهم النكات والمزاح ويقولون نظرات بريئة ونفس طاهرة ومن آمن الفتنة فتن
ينهى الاسلام عن تعلم العلوم الضارة كالنظريات الفلسفية المزيفة والمبهرجة وغيرها مما يبثه المضللون باسم العلم ويرى ان ضرر الجهل على المراة او الرجل اهون ضرر ضياع دينه واهون من ضرر العلوم الضارة والتي تهدف الى نشر الرذيلة والفساد
ولو كان العلم دون التقي شرف … لكان اشرف خلق الله ابليس
واذا قادك فهمك الى مغاوي … فليتك ثم ليتك ما فهمت
واذا لم يفدك العلم خيرا … فخير منها ان لو قد جهلتا
ستجنى ثمار اللهو جهلا … وتصغرفي العيون اذا كبرتا
نعم قد يسافر احدهم الى بلاد الغرب ويحصل على درجات علمية وبراءة اختراع ولكنه يخسر اعز ما يملك في هذه الحياة دينة وقد مات احدهم اثناء عودة من غربته في المطار بعد الانتهاء من الدراسة عشر سنوات (حتى اذا اخذت الارض زخرفها وظن اهلها انهم قادرون عليها اتها امرنا ليلا او نهارا فاصبحت حصيدا كان لم تغن بالامس) فمات في الطريق فخسر الدنيا والاخرة”
وما ذكره اليحيا عن البعثات هو أمر صحيح فهى بعثات كى يأتى الأبناء فيحولوا البلاد لبلاد أكثر فسادا وعصيانا لله فدراسة الآثار ليس لها أى فائدة ولا حتى لأى بعثة ممن تذهب لبلاد الكفر فائدة فالمضار الآتية أعظم خطرا ويبدو أن القوم لم يتعلموا من تجارب مصر الحالية ولا الهند ولا باكستان ولا سوريا ولا لبنان فالمبتعثين كانوا أكثر من أحدثوا الفساد فى أركان البلاد والغريب أنهم لا يتعلمون شيئا من العلوم التقنية وإنما كلها علوم تسمى اجتماعية وأدبية الهدف منه إضلال الناس
ثم قال :
“يعرض على اهل الاسلام بين يدي الساعة امران وهذا العرض على الامة كلها
1 – يعرض عليهم عجز وامتهان فيبقى عاجزا لاينظر اليه ولايؤبه به فيذل ويمتهن ويؤخر
2 – ويعرض عليهم عرض زائل وحطام لكن مع معصية الله
فاما ان تؤخر وتمتهن او تقدم لكن مقابل التنازل عن دينك وفي الحديث (بين يدي الساعة فتنا يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع اقوام دينهم وفي رواية خلاقهم بعرض من الدنيا قليل)
واظن ان التقلب بين مادتي الايمان والكفر في الحديث بسبب استحلال الزنا والربا والخمر والاغاني كما سبق بيانه في حديث ليكونن)
فيخير العبد بين العجز والفجور بين ان يصبح راسا في الشر ويخسر دينة وينال المراتب العلمية والشهرة وبين ان يحافظ على دينه ويصبح ذنبا في الخير ولا يؤبه به ففي الحديث (بين يدي الساعة يخير العبد بين العجز والفجور فمن ادرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور) رواه احمد عن ابي هريرة وعند ابن ابي شيبة يقول حذيفة (كيف بكم اذا انفرجتم عن دينكم كما تنفرج المراة عن قبلها لاتمنع من ياتيها فقالوا لحذيفة لاندري فقال انتم يومئذ بين عاجز وفاجر) لان المراة اذا جاهرت بالزنا فلا يوجد اخبث منهاولا اقل حياء منها
كيف يرفع الاشرار على الاخيار
اشار نبينا الى هذا في مسند احمد وهو في المجمع باب قهر السفيه الحليم ففي الحديث (ضاف رجل من بين اسرائيل رجلا وفي داره كلبة مجح (أي اكتمل حملها) فقالت الكلبة والله لن انبح ضيف اهلي هذه الليلة أي صاحبة مرؤة قال فعوى جراؤها من بطنها فقال نبينا فاوحى الله الى نبي ذلك الزمان قال ذلك مثل امة تكون في آخر الزمان يقهر سفهاؤها حلماؤها) وهذا حال هذه الامة العالم والحليم يذل ويصب عليه من التعيير من قبل السفهاء في هذه الايام مالا يخفى على كثير من الناس وفي لفظ (هذا مثل امة في اخر الزمان يغلب شرارهم خيارهم)
والسفيه هو العاصي ففي باب الامر بالمعروف في سنن ابن ماجة (خذوا على يدي السفيه واطروه على الحق اطرا) والعجيب ان نبينا يقول خذوا على يدي السفيه وعندنا من يقول ترضوا للسفيه كما يقول الاخوة المصريين (خذوا بخاطره)
واذا آمن الاشرار من العقوبة فيقول الله (فاذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة حداد اشحة على الخير)فذهبت منا العقول وتشاغلنا بالفضول وتهافتنا على كل مرذول وغرنا بالله الغرور وابتعدنا عن مراقبة الله الكبير ففي الحديث (ياتي على الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتى لاترى ذا عقل) رواه ابو نعيم وله طريق اخر صحيح عند احمد فيامن اشترى الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة ما اصبرك على النار ونوجه لكل دارس هذه الرسالة ليتأملها
تعالوا اولا نحدد اصول التوحيد حتى يعرف من مشى في هذا الطريق الى اين ينتهي به الامر اصولها خمسة
1 – معرفة لا اله الا الله فلا معبود بحق الا الله
2 – ان يعتقد معناها فقد يعلم بالشيء ولا يعتقده او يكون شاك فيه والاعتقاد هنا اعتقاد جازم (فاعلم انه لااله الا الله) أي علم اليقين
3 – الاقرار باللسان ففي الحديث (قل امنت بالله ثم استقم)
4 – العمل بمقتضى لااله الا الله فلو قال لااله الا الله ثم ذبح لغير الله او استغاث او استعان فهذا يناقض التوحيد
5 – البراءة من كل ما يعبد من دون الله فلو رضي الكفر او الشرك ويرى انه لاشيء فيه ولا حرج في الاستغاثة بغير الله او رضي الكفر او الشرك كعبادة الاولياء فقد حكم الله بشرك النصارى لما عبدوا المسيح مع انه نبي فكيف بمن عبد قبر اولي
ومن هنا كان البراءة من كل ما يعبد من دون الله والبراءة هي التخلي من الشيء وهي التخلي عنهم وعن معبوداتهم ولا يكفي في التوحيد النطق حتى تبرا من الكفار واعمالهم (انني براء مما تعبدون) وما انا من المشركين)
فالدين يقوم على امرين التخلية قبل التحلية فتتخلى عن الرذائل ومنها الشرك والمعاصي وتتحلى بالفضائل ومنها التوحيد والطاعات وبالمثال يتضح المقال عندك عسل نقي وعندك اناء متسخ فانك قبل ان تضع العسل في الاناء لابد ان تغسله اولا قبل ان تضع العسل لابد ان نتخلى عن الرذائل ونتحلى بالفضائل ينبغي للمسلم ان يفاصل المشركين وان يتميز عليهم اما الجمع بين ايمان وكفر وجاهلية وشريعة فلا يصلح
ان من يكتسب الفضائل وفيها دنس حاله كمن يتطيب وعنده في بدنه روائح منتنه وثوبه متسخ فمن اجل ان يغطي ذلك ييب بدنه وثوبه لكن بعد فترة وجيزة غلب القذر والدرن وخير له من الطيب ان يغسل درنه ولهذا لما دخل رسول الله مكة قال لأبي سفيان اما آن لك ان تسلم فقال كيف اصنع باللات والعزى فقال له عمر رضي الله عنه (بل عليها) ونقول لدعاة الاختلاط وتحرير المراة حينما نقول لهم قد ملكنا الدليل الذي يرشدنا للحق وعندنا وحي من ربنا قالوا ماذا سيقول عنا الغرب وحقوق الانسان نقول لهم كما قال عمر
ولك ان تتصور حالنا مسلم ينتمي للاحزاب الماسيونية والشيوعية والماركسية ثم يقول احدهم انا ملسم ماركسي انا مسلم شيوعي يعني انه ملحد وموحد يعني انه مع الرحمن ومع الشيطان هدى وردى فضيلة ورذيلة كيف يجتمع النقيضان لاتدري وما يستوي الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور لايحصل الخير للانسان الا بهذين الامرين
يجتنب كل رذيلة ثم يكتسب كل فضيلة يقول الله (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) اما ايمان بالله بدون كفر بالطاغوت فلا يصلح مع الرحمن ومع الشيطان مع المسلمين ومع اليهود لا يكون وعليه فكلمة التوحيد التي هي مفتاح الدخول في الاسلام والدخول في حظيرة الايمان ومفتاح دخول جنة الرحمن تتضمن اكتساب واجتناب فاذا تخلينا عن كل اله مزيف والتجئنا الى الاله الحق الذي بيده مقاليد امور نجونا
والمصيبة ان هذه المفاهيم المتناقضة التى تنقض لا اله الا الله في قلوب بعض المسلمين في هذا الحين يقولونها غير مبالين بخطورتها حتى انني سمعت رجلا يقول بانه يؤمن بان اليهود والنصارى على حق وذكر كلام باطل لا يجوز نقله لذلك احب ان انقل فتوى اللجنة الدائمة في عام 1421هـ
(كل دين غير دين الاسلام فهو باطل وكل مكان يعد للعبادة غير دين الاسلام فهو بيت كفر وضلال ومن زعم ان اليهود والنصارى على حق فهو مكذب لكتاب الله (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه) ومكذب لأجماع الامة وهو مرتد ولو صلى وصام بعد اقامة الحجة علية فان جهل ذلك حرم عليه وان عرف ذلك واصر ارتد)”
وما قاله اليحيا من كون ما يحدث هو فساد وإفساد للبلاد عن طريق المبتعثين صحيح