استخدام العلم لمصلحة أصحاب المال:
الكتاب تأليف ر س ليونتين وهذا الكتاب من أفضل ما قرأت فى العلم الغربى رغم أنه فيه العديد من الأخطاء ولكن الكتاب يعرى العلم الغربى تعرية تامة فيقول أن النظريات والنتائج البحثية ليسوا سوى نتاج لقوة المال وليس نتاج للبحث العلمى فأصحاب المال يفرضون سيطرتهم على كل المؤسسات العلمية ويجعلون الخرافات والأكاذيب حقائق ويحولون بين الناس والاختراعات المفيدة المجانية أو التى لا تكلف الإنسان إلا قليل من المال
المؤلف يبين لنا أن القوى الاجتماعية والاقتصادية تسيطر على العلم ليخدم مصالحها وذلك بطرق تجعل من تلك القوى قوى شرعية أمام الناس ولكنها فى الحقيقة تخدم نفسها وليس الناس فيقول:
“وكنتيجة بذلك فإن القوى الاجتماعية والاقتصادية التى تهيمن على المجتمع هى التى تحدد إلى مدى كبير ما يفعله العلم وكيف يفعله وأكثر من هذا فإن تلك القوى لديها السلطة لأن تستولى من العلم على الأفكار التى تجعل على وجه الخصوص ملائمة لبقاء واستمرار البنيات الاجتماعية التى تكون هذه القوى جزء منها وهكذا فإن المؤسسات الاجتماعية الأخرى لها مدخل اصبع داخل العلم يتعلق معا بما يتم صنعه فى العلم وبطريقة التفكير فيها ثم هى تأخذ من العلم مفاهيم وأفكارا لا تلبث ان تدعم هذه المؤسسات وتجعلها تبدو كمؤسسات شرعية وطبيعية “ص11
ويبين الرجل أن النظريات التى تشيعها القوى المسيطرة على السلطة والمال هى بعيدة كل البعد عن العلم العملى المفيد فى الحياة فيقول:
“على أن من الملحوظ ان كثيرا من العلم العملى المهم هو جد مستقل عن النظرية” ص12
ويبين المؤلف أن تلك القوى تصيغ العلم بكلمات غامضة حتى لا يفهم أحد ولا يعترض أحد وتستخدم تلك القوى الإعلاميين العلميين فى إيصال هذا العلم الغامض للناس فيقول:
“وأخير فإن العلم يتحدث بكلمات غامضة ولا يستطيع إلا من كان خبيرا ان يفهم ما يقوله العلماء وما يفعلونه ونحن نحتاج إلى وساطة من اناس مخصوصين كالصحفيين العلميين مثلا او الأساتذة العلميين الذين يتحدثون فى الإذاعة حتى يفسروا غوامض الطبيعة ذلك أنه من غير ذلك لن يكون هناك إلا معادلات لا يمكن فك شفرتها بل إن العالم لا يفهم دائما معادلات عالم أخر وذات مرة سئل السير سولى زوكرمان عالم الحيوان الانجليزى المشهور عما يفعله عندما يقرأ ورقة بحث علمى وتمر به معادلات رياضية فأجاب إنى أهمهم بها “ص15
إذا نحن أمام علماء السلطان وهو ما يطلق عليه علماء الدين ولكن باسم أخر وهو العلم الغربى باسم علماء العلم التجريبى وفى هذا قال المؤلف:
“ورغم دعاوى العلم بأنه فوق المجتمع إلا أنه مثل الكنيسة من قبله مجرد مؤسسة اجتماعية فوقية تعكس وتقوى من قيم وآراء المجامع المهيمنة فى كل حقبة تاريخية “ص15
إذا استبدل الغرب سيطرة الكنيسة بسيطرة رجال الأعمال الذين يهيمنون على السياسة والاقتصاد وبين المؤلف أن العلم الطبيعى فى الغرب كان قائما فى القرون الماضية على أن الطبيعة كلها شىء واحد لا يتجزأ فقال:
“أما العلم الذى نشأ فى العصور الوسطى وعصر النهضة فقد كان يتميز بأنه يرى الطبيعة كلها كنوع واحد من كل غير قابل للتجزئة فالحى والميت يمكن أن يتحول أحدهما للأخر بشرط أن يعرف المرء المعادلة الخفية اللازمة ولا يمكن فهم الطبيعة بتناولها فى أجزاء لأننا لو فعلنا ذلك سوف ندمر ما هو جوهرى لها والأخر كما قال الكسندر بوي هو مثل محاولة تتبع الحياة فى المخلوقات وأنت تشرحها فأنت هكذا تضيع الحياة فى نفس لحظة الاكتشاف وكما كان ينظر للنظام الاجتماعى ككل لا يقبل التجزئة فإنه كان ينظر للطبيعة يمثل ذلك تماما “ص17
وبين المؤلف أن العلم الغربى قد تم استخدامه لاثبات أن الناس غير متساوين ولذلك لا يجب ان يتساووا فى كم المال فالفقراء يجب أن يظلوا هم وأولادهم فى نفس الوضع لأن الطبيعة لم تعطهم قدرات كقدرات اصحاب المال وفى هذا قال :
“ونظرة كهذه لا تهدد الوضع القائم بل إنها على العكس من ذلك تدعمه بأن تقول لمن لا سلطة لهم أن وضعهم هو النتاج المحتوم لأوجه النقص الفطرية فيهم هم أنفسهم وبالتالى فإنه لا يمكن فعل شىء بهذا الشأن وهناك مقولة حديثة عن هذا الزعم ….وقد ذكرها ريتشارد هرنشتين وهو عالم نفسى من هارفارد وواحد من أبرز المنظرين الجدد لأيدلوجية أن عدم المساواة هى امر طبيعى “ص23
وقد بين فى الفقرة السابقة أنه تم إثبات عدم التساوى فى علم النفس عن طريق ما سموه الفروق الفردية كما تم إثباته بنظرية الاختلاف الجينى فى الأحياء فقال :
“ولمجابهة هذا الاعتراض على عدم المساواة فى المجتمع تم إنشاء نظرية بيولوجية عن الطبيعة البشرية تقول بأنه فى حين أن ما بيننا من أوجه اختلاف موجود فى جيناتنا فإن هناك أيضا أوجه شبه فطرية معينة موجودة فيما بيننا جميعا وأوجه الشبه هذه فى الطبيعة البشرية تضمن ان الاختلاف فى القدرات يتحول إلى اختلاف فى الوضع الاجتماعى” ص25
إذا العلم تم تحويره وتم إثبات نتائج ليست هى النتائج الحقيقية حتى يتم تثبيت انقسام المجتمع لأغنياء وفقراء لكون هذا الانقسام قائم على العلم وبين المؤلف أن الروايات الغربية التقليدية تم استخدامها لأثبات نفس المقولة فالروايات كانت تثبت تلك النظرية الدونية التى ليست علمية وفى هذا قال :
“وأوليفر تويست رواية فيها سر وهذا هو سرها هى أن طعام أوليفر كان من العصيد إلا أن دمائه تنتمى للطبقة الوسطى العليا ..وثمة موضوع مماثل نجده فى المركز من رواية جورج إيليوت دانييل دبروندا ونحن نقابل دانييل لأول مرة متبنى لنبيل إنجليزى ..ولا تصيب القارىء الدهشة حين يعرف أنه ابن ممثلة يهودية لم يرها قط ولكن العرق دساس على ان هذه ليست تفانين جنون للإنجلو ساكسون وحدهم فهناك روايات روجون ماكا التى كتبها إميل زولا عن عمد كنوع من الأدب التجريبى ليصور اكتشافات الإنثرولوجيا فى القرن 19 ويخبرنا زولا فى المقدمة أن الوراثة لها قوانينها مثل الجاذبية وأفراد أسرة روجون ما كار ينحدورون أصلا من سلالة عاشقين اثنين لامرأة واحدة أحدهما كان فلاحا مجدا قويا بينما كان الأخر عاطلا منحلا ومن الفلاح الجدير بالثقة انحدرت سلالة قوية أمينة بينما انحدر عن السلف المنحل خطا طويلا من الخارجين على المجتمع والمجرمين.. وكان الوعى العام الموجود فى هذه الفترة فى أوربا وأمريكا الشمالية تنتشر فيه فكرة أن ما يوجد من اختلاف فطرى فى المزاج والجدارة هو الذى يطغى فى النهاية على أى تأثير من مجرد التعليم والبيئة ” ص26
ويبين أن الطبقة المسيطرة لم تتورع عن عمل إثباتات مزورة ولا علاقة لها بالعلم من خلال العلماء المنتمين إليها ليظل الأغنياء فى مكانتهم والفقراء ومنهم الزنوج فى مكانتهم الوضيعة من خلال جماجم الأطفال ومن خلال ما سموه بالمد النوردى أى كون سلالة أوربا الشمالية هى أفضل السلالات وأن الفنانين والعلماء كانوا من أحفاد تلك السلالة فقال :
“إلا أن هناك رئيسا أخر للجمعية النفسية الأمريكية يقول إنه حيثما يحدث اختلاط فى التناسل مع الزنوج فإنه يحدث تدهور للمدنيات ويسجل لويس أجاسيز أحد أشهر علماء الحيوان فى القرن19 أن درزات جمجة الأطفال الزنوج تنسد فى وقت أكثر تبكيرا عن وقت انسداد الأطفال البيض وهكذا فإن أمخاخهم تنحبس وسيكون من الخطر تعليمهم تعليما أكثر مما ينبغى ولعل أكثر الإدعاءات غرابة هو ما ادعاه همرى فارفيلد أوسبورن رئيس المتحف التاريخى الطبيعى…..وقد كتب قائلا”غزت الأعراق الشكالية البلاد الجنوبية ليس هذا فحسب كفاتحين وإنما هم قد أدخلوا ايضا عناصر قوية من الأخلاق والذكاء أسهموا بها فى مدنية هى أحط مرتبة بدرجة أو اخرى من خلال المد النوردى الذى غمر إيطاليا أتى اجداد رافاييل وليوناردو وجاليليو وتيتانو وحسب ما يقول جونتر أتى ايضا اجداد جيونو وبوتشيللى وبترارك وتاسو و كولومبوس فيتضح من صور وجهه وتماثيله النصفية أنه من سلالة نوردية “ص27
قراءة فى كتاب البيولوجيا كإيدلوجيا
2-الوراثة الجينية:
وبعد ذلك انتقل المؤلف إلى مناقشة الوراثة وبين أن الوراثة الجينية التى استخدمت نفس الاستخدام الخاطىء فى إثبات تفوق الأغنياء على بقية الناس ليست من العلم فى شىء ويثبت الرجل من خلال مناقشة جناح ذبابة الفاكهة أن نفس الجينات تنتج أشياء مختلفة فكل جناح للذبابة له نفس الجينات ومع هذا يختلف توزيع الشعيرات الإبرية فى العدد والشكل فى كلا الجناحين وبناء عليه ليس للجينات دور فى اختلاف الوضع الاجتماعى والاقتصادى للناس لأنهم من جينات واحدة وفى هذا قال :
“فهناك عامل أخر له دوره ولو قمنا مثلا بعد الشعيرات الإبرية التى تحت جناح ذبابة الفاكهة فسنجد ان عددها فى الجانب الأيسر يختلف عن عددها فى الجانب الأيمن والبعض تكون له شعيرات أكثر على الجانب الأيسر والبعض له شعيرات اكثر على الجانب الأيمن وليس هناك معدل متوسط للاختلاف وهكذا فإن هناك نوعا من اللاسمترية المتراوحة على الجانبين إن ذبابة الفاكهة المفردة لها فى الجانب الأيسر نفس الجينات التى فى الجانب الأيمن وفوق ذلك فإن الحجم الصغير جدا لذبابة الفاكهة المتنامية ومكان تناميها يضمنان أن كلا الجانبين قد نالا نفس القدر من الرطوبة والأوكسجين والحرارة والاختلافات بين الجانب الأيمن والأيسر لم تنتج عن اختلافات وراثية ولا اختلافات بيئية وإنما هى ناتجة عن تباين عشوائى فى النمو وفى انقسام الخلايا أثناء التنامى ضوضاء فى التنامى ص28
وبين المؤلف أن الذكاء والغباء متبادلين بين سلالات الفئران إذا تم تغيير البيئة فالذكى فى بيئة ينقلب فى بيئة أخرى إلى غبى – وعذرا لاستخدامى نفس الألفاظ لأنها لا تعبر حقيقة الأمر- والغبى فى بيئة غير بيئته الأولى ينقلب إلى ذكى وفى هذا قال :
“ومن الحقيقى أنه لو تنامى كائنان حيان مختلفان وراثيا فى البيئة نفسها بالضبط فإنهما سيكونان مختلفين ولكن هذا الاختلاف لا يمكن توصيفه على أنه اختلاف فى السعات لأن النمط الوراثى الذى يكون متفوقا فى إحدى البيئات قد يكون متدنيا فى بيئة تنامى ثانية وكمثل فإن سلالات الجرذان يمكن الاختيار منها حسب قدرتها الأفضل أو الأسوأ للعثور على طريقها فى متاهة وهذه السلالات من الجرذان تمرر إلى ذرياتها قدراتها التمييزية على اجتياز المتاهة وبهذا فإنها بالتأكيد تختلف وراثيا من هذا الجانب ولكن لو أن السلالات نفسها بالضبط من الجرذان أعطيت لها مهمة مختلفة أو لو أن ظروف التعليم تغيرت فإن الجرذان النابهة تتحول إلى جرذان غبية وتتحول الجرذان الغبية إلى جرذان نابهة فلا يوجد تفوق وراثى عام لإحدى سلالات الجرذان على أخرى لتبينها لطريقها فى مشكلة أخرى ص29
والمراد من هذه الفقرة ان الغنى والفقير من بنى الإنسان متساويين ولكن ظروف كل منهم فى المجتمع هى من تدفعهم لتلك الأوضاع لكن لو عاشا فى مجتمع مختلف لانقلب هذا إلى غنى وهذا إلى فقير
وحكاية البيئات لا تؤثر فى عالم الإنسان فإبراهيم(ص) نشأ فى بيت كافر فى بلدة كافرة ومع هذا لم تؤثر البيئة فى وصوله للإسلام وابن نوح(ص) نشأ فى بيت مسلم وهى بيئة مسلمة حيث كان الأب والجد والجدة مسلمين ومع هذا كفر ومن ثم أى شىء متعلق بالنفس هو خارج الجينات وهى المورثات لقوله تعالى ” فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”
وبين المؤلف أن القول بالحتمية البيولوجية فى غنى الغنى وفقر الفقير هى ضرب من الخرافة حوله الأغنياء إلى علم مزور فبين أن الوراثة المزعومة يمكن تغييرها وضرب مثلا بمرضى مرض ويلسون الذى يمكن معالجتهم منه بحبة دواء وساعتها فإن ما يسمونه العيب الوراثى يختفى بتلك الحبة وفى هذا قال :
“والمفارقة بين الوراثى والبيئى وبين الطبع والتطبع ليست مفارقة بين ما هو ثابت ومتغير وإنها لمغالطة من الحتمية البيولوجية عندما تقول إنه إذا كان كانت الاختلافات هى فى الجينات فإنه لا يمكن أن يحدث أى تغيير ونحن نعرف صدق ذلك من الأدلة الطبية وحدها فهناك كثير من أخطاء الإيض التى تسمى بأنها موروثة حيث يوجد جين معيب ينتج عنه فى الظروف السوية خلل فى وظائف الأعضاء ومثال ذلك مرض ويلسون حيث يؤدى عيب وراثى إلى أن من يعانون من هذا المرض يعجزون عن إزالة الأثر السام للنحاس الذى نأكله بكميات دقيقة الصغر فى طعامنا العادى ويتكدس النحاس فى الجسم ويتسبب أخيرا فى ضمور الأعصاب ثم ينتهى الأمر بالموت فى وقت ما من مرحلة المراهقة أو الرشد المبكر ولا يمكن وصف المرض بأنه وراثى على نحو أكمل من هذا المرض على أن الأفراد المصابين بهذه المرض من يمكنهم أن يعيشوا حياة سوية عادية بالكامل وأن ينمو نموا سويا بتناول حبة دواء تساعدهم على التخلص من النحاس وساعتها لن يميزهم احد عن أى فرد أخر ص31
ويبين الرجل أن الواقع يثبت أن التشابه بين الآباء والأبناء ناتج فى الغالب من البيئة الواحدة التى يعيشون فيها وليس من الجينات وقد سخر الرجل من البيولوجيين الحتميين من خلال القول أنهم لايقدرون على إثبات وجود جين للمذهب الدينى والحزب السياسى حيث أن الأبناء يقلدون الاباء فى اتباع الاثنين نتيجة الحياة الواحدة التى يحيونها فقال “
“ولكن هاهنا تكمن الصعوبة العميقة فى الوراثيات البشرية فبخلاف حيوانات التجارب نجد ان افراد الأسرة الأوثق قرابة لا يقتصر أمرهم على أنهم يتشاركون معا فى جينات أكثر ولكنهم يتشاركون معا فى البيئة بسبب بنية العائلة والطبقة فى المجتمعات البشرية وملاحظة أن الأطفال يشبهون والديهم فى صفة ما لا تميز بين المشابهة التى تتأتى من التشابهه الوراثى والمشابهة التى تنشأ عن التشابه البيئى فتشابه الوالدين والأطفال هو ملاحظة تتطلب تفسيرا وهو ليس فى صف الجينات وكمثل فإن الصفتين الاجتماعيتين التى يكون فيهما أعظم تشابه بين الآباء والأبناء فى أمريكا الشمالية هما المذهب الدينى والحزب السياسى ومع هذا فحتى من يكون متحمسا أشد الحماسة من الحتميين البيولوجيين لن يحاج جديا بأن هناك هناك جينا للمذهب الأسقفى أو جينا للتصويت للإعانات الاجتماعية ” ص3
وبين المؤلف أن الحتميين قد زوروا الدراسات لتوافق نظريتهم عن الفروق الجينية بين الطبقات فقال :
“ولم تنشر سوى ثلاث دراسات من هذا النوع وأول وأكبر هذه الدراسات هى ما سجله سير سريل بيرت وكانت هذه هى الدراسة الوحيدة التى زعمت عدم وجود تشابه فى الظروف العائلية للأسر التى نشأت التوائم المنفصلين وزعمت هذه الدراسة أيضا وجود معامل توارث لأداء معامل الذكاء يبلغ 80% على أن تحقيقا حريصا أجراه أوليفر جيلى المحرر بصحيفة التايمز بلندن هو البروفسير ليون كامين بجامعة برنستون كشف عن أن بيرت كان ببساطة يخترع الأرقام ويخترع التوائم بل إنه اخترع ايضا علماء مشاركين فى البحث ظهرت اسماؤهم مع اسمه فيما نشر من أبحاث ولا داع لأن نبذل لهذه المزاعم اهتماما أكثر من ذلك فهى تمثل إحدى الفضائح الكبرى فى علمى النفس والأحياء الحديثين ص33
قراءة فى كتاب البيولوجيا كإيدلوجيا
3-اختبارات الذكاء :
بين ليونتن أن ما يدل على تزوير العلم أيضا ما يسمى باختبارات الذكاء فقد صنعت لتناسب تلاميذ مدارس ينتمون للطبقة العليا فمن صنعوها لم ينزلوا لمعرفة معلومات الطبقة السفلى فى مدارسهم ومن ثم فرضوا أسئلة الأغنياء على أولاد الفقراء ومن ثم ظهر الفارق لصالح أطفال الأغنياء وهو ما ارجعوه للوراثة بينما هو فى الحقيقة فارق بيئى فهؤلاء يجدون المواد والأفعال الثقافية فى متناولهم ودون تعب بينما أطفال الفقراء لا يجدون ذلك والأبوين غالبا منشغلين بتحصيل لقمة العيش ولا يجدون فرصة لتعليم أولادهم أو شراء أو كتب أو استئجار معلمين خصوصين لهم وفى هذا قال :
“فأولا ما الذى تقيسه فى الواقع اختبارات معامل الذكاء؟ إنها توليفة من أسئلة عن الأعداد والألفاظ وأسئلة تعليمية وموقفية وهى تسأل عن أشياء من مثل من يكون ولكنز ماكوبر أو ما هى معنى كلمة معقدة مثل .. وماذا ينبغى أن تفعل فتاة إذا ضربها ولد رد الضربة له ليس هو الإجابة الصحيحة وكيف لنا أن نعرف أن الشخص الذى يحسن الإجابة عن هذا الإختبار هو شخص ذكى ذلك أن هذه الاختبارات فى الحقيقة قد عويرت أصلا لتلتقط بالضبط أطفالا فى أحد الفصول ممن سبق أن رسمهم المدرس بأنهم اذكياء أى إن اختبارات معامل الذكاء هى أدوات لإضفاء بريق على التحيزات الاجتماعية للمؤسسات التعليمية لتبدو وكأنها موضوعية وعلميا وثانيا فإن الأفراد الذين يقررون أن يهبوا أطفالهم مبكرا للتبنى هم عادة من أفراد الطبقة العاملة أو من الأفراد العاطلين الذين لم ينالوا نصيبا من تعليم وثقافة الطبقة الوسطى ومن الناحية الأخرى فإن الأفراد الذين يتبنون الأطفال هم عادة من الطبقة الوسطى ولديهم من التعليم والخبرة الثقافية ما يناسب محتوى ومقصد اختبارات معامل الذكاء وبهذا فإن الآباء المتبنين كمجموعة هم يؤدون اختبارات معامل الذكاء بدرجات أعلى كثيرا من درجات الآباء الذين اختاروا أن يهبوا أطفالهم للتبنى والبيئة التعليمية والثقافية التى ينشأ فيها هؤلاء الأطفال فيما بعد هى بيئة يتوقع أن ينتج عنها الارتفاع بكل معاملات ذكاء هؤلاء الأطفال حتى وإن كان هناك برهان على بعض تأثير وراثى من آبائهم بالدم ص35
قراءة فى كتاب البيولوجيا كإيدلوجيا
4- جهل علماء الجينات:
بين المؤلف أن علماء البيولوجية جاهلين تماما بعدد الجينات وبكيفية عملها والمعروف منها عندهم هو عدد قليل جدا وأن الاختلافات بين سلالات البشر هو قدر قليل جدا وهو يؤثر فى شكل الجسم وليس فى النفسية وفى هذا قال :
“بل إن الحقيقة هى أن ما يوجد من اختلاف وراثى فى الأعراق هو عموما بقدر كبير عما قد تفترضه من الدلالات السطحية التى نستخدمها جميعا فى التمييز بين الأعراق ومن المؤكد أن لون الجلد وهيئة الشعر وشكل النتف تتأثر بالجينات ولكننا لا نعرف كم عدد ما يوجد من هذه الجينات أو كيف تعمل ومن الناحية الأخرى عندما تنظر أمر الجينات التى نعرف بالفعل شيئا عنها كما مثلا بالنسبة للجينات التى تؤثر فى فصيلة دمنا أو جينات جزئيات الإنزيمات المختلفة الضرورية لوظائف أعضائنا فإننا نجد أنه رغم وجود قدر هائل من التباين بين الفرد والأخر إلا أن قدر التباين بين المجموعات البشرية الرئيسية هو فى المتوسط قدر قليل قلة ملحوظة والحقيقة أن 85% من كل التباين البشرى الذى تم تحديده هو موجود بين أى فردين اثنين من نفس المجموعة الإثنية وهناك نسبة8% من كل التباين تكون بين المجموعات الإثنية ص36
ويكرر كلامه عن أن الاختلافات النفسية بين السلالات غير موجودة كما انها ليست موجودة أيضا بين الطبقات كما يزعم الحتميين الذين يريدون إثبات تفوق الأغنياء أو السلالة النوردية فيقول:
“وبهذا فإنه ليس لدينا سبب بديهى للاعتقاد بأن هناك أى تمايز وراثى بين المجموعات العرقية فى خصائص مثل السلوك والمزاج والذكاء كما أنه ليس هناك أدنى دليل على أن الطبقات الاجتماعية تختلف بأى وسيلة فى جيناتها بحيث يمكن استخدام الأصل الإثنى أو العرقى كشكل للتميز الاقتصادى والهراء الذى ينشره منظرو الحتمية البيولوجية من أن الطبقات الأدنى هى بيولوجيا أحط من الطبقات الأعلى وأن كل الأشياء الطيبة فى الحضارة الأوربية قد أتت من المجموعات النوردية بشمال اوربا هو بالضبط هراء وهو مما يقصد به إضفاء الشرعية على بنيات عدم المساواة فى مجتمعاتنا بأن نكسبها بريقا بيولوجيا وبأن نواصل نشر الخلط بين ما يمكن أن يتأثر بالجينات وما يمكن أن يتغير بالتعديلات الاجتماعية والبيئية “ص37
ويتناول المؤلف خرافة أشاعها المجتمع المسيطر وهى أن الطب زاد أعمار الناس ويفندها بأن شواهد القبور الغربية دالة على كذب خرافة أن متوسط أعمار الناس كان 45 ثم اصبح 75 سنة فمعظم الشواهد تخطت حاجز الـ45 بكثير ومن ثم فالطب لم يزد أعمار الناس وفند أن النفاس كان سر قصر عمر النساء بأن الإحصائيات تدل على ان السل كان العامل الأكبر فى موتهن مبكرا وكانت الحروق المنزلية سببا فى كثرة وفاة البنات الصغيرات فقال:
“ما الدليل على فوائد الطب العلمى الحديث لاشك أننا نعيش عمرا أطول كثيرا من اسلافنا ففى عام1890 كانت سنى العمر المتوقعة للطفل الأبيض المولود فى أمريكا الشمالية هى فوق45سنة بينما أصبح مدى العمر المتوقع الآن هو75 سنة ولكن هذا ليس بسبب ان الطب الحديث قد أطال من حياة المسنين والمرضى فنسبة كبيرة جدا من التغير الذى حدث فى متوسط العمر المتوقع هى بسبب انحفاض هائل فى معدل وفيات الأطفال فقبل حلول هذا القرن وخاصة فى أوائل القرن19 كان ثمة احتمال له اعتباره بأن الطفل لن يصل قط إلى عمر السنة ففى1860 كان معدل الوفيات فى الوريات المتحدة هو13%وبهذا فإن متوسط العمر المتوقع للسكان ككل كان ينخفض انخفاضا له قدره بسبب هذا الموت المبكر وشواهد قبور الأفراد الذين ماتوا فى منتصف القرن19 تدل على أن عددا ملحوظا من الوفيات كان عن سن كبيرة والحقيقة أن الطب العلمى لم يفعل إلا القليل فيما يتعلق بإضافة السنين إلى عمر أولئك الأفراد الذين يصلون بالفعل إلى مرحلة نضجهم وفى الخمسين سنة الأخيرة لم يضف إلا أربعة شهور إلى مدى العمر المتوقع للشخص الذى يكون قد بلغ بالفعل ستين سنة من العمر وكما نعرف جميعا فإن النساء فى أوربا الحديثة يعشن عمرا أطول من الرجال ولكن هذا لم يكن هو الأمر المعتاد فيما مضى فقبل حلول هذا القرن كانت النساء يمتن أسرع من الرجال والتفسير الشائع الذى يقدمه الطب العلمى هو أن أحد الأسباب الرئيسية لموت النساء فى أيام ما قبل الطب الحديث هو حمى النفاس وحسب هذا الرأى فإن الطب الحديث بمواده المطهرة وبممارساته الحديثة فى المستشفيات كان عاملا رئيسيا فى إنقاذ حيوات النساء الشابات أثناء سنوات الحمل من عمرهن ولكن لو ألقينا نظرة على الإحصائيات لتكشف لنا أن حمى النفاس كانت سببا ثانويا للموت أثناء القرن19 حتى بين النساء اللاتى فى سن الحمل وهى بالتأكيد لم تكن السبب فى زيادة معدل وفاة النساء تكاد تكون كل هذه الزيادة فى معدل الوفاة ص39 نتيجة الإصابة بالسل وعندما كف السل عن أن يكون واحدا من الأمراض القاتلة الرئيسة كفت النساء أيضا عن أن يكون مدى عمرها أقصر من الرجال وقد كان أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال هو التسلخ بالسوائل الساخنة وكذلك الحروق خاصة بين البنات الصغيرات وذلك بالطبع لأن البنات كن يقضين زمنا طويلا فى ظروف خطيرة جدا وهن يطفن حول نيران المطبخ المكشوفة أما إخوانهن من صغار الذكور فكانوا يقضون زمنا طويلا فى الورش خارج نطاق البيت وإن كان من المعترف به ان هذا لم يكن فى أحسن ظروف للعمل ولكنه إلى حد ما أقل خطرا من سعير أفران الأسرة”ص40
وبين أن من بين ما أشاعته القوى المسيطرة عن كون ألياف الأسبستوس ونسالة القطن من أسباب السرطان هو كلام ليس له أساس علمى فهى عملية تجارية لاستبدال صناعات بصناعات أخرى أكثر ربحا فقال:
“فألياف الأسبستوس ونسالة القطن ليست من أسباب السرطان إنها عوامل للأسباب اجتماعية ولتشكيلات اجتماعية هى التى تحدد طبيعة حياتنا الإنتاجية والاستهلاكية ولن يمكننا فى النهاية الوصول إلى جذور المشاكل الصحية إلا من خلال إحداث تغييرات فى هذه القوى الإجتماعية أما عملية نقل القوى السببية من هذه العلاقات الاجتماعية إلى عوامل غير حية بحيث تبدو هذه العوامل بعدها وكأنها لها قوة وحياة خاصة بها فإنها عملية تعد وجها من أوجه التضليل الأساسية للعلم وأيديولوجياته” ص42
قراءة فى كتاب البيولوجيا كإيدلوجيا
5- الطاقم الوراثى البشرى لنهب أموال الشعوب باسم العلم
بين ر س ليونتن أن القوى المسيطرة لم يعد لديها اقتراحات فى مشاريع الفضاء لنهب أموال الشعب ومن ثم تم اختراع مشروع تحديد تتابع الطاقم الوراثى البشرى لنهب أموال الشعوب باسم العلم فقال:
“ومشروع تحديد تتابع الطاقم الوراثى البشرى هو المظهر الحالى لهذا الإيمان بأهمية توارثاتنا فى تقرير أحوال الصحة والمرض وهذا المشروع هو برنامج ببلايين عديدة من الدولارات ويقوم بها البيولوجيون الأمريكيون والأوربيون ويقصد به ان يحل محل برامج الفضاء كأكبر مستهلك حالى لأموال العامة وذلك بغرض قهر الطبيعة ص42
ويمضى المؤلف قدما لبيان أن أساس المشروع فاسد فيبين أن المورثات وهى الجينات لا يمكن لها أن تنسخ نفسها كما يبين أن قولهم الجين وحده هو المسيطر على الجسم هو تطبيق لنظرية تفوق الأغنياء الذين يعملون عملا عقليا على أصحاب العمل العضلى وفى هذا قال :
“وهذا التوصيف الذى أعطيته فى التو للجينات على أنها هى التى تحدد البروتينات المعينة التى يستطيع أحد الكائنات الحية إنتاجها وأنها جزء من منظومة إعطاء الإشارات التى تستجيب للبيئة فى تشغيل إنتاج البروتين أو إيقاف إنتاجه وأنها تعمل كنموذج لإنتاج المزيد من ذاتها هو توصيف يختلف على نحو رهيب عن التوصيف المعتاد لهذه العلاقات ذلك انه يقال عادة أن الجينات هى التى تصنع البروتينات وأن الجينات تنسخ ذاتها إلا أن الجينات لا تستطيع ان تصنع شيئا فالبروتين يتم صنعه بواسطة منظومة معقدة للإنتاج الكيماوى تتطلب إسهام بروتينات أخرى وتستخدم تتابعا معينا من النيوكليوتيدات فى أحد الجينات لتحديد المعادلة المضبوطة للبروتين الذى يجرى إنتاجه وأحيانا يقال إن الجين هو الطبعة الزرقاء لتصميم أحد البروتينات أو أنه المصدر المعلوماتى لتحديد البروتين وعلى هذا النحو فإن الجين سيعد أكثر أهمية من ماكينات الإنتاج البسيطة إلا أن البروتينات لا يمكن إنتاجها دون أن يوجد معا كل من الجين وسائر الماكينات وليس أحدهما بأكثر اهمية من الأخر وفصل الجين على أنه الجزىء المسيطر هو التزام أيديولوجى أخر باللاوعى التزام يضع العقول فوق العضلات أى يعد العمل الذهنى ارقى من مجرد العمل البدنى ويعد المعلومات أرقى من الفعل بل إن الجينات أيضا ليست ناسخة لذاتها فهى لا تستطيع صنع ذاتها بمثل مالا تستطيع صنع أحد البروتينات فالجينات يتم صنعها بواسطة ماكينات معقدة من البروتينات التى تستخدم الجينات كنماذج لتصنع المزيد من الجينات وعندما تشير إلى الجينات على أنها ناسخة لذاتها فإننا نضفى عليها قوة غامضة ذات استقلال ذاتى تجعلها تبدو فى وضع أعلى من مواد الجسم الأخرى الأكثر سوقية على أنه إذا كان لنا أن نقول عن أى شىء فى العالم أنه ناسخ لذاته فإن هذا الشىء لن يكون الجين وإنما هو الكائن الحى بأكمله كمنظومة مركبة ومشروع تحديد التتابع فى الطاقم الوراثى البشرى هو خطة طموحة لتوصيف التتابع المعقد للنيوكليدتيدات من أنواع أ و ث و س و ج ص44
ويبين المؤلف أن المشروع قائم على أسس لا وجود لها فالمشروع قائم على أساس أن جينات البشر كلها واحدة بينما كل فرد يختلف عن الأخر فى حوالى ستمائة ألف نيوكليوتيد ومن ثم لن يكون هناك أى جينوم بشرى واحد وإنما لكل بشر جينوم خاص به ومن ثم لن يصل القوم إلى الكتاب ولو بعد مليارات السنين نظر لأن البشرية تنجب الآلاف يوميا ومن ثم فالفائدة المرجوة من المشروع وهى علاج الأمراض لن تتحقق أبدا لأن المرض الواحد كالثاليسيميا ثبت بالدراسات وجود 17 عيب فى مورثة الهيموجلوبين له ومع هذا لا يوجد علاج له مع معرفة الأسباب ومعرفة المورثة والفائدة الثانية وهى معرفة النفس والجسم البشرى وفى هذا قال :
“ما وجه الخطأ فى هذه الرؤية ؟ إن أول غلطة ترتكبها هى أن تتحدث عن تتابع الجينات عند البشر كما لو كان كل أفراد البشر متماثلين والحقيقة أن هناك قدرا هائلا من التباين بين الواحد والأخر من الأفراد الطبيعيين فيما يتعلق بتتابع الأحماض الأمينية ذلك ان البروتين الواحد المعين قد تكون ا ه أو أى شىء من تراكيب الأحماض الأمينية دون أن يفسد ذلك من وظيفته وكل واحد منا يحمل جينين لكل بروتين أحدهما يحصل عليه من الأب والأخر من الأم وما يحدث هو أن تتابع الأحماض الأمينية الذى تحدده جيناتنا من الأم وذلك الذى تحدده جيناتنا من الأب يختلفان فى المتوسط بمعدل يقرب من مرة واحدة لكل 12 جين وبالإضافة وبسبب من طبيعة الشفرة الجينية فإنه تحدث تغيرات كثيرة على مستوى دنا dnaهى تغيرات لا تنعكس فى البروتينات ذاتها بمعنى أنه قد توجد اختلافات كثيرة فى تتابعات دنا التى تناظر نفس البروتين الواحد وليس لدينا حاليا تقديرات جيدة لمقدار ما يحدث من ذلك عند البشر ولكن إذا كانت توجد أى مشابهة بين البشر وحيوانات التجارب فإن نيو كليوتيدات دنا التى تؤخذ من أى فردين يتم اختيارهما عشوائيا سوف تختلف بمعدل يقرب من مرة واحدة لكل 50 نيو كليوتيد وحيث أنه ص45يوجد على وجه التقريب 3بلايين نيو كليوتيد فى الجينات البشرية فإن أى فردين من البشر سيختلفان فى المتوسط فى حوالى 600000 من النيو كليو تيدات والجين المتوسط الذى فيه مثلا امتداد من 3000 من النيو كليو تيدات سيختلف تركيبه عند أى فردين سويين بما يقرب من 20نيو كليوتيد وإذا فأى طاقم وراثى هو الذى سيدلنا بالتتابع الذى نضعه فى كتالوج الشخص السوى وفوق كل ذلك فإن كل فرد سوى يحمل عددا كبيرا من الجينات المعيبة فى نسخة واحدة منها موروثة من أحد الوالدين ويعطى على ذلك وجود النسخة السوية التى يتلقاها الفرد من الوالد الأخر وبهذا فإن أى جزء من دنا يتم تحديد التتابع فيه سيكون به عدد معين من الجينات المعيبة غير المعروفة يتم إدخالها فى الكتالوج وعندما نقارن دنا المأخوذ من شخص مريض بدنا المأخوذ من التتابع السوى القياسى سيكون من المستحيل أن نقرر أى اختلاف من تلك الاختلافات العديدة بين هذين الجزيئين من دنا هو المسئول عن المرض إن كان هناك اختلاف مسئول وسيكون من الضرورى النظر فى عشيرة كبيرة من الأفراد الأسوياء والمرضى لنرى إن كان فى وسعنا أن نجد بينهم اختلاف مشترك ولكن حتى هذا قد لا يحدث إذا كان المرض موضع البحث له أسباب وراثية متعددة بحيث إنه قد يكون هناك أفراد مختلفون لديهم المرض نفسه ولكن لأسباب مختلفة حتى ولو كانت هذه الأسباب كلها نتيجة لتغيرات وراثية ونحن نعرف بالفعل أن هذا هو الحال بالنسبة لأحد الأمراض البشرية الذى يسمى بالثاليسيميا والثاليسيميا مرض فى الدم يحدث فيه أن يصنع الهيمو جلوبين بمقدار أقل من المقدار السوى وهو مرض يعانى منه كثير من الآسيويين وسكان البحر الأبيض والأوربيين والنقص هنا يترتب على عيوب فى الجين الذى يشفر فى البروتين الموجود فى الهيموجلوبين وقد تبين فى النهاية أن هناك على الأقل17 عيبا مختلفا فى أجزاء مختلفة من جين الهيموجلوبين وكل واحد منها يؤدى إلى انخفاض كمية الهيموجلوبين التى يتم إنتاجها ولو بحثنا عن نيوكليوتيد معين يختلف فى مرض الثاليسيميا عن الأفراد السويين سوف نفشل فى ذلك والقصة الحقيقية فى حالة الثاليسيميا قد كشف عنها ما أجرى من دراسات سكانية واسعة على أن الحصول على تتابع سوى قياسى لكل الطاقم الوراثى البشرى ليس مما يفيد بأى شىء هنا ولن يكون مما يفيد فى أى حالة أخرى والمشكلة الثانية بالنسبة لمشروع تحديد تتابع الطاقم الوراثى البشرى هى أن المشروع يزعم اأيضا أننا عندما نعرف طريقة التشكيل الجزيئى لجيناتنا فسوف نعرف كل ما يستحق أن يعرف فيما يتعلق بنا فالمشروع ينظر إلى الجين على أنه العامل الذى يحدد الفرد وينظر إلى الفرد على أنه العامل المحدد للمجتمع “ص46
قراءة فى كتاب البيولوجيا كإيدلوجيا:
6- الذرة الهجين:
ويبين المؤلف أن القوى المسيطرة تدخلت حتى فى الزراعة باسم العلم ويضرب مثال بالذرة الهجين التى تعطى إنتاجا كبيرا جدا فيقول أنه بدلا من إعطاء الفلاحين البذور مجانا أو بمبلغ زهيد تباع لهم بمال كبير وأن المخترعون ليحافظوا على كسبهم المالى ظلوا يجربون لإنتاج بذور لا يمكن لغيرهم أن يستولدها فيما بعد لإنتاج كبير فالبذور المباعة تعطى إنتاجية كبيرة لعام واحد فقط وبعد هذا تتراجع إنتاجيتها بقدر الثمن الذى يدفع لمن يبيعون البذرة فالعملية هى عملية تجارية وليس كما يقال لإطعام الفقراء وإنهاء المجاعات وفى هذا قال :
“هو مثل عن الزراعة فقد شاع القول بان اختراع الذرة المهجنة قد نتج عنه زيادة هائلة فى إنتاجية الزراعة وما يترتب على ذلك من إطعام مئات الملايين من الأفراد بتكلفة منحفضة وبكفاءة عظيمة وأثناء العشر سنوات كان الأكر الذى يبذر بالذرة فى حزام الحبوب بأمريكا الشمالية قد يصل محصوله فى المتوسط إلى 35 بوشل لكل آكر أما الآن فإنه يستطيع أن يعطى 125 بوشل وقد شاع أن ينظر إلى ذلك على أنه أحد أعظم انتصارات الوراثيات الأساسية إذ تطبق من أجل رفاه البشر إلا أن الحقيقة فيها ماهو سيف بأكثر من ذلك الذرة الهجين ينم إنتاجها بتهجين نوعين من أنواع التربية الحقيقية يستولد كل منهما ذاتيا فى خط مغلق على ذاته ثم تزرع البذرة الناجمة عن تهجينهما وهذا النوعان اللذان يستولد كل منهما ذاتيا يتم تخليقهما عن طريق عملية طويلة من ص48التلقيح الذاتى حتى يجعل كل نوع متسق وراثيا اتساقا كاملا وقد تنفق إحدى شركات البذور عديدا من السنوات وهى تلقح خطوطا من الذرة تلقيحا ذاتيا حتى تحصل على خطوط متسقة وبعدها فإنها تبيعها إلى المزارع البذرة الناتجة عن تهجين خطين من هذه الخطوط والخطوط المتجانسة التى استولدت ذاتيا هى نفسها تعطى محاصيل ضعيفة نوعا ما يستمر تفوق الهجين فى إنتاجيته على الخطوط المغلقة المولدة ذاتيا وكذلك على العشيرة الأصلية للذرة ذات التلقيح المفتوح والتى أخذت منها الخطوط المولدة ذاتيا وليس الحال أن أى تهجين ببذرة بين أى خطين متجانسين مولدين ذاتيا سيؤدى إلى إنتاج محصول كبير بل إن من الضرورى البحث بين كثير من هذه الخطوط المتجانسة المولدة ذاتيا حتى نعثر على أزواج تفى بالمطلوب والهجين المخلط من الخطين المولدين ذاتيا له صفة أخرى هى صفة ليست مما يذكر كثيرا صفة ذات فائدة تجارية فريدة فالفلاح يكون لديه نوع من محصول ما كبير الغلة محصول يقاوم المرض وله ناتج تجارى كبير عند مقارنته بتكلفة يؤدى إلى مشكلة خطيرة بالنسبة لأولئك الذين يريدون ربح المال من إنشاء أنواع جديدة من الكائنات الحية فكيف سيكسب هؤلاء ربحهم إذا كان الحال هو أنهم بمجرد أن يبيعوا البذور يكون إنتاجها فيما سيلى فى أيدى الأشخاص الذين اشتروها إن عليهم هكذا أن يبيعوا البذور مرة واحدة فحسب أما بعد ذلك فإنها سوف تنتشر فى كل مكان مقابل لا شىء من المدخلات فإن الطريقة الطبيعية التى يواصل بها هذا الفلاح عمله فى الزراعة هى أن يدخر بعض البذور من هذا النوع ذى المحصول الكبير ليزرعه فى السنة التالية حتى ينجح مرة أخرى فى التوصل إلى محاصيل كبيرة وعندما يحوز الفلاح بذرة من هذا النوع المدهش فإنه لت يكون بحاجة بعدها إلى أن يدفع نقودا مرة أخرى ليحوزها مرة أخرى ذلك ان النباتات مثلها مثل الكائنات الحية الأخرى تتكاثر من نفسها ولكن هذا التكاثر الذاتى ص49
ويبين طريقة صناعة البذور فيقول:
“أما الذرة الهجين فأمرها مختلف ذلك أنها نتاج تهجين بين خطين من الخطوط المتجانسة المولدة ذاتيا ولهذا فإنه لا يمكن للمرء أن يزرع بذرة من ذرة هجين جديدة فالبذور الهجين ليست بذور تربية حقيقية والبذور التى تتولد على نبات هجين ليست بذورا هجينا نفسها ولكنها تشكل عشيرة من النباتات ذات درجات متباينة من التهجين فهى مزيج من الأنواع المتجانسة والمخلطة والمزارع الذى يدخر بذرة من ذرته الهجين ليزرعها فى السنة التالية سيفقد على الأقل 30 بوشل لكل أكر من المحصول التالى وللابقاء على المحصول كبيرا يكون من الضرورى على المزارع أن يعاود كل سنة شراء البذرة مرة أخرى وبهذا فإن منتج الذرة الهجين يكون قد عثر على وسيلة لحماية حق النسخ وفوق ذلك فإن هذا المنتج يمكنه أن يتقاضى من المزارع ثمنا للبذرة الهجين يعادل المبلغ الذى كان المزارع سيخسره أى القيمة التسويقية لـ30 بوشل لكل آكر أى ما يخسره المزارع لو انه لم يعد لشركة البذور طلبا للمزيد من البذور المهجنة وهكذا فإن اختراع الذرة الهجين هو فى الحقيقة استغلال متعمد لمبادىء الوراثيات من أجل تخليق منتج يتمتع بحق حماية النسخ ونحن نعرف ذلك عن طريق أحسن مرجع ممكن فى هذا الأمر أى نفس مخترعى الذرى الهجين وهما شول وإيست” ص50
وبين أن الجهات الزراعية الحكومية بدلا من أن تساعد الفلاحين الذين تاخذ أموال الضرائب منهم استغلتهم مثلها مثل منتجى الذرة الهجين فالسياسة سياسة القوى المسيطرة هى استغلال حاجة الفقراء والمتوسطين مع خداعهم باسم العلم وباسم مساعدة البشرية البائسة بينما هم فى الحقيقية يزيدون بؤس البشرية فيقول:
“وأحد ملامح هذه القصة الأكثر إثارة للإهتمام هو دور محطات التجارب الزراعية مثل المحطات الحكومية التابعة للتجارب الزراعية فى الولايات المتحدة أو بوزارة الزراعة فى كندا وهذه المؤسسات يمكن أن نتوقع منها إنشاء طرق بديلة حيث أنها لا تهتم بالربح وتعمل على نفقة المال العام إلا أن وزارتى الزراعة فى البلدين هما من أشد أنصار طريقة المهجنات وهكذا فإن عملية تجارية محض قد نجحت أكبر النجاح فى أن تغطى نفسها بمزاعم من العلم الخالص بحيث إن هذه المزاعم تدرس الآن ككتاب مقدس فى كليات الزراعة فى الجامعات وهكذا نجد أن الأجيال المتعاقبة من العاملين بالبحث الزراعى حتى من يعملون فى المعاهد الحكومية كلهم يؤمنون بأن المهجنات هى الأرقى جينيا حتى بعد أن تم نشر النتائج التجريبية التى تتناقض مع ذلك فى مجلات علمية مشهورة لطيلة ما يزيد على30 سنة ومرة أخرى يتبين فى النهاية أن ما يبدو لنا داخل ثياب تنكرية كعلم خالص ومعرفة موضوعية بالطبيعة هو من تحت ذلك أيديولوجية سياسية واقتصادية واجتماعية”ص51
وهذه السياسة هى سياسة كل الدول حتى الدول التى تدعى دعم الفلاحين كدول العالم الثالث ومن يراجع سياسة دول العالم الثالث فى الزراعة سيجد أنها الدولة جعلت معظم الفلاحين مديونين لها
قراءة فى كتاب البيولوجيا كإيدلوجيا:
7-هدف مشروع الجينوم البشرى العلاج لم يتحقق شىء منه:
ويبين المؤلف أن مشروع الجينوم لم يقدم حلول لعلاج الأمراض فمع أنه حدد موقع المرض فى البروتين فى المورثة فى حالة مرض التليف الحوصلى وكذلك مرض تاى ساكى فليس هناك علاج تم تقديمه حتى الآن وأما مرض هنتنجتون فلم يتم الوصول للمورثة المسئولة عنه ويبين أن رسايل تبادلات الأحماض الأمينية والبروتينات نظرا لكثرتها فإن البحث عن ايها يسبب المرض يبدو كالبحث عن إبرة فى كوم قش كبير حيث لا يتم العثور على الإبرة إلا مصادفة وليس نتيجة بحث فعلى وفى هذا قال:
“وهكذا فإن الجين الذى يؤدى شكله الطافر إلى ظهور حالة التليف الحوصلى تم تحديد موقعه وعزله وتحديد تتابعه وأمكن استنتاج البروتين الذى يشفر له هذا الجين ولسوء الحظ فإنه يبدو مثل كثير من البروتينات الأخرى التى تكون جزء من بنية الخلية وبالتالى من الصعب معرفة ما سنفعله بعدها بل إن الطفرة التى تؤدى إلى مرض تاى ساكي قد تم فهمها بصورة أفضل حيث إن الإنزيم الذى يحدده الجين هنا له وظيفة جد محددة وبسيطة ولكن ما من أحد قد طرح علاجا ومن الناحية الأخرى فإن طفرة الجين التى تسبب مرض هنتنجتون قد استعصى علينا التوصل إلى موقعها بالضبط ولم يتم العثور على عيب بيوكيميائى أو عيب أيضى محدد بالنسبة لهذا المرض الذى ينجم عنه كارثة ضمور الجهاز العصبى المركزى عند كل من يحمل الجين المعيب وأحد الأسباب العميقة لصعوبة الوصول إلى تصور معلومات سببية من رسائل دنا هذه هو أن الكلمات ذاتها تكون لها معان مختلفة فى السياقات المختلفة وتكون بها وظائف مختلفة فى السياق الواحد مثلما يحدث فى أى لغة مركبة وليس من كلمة فى الإنجليزية لها دلالات أقوى ممل لكلمة فعلdo افعل ذلك الآن إلا إن هذه الكلمة الكلمة فى معظم سياقاتها تكون مجرد حشو ص56
ويبين الرجل مدى جهل البيولوجيين بكيف تصل الخلية إلى اتخاذ قرار وهى احتمالات عددها هائل ويبين أن حكاية أن المشروع مرتبط بصحة الإنسان إنما هو تغطية بارعة على الهدف الأساسى من خلفه وهو نهب أموال الشعوب فيقول:
ولسوء الحظ نحن لا نعرف كيف تصل الخلية إلى اتخاذ قرار بالنسبة للتفسيرات المختلفة المحتملة وحتى يمكن استنتاج القواعد التفسيرية سيساعدنا على ذلك بكل تأكيد أن تكون لدينا أعداد كبيرة جدا من التتابعات الجينية المختلفة وأنا أشك أحيانا فى أن ما يزعم من أهمية لمشروع تحديد تتابع الطاقم الوراثى بالنسبة لصحة الإنسان إنما هو قصة بارعة لتغطية الاهتمام بتأويلات للكتاب المقدس البيولوجى ص57
ويبين أن العالمين سوزوكى ونودستون يحاربان العلاج الجينى ومحاربتهم مبنية على أسس عقلية صالحة وهى عدم دقة التكنيك وعلى احتمال ان ما يكون اليوم جين سىء قد يتبين فى النهاية فى يوم ما أنه جين مفيد فيقول:
“وحجة هذين العالمين ضد العلاج الجينى تستند إلى رؤية عقلية خالصة ترتكز على عدم دقة التكنيك وعلى احتمال ان ما يكون اليوم جين سىء قد يتبين فى النهاية فى يوم ما أنه جين مفيد على أن الأمر هكذا يبدو بمثابة قاعدة واهية لإحدى الوصايا العشر للبيولوجيا ذلك أن التكنيك رغم كل شىء قد تتحسن تحسنا كبيرا والأخطاء يمكن تصحيحها بجولة أخرى من العلاج الجينى ورؤية ذلك السلطان الذى يطرحه لنا المعالجون بالجينات تجعل نقل الجينات يبدو لنا وكأنه لا يدوم بأكثر من دوام زرع من مادة السليكون أو دوام حشو البطون بالطعام وشذرات الأخلاقيات هذه الموجودة فى أخلاقيات الوراثيات هى مثل حفل لطقوس بعض الموحدين بالله أى إنها أمر لا يمكن أن يختلف عليه أى شخص محترم ومعظم مبادىء أخلاقيات الوراثيات ينتهى بها الأمر إلى أنها فى الحقيقة نصيحة متروية عن السبب فى أننا ينبغى ألا نعبث فى جيناتنا أو بجينات الأنواع الأخرى وإذا كان معظم محاجات سوزوكى ونودستون هى محاجات سطحية إلا أنهما المؤلفان الوحيدان بين سائر من تم استعراضهم من المؤلفين اللذين يتناولان بصورة جدية المشاكل التى يطرحها التنوع الوراثى بين الأفراد واللذين يحاولات أن يقدما للقارىء تفهما لمبادىء وراثيات العشائر بما يكفى للتفكير فى هذه المشاكل ص60
والكلام هنا صحيح فالبيولوجيون يبحرون فى بحار لا يعرفون كيفية الإبحار فيها ولم يجرب الإبحار فيها أحد فهم جهلة يقودوننا إلى المجهول إلا إذا كانوا يعرفون نتيجته وهو أن ينهبوا المال فقط مدعين أنهم قاموا بما عليهم فعله ولم يتوصلوا إلى شىء مثلهم مثل المشروع الفضائى الذى اضاع آلاف المليارات على شىء وانتهى إلى ظنيات فكل عالم فلكى يفند أقوال الزملاء وهم لا يتفقون على شىء فالبعض يقول مثلا بوجود الثقوب السوداء والبعض ينفى وهو ما يحدث وسيحدق فى مشروع الجينوم الفاشل
ويستمر المؤلف فى تعرية مشروع الجينوم مبينا أن الكثير من الأمراض لم يتوصل أحد إلى علاقاتها بالوراثة كالسكر الذى يتوارثه الابناء عن الآباءفرغم مرور نصف قرن على ذلم لم اكاشف المورثة لأنه لا يوجد مورثة وكذلك امراض القلب والأوعية الدموية لا يمكن إثبات علاقاتها بالوراثة وهو ما ينسف المشروع وفى هذا قال :
“وطفرة هذه الجينات ليست بأى معنى من المعانى السببية البسيطة هى السبب فى السرطان وإنما هى قد تكون ظرفا واحدا من ظروف كثيرة لاستهداف ومن المعروف أن هناك طفرة تؤدى إلى علو مستويات الكوليسترول اقصى العلو ورغم هذا فإن الغالبية العظمى من أمراض القلب والأوعية الدموية تتتحدى أى تحليل وراثى تحديا مطلقا بل وحتى السكرى الذى نعرف من زمن طويل انه يسرى فى العائلات إلا أنه لم يتم ربطه بأى جينات والدليل على ماله من الاستهداف الوراثى هو فى سنة1992 م ليس بأفضل من الدليل الموجود فى سنة1952 عندما بدأت الدراسات الوراثية الجدية ولا يمر أسبوع واحد دون الاعلان فى الصحف عن سبب وراثى محتمل لبعض مرض بشرى هو بعد استقصاء أمره قد يؤدى إلى علاج شاف وليس ثمة جمهور قراء لم يتعرض للهجوم عليه بمزاعم كهذه وتسأل صحيفة مورجا نبلاديد قراءها فى ريكيافيك بلهجة خطابية فى ملحق الأحد هل الجينات فيها كل شىء ص61
ويبين أن حتى المجلات العلمية الشهيرة بكونها علمية رصينة نشرت مقالات متناقضة النتائج عن جين الاكتئاب الهوسى ليس من قبل اثنين وإنما من مصدر واحد فهو يثبته وينفيه معا وهذا دليل على أن القوى المسيطرة هى من تدير المجلات العلمية وتجعل الناس فى حيرة وفى هذا قال :
“وفى احدى الحالات المشهورة ظهر زعم بوجود جين للاكتئاب الهوسى كان ثمة دليل احصائى قوى عليه على أنه لم يعثر عليه فى أى مكان عند عند عضوين أخرين من نفس المجموعة العائلية قد ظهرت عليهما الأمراض ونشر معا الزعم الأصلى هو والتراجع عنه فى المجلة العلمية الدولية نيتشر مما تسبب عنه أن صاح دافيد بالتيمور عاليا فى اجتماع علمى لو وضعت نفسى مكان القارىء لمجلة نيتشر فماذا يجب أن أصدق ؟ لا شىء ص63
قراءة فى كتاب البيولوجيا كإيدلوجيا:
8-مشاكل مشروع الجينوم البشرى:
ويبين المؤلف أن هناك مشاكل اخلاقية وقانونية كثيرة ستنتج من مشروع الجينوم وضرب أمثلة بما يقوله أصحاب البيولوجية عن جنين سيظهر فيه مرض التليف الحوصلى باحتمال 50% أو بجنين سيكون بنت والأب يريد ولد من سيحكم القرار فى الإجهاض وأى رغبة ستنفذ رغبة الأم أو الأب وفى هذا قال :
“عن علاقات متضاربة للسلطة الأمر الذى وضحته روث تشوارتز كوان فى مقالها التكنولوجيا الوراثية والاحتيار عند الانجاب من أخلاقيات الاستقلال الذاتى وذلك فى كتاب شفرة الشفرات وهكذا فعندما يقال لسيدة إن الجنين الذى تحمله أمامه احتمال خمسين فى المائة بأن يصاب بالتليف الحوصلى أو أن جنينها فى سياق مماثل سيكون بنتا رغم أن زوجها يرعب كل الرغبة فى أن يكون له ولد فإن هذه السيدة لن تكتسب سلطة إضافية لمجرد حصولها على هذه المعرفة وإنما سترغمها هذه المعرفة على اتخاذ قرار وعلى أن تقوم بفعل ما فى حدود علاقتها بالدولة وعلاقتها بعائلتها ترى هل سيوافق زوجها على إجراء إجهاض أو هل سيطالب بذلك وهل ستدفع الدولة لذلك وهل سيقوم طبيبها بإجراء الإجهاض إن شعار حق المرأة فى الاختيار هو شعار عن علاقات متضاربة للسلطة الأمر الذى وضحته روث تشوارتز كوان فى مقالها التكنولوجيا الوراثية والاختيار عند الانجاب من أخلاقيات الاستقلال الذاتى وذلك فى كتاب شفرة الشفرات ص65
وحكاية التحكم فى جنس الجنين عن طريق هذا الكذب هو كذب صريح يعارض قوله تعالى ““لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما“
وبين الرجل مشاكل أخرى تنشأ عن مشروع الجينوم تتعلق بالقضاء وهو استخدام دنا للعثور على مرتكب الجريمة عند عدم توافر الأدلة المعروفة كالبصمات فقال:
“والمعلومات البيولوجية قد أصبحت شيئا خطيرا فى العلاقة ما بين الأفراد والدولة ذلك أن دنا له السلطة لأن ينكأ بإصبعه فى كل جرح وهناك مدعو الاتهام الذين ظلوا لزمن طويل يأملون أن توجد وسيلة لربط وجود الأشخاص المتهمين لمسرح الجريمة عندما لا يعثر على بصمات أصابع فيه ويمكن الآن لمدعى الاتهام أن يحاولوا الربط بين المجرم والجريمة باستخدام عينة من دنا تؤخذ من ضحية الجريمة لتقارن بعينة من دنا من الدم الجاف الذى يوجد على أحد الأشخاص المتهمين أو على متعلقاته أو بمقارنة عينة دنا من الشخص المتهم مع عينة دنا من بقايا الجلد الذى تحت أظافر ضحية من ضحايا الاغتصاب ووجود تعدد لشكل دنا من فرد لأخر ينتج عنه أن من الممكن من حيث المبدأ أن نتعرف الهوية بهذه الطريقة تعرفا حاسما أما عند التطبيق فإنه لا يمكن استخدام إلا شذرة من دنا للتعرف على الهوية وبالتالى فإن هناك بعض فرصة لأن يحدث توافق بين المتهم ودنا المأخوذ من مسرح الجريمة حتى وإن كان شخص أخر خو المذنب فى الحقيقى ص66
وبين أن خبراء الجينوم أنفسهم اختلفوا فى دنا واحد فهؤلاء قالوا لفلان وهؤلاء قالوا لعلان كما بين أن عينة الشخص الواحد تختلف كل مدة كما خدث فى عينات أفراد مكتب المباحث وبين أن الدنا قد يتشابه بين الأفراد وبين أن المحاكم انتهت إلى عدم العمل باختبارات الدنا فى إصدار الأحكام نظرا لاختلاف خبراء الجينوم فيما بينهم فى العينة الواحدة كما بين ان بعض الخبراء غيروا رأيهم فى قضايا كثيرة بسبب مضايقات الشرطة لهم حتى تبتعد عنهم وأدخلوا الأبرياء السجون أو جعلوهم يعدمون وفى هذا قال :
“وفوق ذلك فإن الطرائق المستخدمة عرضة للخطأ ويمكن حدوث توافقات زائفة مثلما يمكن حدوث نتائج استبعاد زائفة وكمثل فإن مكتب المباحث الفيدرالية قد حدد هوية دنا لعينات225 فردا من العاملين فيه وبعدها عند إعادة الاختبار على نفس الأفراد العاملين بالمكتب تبين أن هناك عددا كبيرا من حالات عدم التوافق واختبار التوافق يكاد يتم اجراؤه دائما بطلب من مدعى الاتهام ذلك أن الاختبارات عالية التكلفة ومعظم المتهمين فى قضايا الاعتداء يمثلهم محامى حكومى أو محامى قد عينته المحكمة والشركات التى تقدم الاحتبار لها مصلحة نجارية أصيلة فى الإنداد باختبارات التوافق ومكتب المباحث الفيدرالية الذى يقوم أيضا ببعض هذه الاختبارات هو كذلك طرف له مصلحة ص66
وقال :
“إن ما يحلم به مدعى الاتهام من أنه يستطيع ان يقول السيدات والسادة المحلفون إن احتمال أن شخصا أخر غير المتهم يمكن أن يكون هو المجرم هو احتمال 3426327:1 هذا الحلم يستند إلى دعامة واهية جدا وعندما لفت البيولوجيون الانتباه إلى ضعف هذا المنهج سواء فى المحاكم أم فى المطبوعات العلمية أصبح هدفا لممارسة ضغوط عليهم لها اعتبارها وتم استدعاء عالم مرجع مرتين بواسطة موظف فى وزارة العدل بما وصفه هذا العالم بأنها محاولات تهديدية لجعله يسحب ورقة بحث تحت الطبع وهناك عالم أخر عندما أدى شهادته أهذ أحد العاملين فى مكتب مدعى المباحث الفيدرالية فى إلقاء أسئلة عليه بشان تأشيرات جوازه ثم عالم ثالث سأله مدعى الاتهام عن رايه فى أن يقضى ليلة فى السجن وتلقى رابع طلبا بالفاكس من مدعى اتهام فيدرالى يطالبه أن يقدم عرضا عاما لأداء علماء أنداد له عن مقال كان قد قدمه للمجلة المريكية للوراثيات البشرية ص67
وقال:
“وقد حدث أن قدم كل من مدعى الاتهام والقائمين بالدفاع شهودا من الخبراء ذوة المكانة الرفيعة إما يدعمون أو يشككون فى استخدام بروقيدنا كأداة للطب الشرعى وعندما يحدث أن يختلف أساتذة من هارفارد مع أساتذة من ييل كما حدث فى هذه القضية فماذا يمكن للقاضى ان يفعل وفى إحدى السوابق القانونية التى تسمى قاعدة فراى كان خلافا كهذا سببا فى منع استخدام هذا الدليل لأن الدليل يجب ان يكون راسخا بما يكفى لأن يحظى بموافقة عامة فى المجال المحدد الذى ينتمى إليه على أن الأحكام القضائية لا تتبه كلها سابقة فراى وعلى أى حال فكما الذى تكونه تلك الموافقة العامة ومرد فعل للضغط المتزايد على المحاكم ومن وزارة العدل طلب من مجلس الأبحاث القومى لجنة لتكنولوجيا دنا فى الطب الشرعى لتصدر تقريرا وتوصيات حاسمة وقد قاموا حاليا بفعل ذلك وكان أن اضافوا قدرا كبيرا إلى البلبلة العامة”ص68
وفى الفقرة الأخيرة يبين المؤلف أن علماء الجينوم وأكابرهم أصدرورا تقريرا يثبت أن علمهم ليس علما جعلت الناس يتحيرون فى هذا العالم الزائف
وتقابلنا مشكلة كمسلمين فى هذا العلم وهو إثبات نسب الطفل فالله قرر أنه لكى يتم نسب طفل غير معروف النسب أمرين :
الأول أن يكون ناتج من عملية الزنى وهذا يتطلب وجود أربعة شهداء لاثبات الزنى ومن ثم إثبات كون الطفل ابن الزانى وفى هذا قال تعالى :
““لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإن لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون“
الثانى أن يكون من زواج أو زنى وقد تاه أو فقد أو سرق أو رماه أهله بعيدا ولا يمكن الوصول لمن أبوه ولمن أمه وهذا يقال عنه مولى عائلة فلان وهى التى ستربيه وفى هذا قال تعالى :
“فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم فى الدين ومواليكم“
ومن ثم فالبحث عن اثبات النسب بعلم المورثات وهى الجينات هو تكذيب صريح للقرآن والمؤلف هنا بين أن العلماء لا يقدرون على إثبات هوية إنسان ما من خلال الجينات ومن ثم فالمحاكم الأمريكية قررت ألا تأخذ بشىء من ذلك العلم المزعوم
قراءة فى كتاب البيولوجيا كإيدبوجيا
9- مشاريع الدجل العلمى :
ويبين الرجل أن مشروع الجينوم هو دجل علمى للسيطرة على الناس وبيع الأوهام لهم مثله مثل اختراع الراديثور عام1924 لعلاج كل المشاكل الصحية والنفسية ومشكلان المجتمع وفى هذا قال :
وفيما يبدو فإنه لا يوجد جانب من حياتنا إلا ويدخل فى نطاق المنطقة التى يطالب بها سلطان دنا هذا وقد نشر ويليام بيلى فى 1924 بصحيفة واشنطن بوست مقالا عن الراديثور وهو ماء مشع أعده هو نفسه وكان المقال بعنوان العلم يشفى كل الموتى الأحياء أقوال علامة شهير عن الخطة الجديدة لإغلاق مصحات المجانين ومحو الأمية وإصلاح امر المعتوهين بواسطة طريقته للتحكم فى الغدد ولم يكن هناك فى العشرينات ما هو أكثر حداثة من توليفة النشاط الإشعاعى والغدد وهكذا فإن العلماء العلامة المشهورين ما زالوا فيما يبدو يتوصلون إلى النفاذ للصحافة كلما عملوا بجد على أن يبيعوا لنا بربح قدره أحدث ما لديهم من الطبخات ص71
إذا الطبقة المسيطرة على الحكم فى العالم تبيع للناس الوهم لأنه كل هذا يصب الأموال فى النهاية فى خزائنها ولا مانع عندها من ان تضم إليها كل فترة عالم أقصد دجال يستجيب لرغباتها فى بيع الأوهام للناس ويبين نظرية أخرى فى البيولوجيا الاجتماعى تؤكد على جهل الناس فهم يريدون أن يكونوا جهلاء عن طريق الإيمان بدلا من العلم فيقول:
“ترى ما تلك الكليات الأسرية التى عثر عليها علماء البيولوجية الاجتماعية إن أفضل ما يفعله المرء هو أن ينظر فى تلك الوثيقة التى صدرت عن نظرية البيولوجيا الاجتماعية وهى وثيقة لها أكبر النفوذ وبمعنى ما فإنها الوثيقة التأسيسية لها ألا وهى كتاب إ أ ويلسون البيولوجيا الاجتماعية التركيب الجديد ويخبرنا البروفسير ويلسون مثلا بأن البشر لديهم نزعة لتقلن العقيدة فهو يقول البشر يسهل عليهم سهولة غير معقولة أن يتلقوا العقائد فهم ينشدونها وهم يتميزون يالإيمان الأعمى فالإنسان يفضل الإيمان على المعرفة ويجب أن تلاحظ ان هذه المقولة موجودة فيما يسمى بأنه مؤلف علمى يستخدم كمرجع فى المناهج الدراسية عبر العالم كله ويمتلىء برياضيات بيولوجيا السكان الحديثة وقد أتخم بملاحظات وحقائق ص75
وبين أن هؤلاء الدجالين جعلوا فى علمهم أن المجتمع الأوربى كان مصابا كله برهاب الأجانب وهو يفند ذلك من خلال وقائع تاريخية فيقول:
“ولكن حتى ينادى المرء بمزاعم كهذه فإنه يجب أن يكون مصابا بالعمى تماما حتى بالنسبة لتاريخ المجتمع الأوربى ولنأخذ مثلا الزعم بوجود رهاب الأجانب كصفة كلية والحقيقة أن موقف الناس من الحضارات الأجنبية ومن الأقطار الأخرى تتباين على نحو هائل من طبقة اجتماعية إلى أخرى ومن عصر لأخر فالأرستقراطية الروسية فى القرن19 كانت تعتقد أن كل ما هو سلافى منحط فكانت تفضل الكلام بالفرنسية وتتوجه إلى ألمانيا طلبا للموارد الحربية والتقنية فهل يمكن وصف هذه الأرستقراطية الروسية بأنها كانت لديها رهاب الأجانب وبوجه خاص فإن الطبقات المتعلمة والطبقات العليا كثيرا ما تتوجه للحضارت الأخرى طلبا لما هو أرقى وأفضل ص76
قراءة فى كتاب البيولوجيا كإيدلوجيا:
10- الخداع بالعلم الكاذب:
ويبين المؤلف أن البيولوجيون يريدون أن يؤكدوا على ان الوضع الخاطىء للبشرية من وجود أسياد وعبيد أو أغنياء وفقراء ومن ثم يقومون بتشبيه مجتمع كالنمل بالمجتمع البشرى حيث توجد ملكة وعبيد وهى عملية فاشلة لاختلاف حياة البشر عن حياة النمل وفى هذا قال :
“ثمة دليل أخر يقدم عن الحمية الوراثية للصفات الكلية البشرية وهو الزعم أن الحيوانات الأخرى تظهر تفس الصفات وبالتالى فإنه يجب أن بكون لدينا تواصل وراثى معهم فيوصف النمل بأنه يأخذ عبيدا وتكون له ملكات ولكن عبودية الحشرات النمل لا تعرف شيئا عن السوق التى يقام فيها المزادات ولا عن البيع والشراء ولا عن الطبيعة اتلسلمية فى جوهرها لعلاقات العبيد فى المجتمع البشرى والحقيقة هى أن عبيد النمل هم غالبا عبيد ينتموندائما لنوع أخر فعبودية النمل فيها من الملامح ما هو أكثر شبها بعملية استئناس الحيوان كما أن حشرات النمل ليس لها ملكات أما تلك الحشرة التى تقوم بدور مصنع البيض والتى تغذى بالقوة وتحبس فى حجرة خاصة داخل المستعمرة وتسمى بالملكة فإنه ليس فى حياتها أدنى مشابهة لحياة اليزابيث الأولى أو الثانية أو لدوراهما السياسية المختلفة فى المجتمع بل إن كلمتى عبد وملكة هى مجرد بطاقات تصنيف لتسهيل التصنيف ثم يزعم لنا أن عبودية النمل أو ملوكيته فيها تواصل سببى مهم مع نظائرها البشرية فيقال إنها نتاج القوة نفسها من الانتخاب الطبيعى وهذا الخلط بين صفات الحيوانات وصفات المجتمع البشرى هو مثل لمشكلة التماثل والتشابه فالصفات المتماثلة يقصد بها البيولوجيون تلك الخواص للكائنات الحية التى تتشارك فيها أنواع مختلفة لأن لها أصلا بيولوجيا واحدا التى وبعض سلف وراثى بيولوجى مشترك وهى تستقى من ملامح مشتركة فى التشريح والتنامى فعظام ذراع الإنسان تبدو مختلفة جدا عن عظام جناح الخفاش وتستحدم لأغراض مختلفة تماما إلا أنها هى وعظام جناح الخفاش متماثلة لأنها من الوجهة التشريحية مستمدة من نفس البنيات ومتأثرة بنفس الجينات ومن الناحية الأخرى فإن جناح الخفاش مشابه قحسب لجناح الحشرة بمعنى أنهما يبدون متشابهين على السطح فقط ويبدوان وكأنهما يؤديان نفس الوظيفة ولكنهما ليس لديهما أصل مشترك على المستوى الوراثى أو المستوى التشكيلى وإنما يكون التشابه فى عين الملاحظ كيف نقرر أن عبيد وملكات النمل اشبه عبيد البشر وعائلاتهم الملكية كيف نقرر أن ما نراه من حياء فى أفراد البشر هو مماثل لسلوك الحيوانات الذى نسميه حياء إن ما يحدث هو أن ما للبشر من تصنيفات سضفى على الحيوانات بالقياس بالتشابه”ص 79
ويضرب مثال على الخداع البيولوجى على أنه لا يوجد مورثة جسدية للعدوانية التى هى عملية نفسية فيقول:
ولو كانت عدوانيتنا وحبنا للذهاب إلى الحرب هما من الطبيعة البشرية التى تتحتم وراثيا لوجب أن نفترض إذا أن نصير السلام المشهور أ ج موستى ينقصه هذا الجين وبالتالى فإنه بمعنى ما يغد أقل من إنسان ومن الناحية الأخرى إذا كان موستى يجوز هذا الجين ولكنه نصير للسلام فسيبدو أن الجينات ليست بهذا القدر من السلطان فى تحديد السلوك لماذا لا نكون كلنا مثا موستى ؟ هناك تناقضات عميقة عندما نزعم فى الوقت نفسه أننا كلنا نتماثل وراثيا فى نواح معينة وأن جيناتنا ذات سلطان بالغ القوة فى تحديد سلوكنا ثم نلاحظ فى نفس الوقت أن افراد الناس يختلفون ص 81
ويبين أن البيولوجييين يقومون بلى عنق الحقيقة عندما يقولون أن الوراثة الجينية لها أثرها فى السلوك الإيثارىفيقول:
“على أن هناك بعض الصفات التى يقال عنها إنها كلية ولكنها لا تتلاءم بهذه السهولة مع تلك القصة عن التميع التكاثرى الفردى وأحد أمثلة ذلك هو مثل يناقشه كثيرا علماء البيولوجية الاجتماعية وهو السلوك الإيثارى لماذا يحدث أننا فى ظروف معينة نكون متعاونين ولماذا يحدث أحيانا اننا نتخلى من أجل الأخرين عما يبدو أنه ذو فائدة مباشرة لنا وحتى يفسر علماء البيولوجية الاجتماعية النزعة الإيثارية فإنهم يقدمون لنا نظرية الانتخاب بالأهل فالانتخاب الطبيعى لصفة ما لا يتطلب دائما ان من يحوزومهت من الفراد يخلفون ذرية أكثر وإنما هو يتطلب فحسب ان الجينات التى تشفر للصفة سيتم تمثيلها فى أعداد أكبر من أفراد أجيال المستقبل ص82
وهو يفند هذا بوجود إيثار عن عامة الناس وعندما وجد البيولوجيون ذلك اخترعوا نظرية أخرى لتفسير ايثار بين عامة البشر هى نظرية الإيثارية المتبادلة وفى هذا قال:
ثم تبقى مهنا بعد ذلك تلك الصفات التى لا تفيد حتى الأقرباء بأى فائدة متمايزة ومثل ذلك هو وجود نزعة إيثارية عامة تجاه كل أعضاء النوع الأخرين فلماذا نسلك سلوكا طيبا مع الأغراب؟ وبالنسبة لهذه الظاهرة يقدم لنا علماء البيولوجية الاجتماعية نظرية الإيثارية المتبادلة والمحاجة هنا هى أننا حتى إذا كنت أنا او أنت على غير صلة قرابة فإنى عندما أصنع لك جميلا يكلفنى شيئا ما فسوف تتذكر أنت هذا الجميل وترده لى فى المستقبل وكثيرا ما يقدم كمثل لذلك مثل الشخص الذى يغرق فأنت ترى احد الأشخاص وهو يغرق فتقفز لانقاذه حتى ولو خاطرت بحياتك أنت نفسك وفى المستقبل فإن كنت أنت ستغرق سوف يتذكر الشخص الذى أنقذت أنت حياته ما حدث وسينقذ حياتك فى امتنان ص83
وقد فند الرجل نظرية التبادل بأن الإيثار الإنسانى المتبادل مردود عليه بأعمال كثيرة فالذى ينقذ من يغرق لا ينتظر أن ينقذه الغريق يوما من الغرق والذى يعطى الإنسان مالا وهما لا يعرفان بعضهما البعض لا ينتظر تبادلا لذلك لنهما يلتقيان مصادفة فى مكان ما
ويبين الرجل مثال اخر من خدع البيولوجية الاجتماعية وهو مثال السبانخ فيبين أنه لا يمكن أن يكون هناك جين يجعل الأطفال يكرهون السبانخ فى الصغر وعندما يكبرون يحبونها لأنه ليس كل الأطفال يكرهون السبانخ وهو ما يقول عكسه البيولوجيون فيقول :
“أما المثل الخيالى فيتعلق بمشكلة السبب فى أن الأطفال يكرهون السبانخ بينما يحبها البالغون وهذا المثل مضمن فى مرجع للمدارس الثانوية كتبه علماء البيولوجيا الاجتماعية لتمرين الأطفال على الفكر التكيفى والخطوة الأولى هى توصيف لصفة الإنسان الكلية فالأطفال كلهم يكرهون السبانخ وحتى يمكن رؤية الحقيقة الكلية لهذا الزعم لن يلزم علينا إلا أن ننظر فينا حولنا ونسأل أصدقاءنا وفوق ذلك فإننا عندما ننظر حولنا سنجد ان البالغين يأكلون للسبانخ كيف حدث ذلك سنتخيل ان هناك جينا يسبب كره الأطفال للسبانخ ولكنها يسمح للبالغين بخبها ولنلاحظ هنا أن ليس هناك أى دليل على وجود مثل هذا الجين اللاممكن وإنما هو ببساطة تم افتراضه والسبانخ تحوى مادة هى مادة الأوكساليك وهذا يعوق امتصاص الكالسيوم الذى يحتاجه الصغار الأطفال لنمو عظامهم وبهذا فإن أى طفل فى الماضى كان لديه الجين الخطأ وأكل السبانخ سيصبح نموه منقوصا وسيعانى من الكساح ولعله هكذا لم يخلف ذرية كثيرة وإن كان من غير الواضح بالمرة كيف تتعارض السيقان المعوجة مع التكاثر ومع طول العمر ومن الناحية الأخرى فإن عظام البالغين هى عظام توقفت عن النمو وبهذا فإن الكالسيوم ليس مهما لها ويكون البالغون احرارا للاستفادة من العناصر المغذية فى السبانخ وبهذا فإنه لا يوجد انتقاء انتخابى ضد حبهم لها وكنتيجة لذلك فإن أحد جوانب الطبيعة البشرية التى تتحتم وراثيا هو أن يكره الأطفال السبانخ أما البالغين فيحبونها ها نحن لدينا قصة فصيحة تماما عن حقيقة كلية مزعومة بالنسبة للطبيعة البشرية وينبغى ألا ندع سخافة هذه الحالة تشد انتباهنا بعيدا عن ملامحها الرئيسة فالمقصود منها أن تعلم الطلبة كل العناصر فى محاجة المذهب الطبيعى عن الطبيعة البشرية فهى تصنع ملاحظة معممة عن طريق النظر فيما حولنا وهى تفترض جينات دون أى دليل ثم هى نقص علينا حكاية معقولة أو لعلها غير معقولة ص84
وهذا الكلام عن السبانخ والتعليل العلمى هو خداع وكذب فلا علاقة للكالسيوم أو غيره بحكاية حب او كره السباتخ فهى عملية نفسية محضة كما قال تعالى على لسان الناس” ونفضل بعضها على بعض فى الأكل”
وضرب مثلا أخر على أكاذيب استخدام المجتمع المسيطر للعلم فى غير موضعه بحكاية جين المثليين المزعوم فقال:
“وثانيا لا يوجد مطلقا أى دليل على أن هناك أى اختلافات وراثية بين الأفراد ذوى الميول الجنسية المختلفة ولو كان حقيقيا أن ذوى النزعة المثلية لا يخلفون ذرية ستكون هناك مشكلة عند دراسة قابلية السلوك الجنسى المثلى والحقيقة أنه لا توجد دراسات لقابلية توارث الميول الجنسية وبالتالى فإن المزاعم بوجود استعداد وراثى للأشكال المختلفة من السلوك الجنسى هى مجرد خيال خالص ص85
قراءة فى كتاب البيولوجيا كإيدلوجيا:
11- وضع الخداع فى كتب العلم :
ويبين الرجل أنهم اشاعوها هذا الخبل فى الكتب العلمية فى المدارس والجامعات فقال:
“وإذا فإن كل المناقشة عن الأساس التطورى للميول الجنسية هو حكاية مخترعة من أولها لأخرها إلا أنها حكاية تظهر فى كتب المراجع وفى المناهج الدراسية الثانوية والجامعات وفى الكتب الشعبية والصحف وهى تكتسى بشرعية يسبغها عليها الأساتذة المشهورون ووسائل الإعلام القومية والدولية بل إن لها مرجعية العلم وبمعنى مهم فإنها هى العلم لأن العلم لم يعد ما يتكون ببساطة من مجموعة من الحقائق الصادقة عن العالم وإنما هو كيان من مزاعم ونظريات عن العالم صنعها أناس يدعون بالعلماء والعلم فى جزء كبير منه يتكون مما يقوله العلماء أيا ما قد يكون الوضع الحقيقى للعلم ص86
الرجل يقرر هنا أن المجتمع المسيطر يسعى لبث الأكاذيب والخرافات على أنها حقائق علمية والسبب قطعا هو ان يستمر البشر فى ارتكاب جرائم الزنى المثلية حتى تستمر التجارة المتعلقة بها فالقوم اقاموا شركات لبيع القضبان الصناعية والمراهم والكريمات وأدوات التجميل والملابس التى تستخدم للإغراء وامور كثيرة تدر عليهم المليارات سنويا
ويضرب مثال أخر وهو مثال رائد المريخ فيقول:
“إن كل ما بينته تجربة رائد المريخ هو أنه لا توجد على المريخ حياة بكتيرية تماثل الحياة البكترية على الأرض هذا ومن الممكن أن نعرف عن درجة الحرارة على المريخ وما يحويه الجو من غازات ودرجة الرطوبة وشيئا عن تربته ولكننا لا نعرف ما تكونه البيئة المريخية لأن البيئة لا تتكون من درجة الحرارة والغاز والرطوبة والتربة وإنما تتكون البيئة من مجموعة منتظمة من العلاقات بين قطع وأجزاء من العالم وهذا النظام يتم خلقه بواسطة الكائنات المريخية الحية نفسها”ص 91
وقطعا لم يكن هناك رائد ذهب للمريخ فهى أكذوبة من أكاذيب مشروع الفضاء
ويبين الرجل أن البيئة هى من خلقت الكائنات الحية فيقول:
“والحقيقة أن كثيرا مما ندركه على أنه البيئة هو من خلق الكائنات الحية فالجو الذى نتنفس جميعا والذى نأمل أن نتمكن من الاستمرار فى تنفسه يتكون تقريبا من18% من الأكسجين وجزء بسيط من ثانى أكسيد الكربون ولكن هذا الجو لم يكن موجودا على الأرض من قبل الكائنات الحية فمعظم الأكسجين كان فى حالة ارتباط داخل مواد كيمائية والأكسجين مركب غير مستقر إلى حد بالغ ولا يوجد بصورة مستقرة فى شكل حر إلا أنه كان يوجد تركيز عال من ثانى أكسيد الكربون الحر ثم أزيل ثانى أكسيد الكربون من الجو وترسب فى الحجر الجيرى والطباشير بمفعول الطحالب والبكتيريا أثناء التاريخ القديم للأرض ثم ترسب فى الزيت والفحم بواسطة النباتات فى وقت ما اكثر تاخرا أما الأكسجين الذى لم يكن موجودا على الإطلاق فقد تم وضعه فى الجو بواسطة نشاط النباتات ثم نشأت الحيوانات فى عالم جهز لها بواسطة الكائنات الحية الأقدم ومنذ 60000سنة لا غير كانت كندا تحت الثلج بالكامل كما كان أيضا الجزء الأوسط من الولايات المتحدة أما البيئة فلم تكن موجودة قط “ص96
وما ذكره هنا هو أخطاء فالبيئة لم تخلق الكائنات الحية لأن هذا نفى للخالق سبحانه وتعالى
والمعلومات التى ذكرها كلها فى الفقرة السابقة تدخل نطاق شاهد لم يشاهد شىء فلا احد شاهد ما زعمه عن التعيرات والتكوين وفى هذا قال تعالى :
” ما اشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم”
كما ان معلومة الأكسجين 18 % تخالف المعروف وهو 21 أو 20وأجزاء وهذه المعلومات يجب التاكد منها عمليا لنها لا يجب أن نصدق كل ما يقوله العلماء فى الغرب لن علمهم كما بين هذا الكتاب علممسير من قبل القوى المسيطرة ومن ثم فغالبه هو خرافات واكاذيب
ويكرر الرجل الخطأ عن الكلام عن أشياء لم يشاهدها هو أو غيره فيقوا بانقراض أنواع كثيرة جدا فيقول:
“وهناك نسبة99.999% بأكملها من كل الأنواع التى كان لها وجود هى الآن انقرضت بالفعل وفى النهاية سوف تنقرض النواع كلها والحقيقة أن الحياة تجاوزت تقريبا نصف ما يقدر لها من أمد وقدير أننا تقول إن أول الكائنات الحية قد ظهرت على الأرض منذ ما يقرب من 4:3 بلايين من السنين ونحن نعرف من تطور النجوم أن شمسنا سوف تتمدد وتحرق الأرض بعد3 أو 4 بلايين سنة أخرى لتضع نهاية لكل شىء”ص 97
وهو كلام شاهد لم يشاهد شىء كما لا يوجدأقثبات علمى على هذا الغيب
وأنهى الرجل مؤلفه بحكاية تقول أن اهتمام الإنسان يكون بما في محيطه ومن ثم فمسألة دوران ألأرض أو الشمس غير مهمة للإنسان وكذلك فإن المؤرخ لا يمكن أن يهتم بكل الحوداث لأنه لايقدر على حفظها فى ذاكرته وأما من خلال الوثائق فهو يؤرخ تأريخا صحيحا وفى هذا قال :
“هذا وقد شرح شرلوك هولمز ذات مرة للدكتور واطسون أنه لا يعرف إن كانت الشمس تدور حول الأرض أو أن الأرض هى التى تدور حول الشمس لأن هذا ليس أى تأثير فى شئونه وهو يقيس بالتماثل ما بين الذهنى ونوع من مخزن علوى يمكن للمرء أن يخزن فيه قدرا معينا من المتاع وكل واقعة جديدة يمكن للمرء ان يخزن فيها قدرا معينا من المتاع وكل واقعة جديدة تضاف ينبغى أن تحل مكان واقعة قديمة وهناك فى الحقيقة حد بما يمكن أن يذكره أى إنسان إذا كنا نعنى بكلمة تذكر عدد الأشياء التى يمكن للمرء أن يستخرجها من رأسه ولا يوجد أى مؤرخ للصحة والمرض يستطيع أن يتذكر كل قوائم الوفيات وكل الإحصائيات السكانية منذ القرن19 إلا أن المؤرحين يتذكرون بالفعل هذه الوقائع لأنهم يستطيعون الإطلاع عليها فى الكتب والكتب نتاج اجتماعى مثلما فى ذلك مثل المكتبات التى تحفظ فيها الكتب وبالتالى فإن النشاط الاجتماعى يجعل فى إمكاننا ان نتذكر ما لا يستطيع أن يتذكره أى كائن بشرى حالة كونه كيانا منفصلا”ص99