قراءة فى كتاب أخي السجين تستطيع أن تكون متميزا

الكتاب من إعداد القسم العلمي بدار الوطن وهو يدور حول واجبات السجناء تجاه أهاليهم وأقاربهم وأنفسهم فيقول فى المقدمة:
“أما بعد
فإن بعض السجناء – هداهم الله – يظنون أن وجودهم داخل السجن يعفيهم من كافة مسئولياتهم تجاه أنفسهم وأهليهم وأصدقائهم ومجتمعهم، وبعضهم يظن أن القلم قد رفع عنه فلا يؤدي عبادة ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا يقوم بأي عمل نافع له أو للآخرين!
صحيح أن السجن يمنع الشخص من مزاولة بعض الأعمال النافعة، ولكن هناك العشرات – بل المئات – من الأعمال النافعة يستطيع السجين أن يؤديها ويقوم بها على خير وجه.
وفي هذه الورقات سوف نعرض لبعض الأعمال والعبادات والمهارات التي يستطيع السجين اكتسابها وتأديتها وهو داخل السجن، وبهذا يدلل السجين على أنه استفاد من خطئه وندم عليه وعزم على عدم العودة إليه في المستقبل، لأن له اهتمامات أخرى مفيدة لم يتركها حتى وهو داخل السجن …ومن ذلك.”
المقدمة لم تناقش ولا حتى الكتاب موضوع السجن فى الإسلام فلا سجن فى الإسلام فكل الجرائم عقوباتها آنية بمعنى تنفذ فى دقائق إن كانت تتعلق بشىء جسدى كالقتل أو قطع اليد إن أو أيام إن كانت العقوبة صوما ومن ثم لا توجد عقوبة السجن فى الإسلام ولا يوجد سجن فى دولة المسلمين
ومن ثم فوجود السجون فى بلادنا هو وضع غريب وضع كفرى لأن الله لم يشرع السجن المبنى من قبل المجتمع كعقاب
كما أن المساجين فى بلادنا على نوعين :
الأول سجناء الجرائم التى شرعها الناس بما يسمى القوانين ومنها جرائم ليست جرائم فى كتاب الله كسجن المديونين وأكثريتهم ارتكبوا جرائم موجودة فى الإسلام وفى التشريع الوضعى
الثانى سجناء الدفاع عن الحق سواء سموهم سجناء الرأى أو الإرهابيين أو غير هذا
والكتاب المفروض أنه مكتوب لسجناء الجرائم المحرمة فى الإسلام واستهل القسم الكتاب ببيان سبب خلق الناس فقال:
“لماذا خلقت؟
إنما خلقت أخي لأمر عظيم، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
وإذا ما خلقت أخي للعبادة فكيف تسمح لنفسك أن تأتي الأفعال الخبيثة وترتكب الجرائم المشينة من قتل وسرقة وزنا وغش ورشوة وغير ذلك.
قد هيئوك لأمر لو فطنت له
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
والعبادة أخي هي لفظة جامعة لكل ما يحبه الله تعالى من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، فالصلاة والصوم والزكاة، كل ذلك عبادة، وكذلك الخوف والرجاء والتقوى والورع والحياة، كلها أيضا عبادات قلبية.
ومن العبادات كذلك حسن معاشرة الزوجة، وحسن تربية الأبناء والإنفاق عليهم من الحلال، والسعي في مصالح الأهل والأبناء والوالدين.
والواجب على المسلم ألا يفرط في حقوق ربه، ولا في حقوق الناس، بل يعطي كل ذي حق حقه.
وأعظم العبادة توحيد الله عز وجل، وعدم الإشراك
به قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «يا معاذ! أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وإن حق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا»متفق عليه”
قطعا الإنسان مخلوق لعبادة الله التى تعنى كل الأحكام فى أى مجال فليست العبادة صلاة ودعاء وذبح وإنما هى شاملة لكل شىء
وبعد ذلك تحدث عن حق الأبوين فقال :
“حق الوالدين
حق الوالدين عليك أخي كبير، وقد ذكر الله تعالى حقهما بعد حقه مباشرة حيث قال: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}
وقال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا} وقال: {فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما}
وليس معنى أنك في السجن – أخي – أن تنسى والديك، بل إن عليك أن تتواصل معهما بالرسائل، بالهاتف، عند زيارتهما لك .. عليك أن ترضيهما وتخبرهما أن هذا الخطأ الذي حدث منك لن يتكرر مرة أخرى، عليك أن تفرحهما كما أحزنتهما، وتطلب منهما العفو والمسامحة ..”
وهنا وضح القسم طرق التواصل مع الأبوين وهو الاتصال بالهاتف والخطابات وبالكلام عند الزيارة وكذلك الأمر مع الزوجة والأولاد فقال :
“الزوجة والأبناء
أسرة السجين، تلك الأسرة المظلومة بلا ذنب .. لا نريد أن نقلب عليك أخي المواجع، ولكن ليس معنى هذا أن تنسى أسرتك وتتنكر لها، وتظن أنك غير مسئول عنها، بل إنك المسئول عن كل معاناة يعاونونها، وعليك أن تخرجهم من هذه المعاناة، وذلك بما يلي:
1 – أشعر زوجتك وأبناءك باهتمامك بهم وسعيك في إخراجهم من الجو المظلم الذي يعيشونه.
2 – أشعرهم بتوبتك وندمك على ما كان منك، وأن هذا الخطأ لن يتكرر.
3 – حاول أن تكسب ثقتهم التي اهتزت بعد دخولك السجن.
4 – تواصل معهم دائما بالرسائل أو عبر الهاتف وأشعرهم، أنك مازلت بينهم.
5 – حاول أن تنفق عليهم وأنت في السجن حتى لا تعرضهم للسؤال، ويمكن لك أن تعمل في الأعمال التي توفرها لك إدارة السجون.
6 – اجعل الأخبار الطيبة تصلهم عنك باستمرار، من حسن سيرك وسلوكك ومواظبتك على الصلاة وحفظ القرآن، وتعاونك مع إدارة السجن وزملائك فيما فيه الخير والمصلحة للجميع.
7 – ازرع في نفوسهم الصبر والرضا حتى يأذن الله لك بالخروج لتحمل مسئولياتك.
8 – كن حكيما في معالجة الأخطاء التي تصدر من زوجتك وأبنائك وأنت في السجن، واجعلهم يستشعرون مراقبة الله أولا.”
ونفس الكلام ينطبق على الأصدقاء فى قول القسم:
الصحبة
والصحبة أخي لها تأثير مهم على مسار حياتك؛ فإن كثيرا من أهل السجون، كان ورودهم عليها بسبب الصحبة السيئة، فـ «الصاحب ساحب» كما يقولون، والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: «لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي»رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني
ويقول – صلى الله عليه وسلم -: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل» رواه الترمذي.
فإياك أخي أن تصحب الأشرار؛ فإن صحبتهم هلاك تؤدي إلى البوار، فإنهم كالشياطين يصدون عن سبيل الله، ويزينون الأفعال القبيحة والجرائم الشنيعة، ويستهزئون بالعبادات والطاعات، وأصحابها من أهل الدين والاستقامة.
فكم لهؤلاء من ضحايا في السجون والإصلاحيات، بل وفي القبور!
فيا أخي الحبيب!
فر من هؤلاء فرارك من الأسد.
أما من معك في السجن، فكن سوي الشخصية معهم، واضح التوجه بينهم، انصح لهم، وعظهم، وقل لهم قولا معروفا، ومرهم بالمعروف، وانههم عن المنكر، ولا تسترسل معهم في باطلهم، وإن كان لا بد من وجودك معهم بحسب وضعك في السجن، فكن حاضرا بجسمك غائبا بروحك وقلبك وفكرك، حتى يأذن الله لك بالفرج القريب”
وينصح القسم السجناء بالنصائح التالية:
-الانضباط:
عليك أخي بالانضباط داخل السجن، وكن قدوة حسنة لزملائك، ولتكن لك عبرة بما جرى، فالسعيد من وعظ بغيره، فكيف لا يتعظ بما جرى عليه هو؟!
– إياك والعنف مع زملائك.
– لا تجعل لسانك ينطق إلا بالخير، أما السباب واللعن والشتائم والفحش من القول فلا يصدر إلا من نفس ضعيفة وقلب فارغ.
– لا تتعاون مع زملائك على الإثم والعدوان.
– إياك وأعمال الشغب أو العبث أو التخريب أو إثارة الفوضى داخل السجن، فكل ذلك لن يفيدك، بل سيزيد من محنتك وعزلتك.
– التزم بأنظمة وقوانين السجن التي ما وضعت إلا لمصلحتك ومصلحة المجتمع.
– عليك باحترام القائمين على السجن من حراس، وضباط وجنود، لأن ذلك سيعود عليك بالفائدة.
– إذا كانت لك شكاية أو مظلمة، فحاول أن ترفعها إلى المسئولين من خلال الطرق المحددة داخل السجن، ولا تتجاوز تلك الطرق إلى أسلوب العنف والشدة الذي يؤدي إلى إهمال طلبك وعدم التعاطف مع قضيتك.
إدارة السجن
إن مهمة إدارة السجن – أخي – هي تنفيذ القوانين واللوائح التي وضعت لتنظيم تواجدك داخل السجن، وهم أناس عاديون، فيهم الآباء والأبناء والإخوان، وهم يحبون الخير لك، ويتمنون أن تصبح حرا طليقا اليوم قبل غد.
فلا تظن أخي أنهم يكرهونك، أو يحاولون إذلالك، ولا تتعامل معهم بصفتهم أعداء لك، بل اجعل نظرتك أكثر واقعية وشفافية، وتعامل مع المسئولين عنك بحب واحترام، وسوف ترى منهم ما يرضيك ويثلج صدرك ولكن في حدود مسئولياتهم ومهامهم.”
وبين القسم للسجين كيفية معاملة إدارة السجن فقال :
“ولكي تنجح أخي في التعامل مع إدارة السجن، يحسن بك أن تفعل ما يلي:
1 – احترام منسوبي السجن، وعدم إهانة أحد منهم.
2 – الالتزام بالقوانين والأنظمة طالما أنها وضعت للمصلحة.
3 – طاعة الأوامر في غير معصية.
4 – الالتزام بالمواعيد الموضوعة للطعام والشراب والنوم والاستيقاظ وغير ذلك.
5 – الحفاظ على أمتعة السجن وعدم إتلاف شيء منها.
6 – الاستئذان قبل القدوم على أي عمل داخل السجن.
7 – التخلق بالأخلاق الفاضلة والسلوكيات الحسنة.
8 – المحافظة على طاعة الله، ومن أهم الطاعات: الصلاة لوقتها.
9 – المشاركة في الأنشطة والمسابقات التي تنظمها إدارة مصلحة السجون.
10 – مشاركة إدارة السجن في الحملات التي تنظمها لرفع مستوى السجون وإصلاح المساجين.”
كما نصح القسم السجين باتخاذ مهنة فى السجن يعمل بها فقال :
“كن منتجا
هناك مهن كثيرة توفرها إدارة مصلحة السجون، يمكنك أخي أن تختار مهنة من هذه المهن المناسبة لك،فتتعلمها وتتقنها حتى تكون قادرا على الإنفاق على نفسك وعلى من تعول وأنت في السجن، ومن هذه المهن:
1 – إتقان مهنة النجارة.
2 – إتقان مهنة الحدادة والخراطة.
3 – إتقان مهنة الميكانيكا وإصلاح السيارات والأجهزة الكهربائية.
4 – إتقان الحاسب الآلي وصيانته.
5 – صناعة النسيج والمصنوعات اليدوية.
6 – الخطوط العربية وتصميم اللوحات.
7 – إكمال الدراسة، وهناك من حصلوا على الماچستير، بل والدكتوراه من داخل السجون.
8 – حفظ القرآن الكريم طاعة لله عز وجل، علما بأن حفظ القرآن الكريم في هذه البلاد المباركة له تأثير في تخفيف المدة عن المسجونين.”
كما نصحه القسم بأن يشغل وقته بما ينفعه فقال :
“اغتنم وقتك
أخي أوصيك باغتنام وقتك، فأنت محاسب عليه، وليكن السجن فرصة لك تخلو فيها مع ربك ومع نفسك وتستفيد من وقتك، واعلم أن الفراغ نعمة كبيرة يغفل عنها كثير من عباد الله .. يقول – صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» رواه البخاري.
فاغتنم وقتك، واجعل وجودك في السجن منفعة لك، ورب ضارة نافعة، ولو علمت كيف كان السلف يحرصون على استغلال أوقاتهم لأدركت مدى تفريط الناس اليوم في شيء عظيم لا يقدر بثمن.
واعلم أنك إن لم تشغل نفسك بما ينفعك، شغلتك هي بما يضرك “
وفى النهاية صاغ القسم ما سبق فى صورة وصايا وإرشادات موجزة فقال :
“وصايا وإرشادات:
1 – اصبر فإن الصبر مفتاح الفرج.
2 – توكل على الله {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}
3 – افزع إلى الصلاة: كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
4 – أكثر من تلاوة القرآن: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}
5 – الزم تقوى الله: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا}
6 – احتسب الأجر عند الله تعالى.
7 – ارض بالقضاء.
8 – ابتسم للحياة بما فيها من منغصات.
9 – لا تغضب.
10 – تذرع بالأمل.
11 – كن صاحب همة عالية.
12 – استفد من تجارب الآخرين.
13 – اعتبر بما حدث لك ولغيرك.
14 – المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
15 – أشغل نفسك بما هو مفيد من الأقوال والأعمال.
16 – تدرب على العفو والحلم والرحمة وسلامة الصدر.
17 – تحل بروح المرح والتفاؤل ولين الجانب والموضوعية.
18 – تأمل في الأشياء وتفكر في مخلوقات الله.
19 – اعترف بخطئك ولا تجادل بالباطل.
20 – ابدأ يومك بالحب.
21 – راجع نفسك.
22 – لا تصحب الفجار فتتعلم من فجورهم.
23 – عليك بالصدق.
24 – لا تملأ قلبك بالأحقاد.
25 – لا تكن بائسا ولا يائسا.
26 – كن متجددا.
27 – تقبل النقد.
28 – لا تنتظر الأخبار السيئة.
29 – لا تحزن فعند اشتداد البلاء يأتي الرخاء.
30 – فكر جيدا قبل أن تفعل.
31 – تذكر نعم الله عليك.
32 – لا تكثر من الشكوى والتأوه.
33 – لا تسمح لأصدقاء السوء بالسيطرة على حياتك وأفكارك ومشاعرك.
34 – لا تقلق بشان المستقبل فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
35 – أسعد الآخرين تسعد …
وفي الختام أرجو لك أخي التوفيق والسداد، وأن يعينك الله تعالى على ما أنت فيه، وأن يعلي همتك ويجعلك مباركا أينما كنت”
كما سبق القول ليس كل السجناء فى سجوننا مجرمون طبقا للشرع حتى اللصوص كثير منهم لم توفر لهم الحكومات وظائف فلجئوا للسرقة وقبل محاسبة من نسكيهم مجرمين يجب محاسبة الحكومة فالحكومة التى تفرق بين موظفيها فتجعل هناك من يصرفون مرتبات تعيشهم فى مستوى الغنى وتصرف للكثرة مرتبات تعيشهم تحت خط الفقر هى المجرمة والتى يجب معاقبتها
السجون فى بلاد المنطقة مليئة بالأبرياء حتى من غير سجناء الرأى كالمديونين والمديونات الذين يستلفون لتزويج بناتهم أولادهم وليس معهم ما يسددون ديونهم بينما المديونين الكبار بالمليارات والملايين طلقاء أحرار خارج السجون ومثل الذين يجدون أنفسهم محكوم عليهم بغرامات كبيرة لأنهم ارتكبوا جرائم وهى ليست جرائم لا يعلمون بكونها جرائم كجرائم مخالفات المبانى ومخالفات الزراعة
ورحم الله توفيق الحكيم عندما تحدث فى كتابه يوميات نائب فى الأرياف عن هذه المشاكل من قرن تقريبا ومع هذا ما زالت المشكلات موجودة رغم الكتابة عنها مرارا وتكرارا لأن الحكومات تريد وجود المشاكل موجودة لجمع الأموال من الناس أو سجنهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *