كنت قد لفتُّ الأنظار لخطورة توجهات الاعلام المعادي، خصوصا بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة.
وبالفعل، صرنا نرى موجة اعلامية الهدف منها أن ننسى الأهداف الأساسية وان تتشوش في أذهاننا الاستنتاجات التي بنيناها على مدى ١٥ شهرا من متابعة الطوفان وتداعياته.
ومن أبرز تلك الحملات هي التي استهدفت حزب الله حيث رحنا نسمع ليل نهار كيف إن الحزب قد فقد قوته وانهار داخليا ولم يعد يستطيع القيام بأي شيء وأنه انتهى والى الأبد.
*وقد نجحوا في تمرير هذه الأفكار المسمومة حتى صرنا صدىً لها نرددها. ومن غير قصد، نثبط بها عزائم بعضنا البعض.* هذا بالرغم من إن *العدو نفسه يقر*، بشكل غير مباشر، *إن الحزب ما زال قويا يخاف منه الكيان*، كما ونسمع السُعار والنباح من الكيان وامريكا والخونة والمتخاذلين داخل لبنان، على ضرورة نزع سلاح حزب الله.
*فإن كان الحزب قد انتهى، فلمَ الخوف وعن أي سلاح يتكلم الأعداء!*
فقط وللتذكير ولابراز الاعيب الإعلام المعادي اذكر *مثالا يوضح الكثير*:
كان الطوفان *واحدا من أصعب واطول حروب في تاريخ الكيان* والتي تكبد فيها اكبر الخسائر بالارواح والمعدات والمعنويات والخسائر السياسية الداخلية والدولية والكثير الكثير من الخسائر.
وبعد ١٥ شهرا من القتال الضاري، *قام نتنياهو بإقالة وزير حربه، گالنت، والحرب لمّا تنتهي بعد!!!*
*فماذا نفهم من ذلك؟*
*نفهم:*
(١) أن *الكيان قد انهزم بالحرب*، والا لماذا اقال وزير حربه بدلا من تكريمه. اليس في ذلك اعتراف بالاخفاق والفشل!!!
(٢) عُمْق الشرخ الداخلي في إدارات الكيان، وما إقالة وزير الحرب، ومن بعده رئيس جهاز المخابرات (الشاباك)، وما سبق ذلك من استقالات سياسية وعسكرية على اوسع نطاق إلا تأكيدا لتلك الهزائم!!!
(٣) إدارة نتنياهو تقدم المصالح الشخصية على مصلحة الكيان.
طيب، *أمر كبير، كاقالة وزير دفاع الكيان أثناء حرب لم تنتهِ بعد، والذي يؤشر بوضوح لهزيمة جيش الكيان، أما كان ينبغي أن يشغل الإعلام صباح مساء ويذكّر بتداعياته وأهميته ودلالاته!*
ولكن الذي حصل أن *تكتّم الإعلام المعادي على تلك الاستقالة*، وكأنها أمر هين، وذلك *لننساها وننشغل بالتبشير بانتهاء حزب الله وخط المقاومة نهائيا.*
مرة اخرى، اذكّر نفسي وغيري، على *ضرورة رفع الوعي الى اعلى الدرجات*. فمن الواجب *علينا أن نرى باعيننا لا بأعين غيرنا.*
*وان نسمع باذاننا لا باذان غيرنا.*
*وان نحلل الأمور بعقلنا ولا ناخذ التحليلات الجاهزة التي يبثها الإعلام المعادي.*
*فبالنتيجة، كلنا مسؤول عما نقول ونكتب ونفعل.*
انا، وعلى طول الخط كنت متيقنا، اعتمادا على المعطيات الميدانية، إن *قوة حزب الله لم تتضرر كثيرا*، وميل الحزب إلى التهدئة في الفترة السابقة، كان لأسباب تنظيمية نتيجة الخسائر التي حصلت بين قياداته. وان *القضية قضية وقت وسيعود الحزب إلى الواجهة.*
ومساء البارحة، وفي كلمة الشيخ نعيم قاسم، أكد هذا الأمر بشكل قاطع حيث تكلم بثقة وقوة وحسْم، مؤكدا جملة أمور:
– سلاح الحزب ليس موضع مناقشة.
– أكد مسؤولية الحكومة اللبنانية عن إجبار العدو، بالضغط على داعميه، بتنفيذ بنود الجزء الاول من القرار ١٧٠١ والتي تُلزم العدو بالانسحاب من كامل التراب اللبناني.
– أكد إنه لو اختارت الحكومة المواجهة العسكرية مع الكيان، فإن الحزب سيكون معها ومهما كانت التضحيات.
– رفَضَ الربط بين الاعمار وسلاح حزب الله واعتبر ذلك ابتزازا لن يفضي إلى شيء. وذكّر الحكومة بمسؤوليتها عن الاعمار كما جاء في بيان القَسَم الذي تعهد به الرئيس جوزيف عون للشعب اللبناني بالأعمار. وكذلك في البيان الوزاري الذي التزمت به الحكومة اللبنانية الجديدة بالسرعة في إعادة الاعمار.
هذا، بالإضافة لأمور مهمة أخرى وردت في الخطاب.
لقد شكل ذلك الخطاب نقلة نوعية وفتح صفحة جديدة في الصراع، سيُحسب لها الف حساب، لان *عدونا يعلم، ربما أكثر مما نعلم، بقوة الحزب وامكاناته.*
وبالفعل، فقد أدى ذلك الخطاب إلى خروج مظاهرات كبيرة في شمال فلسطين المحتلة خوفا من تجدد القتال وتهجيرهم من مستوطناتهم من جديد نتيجة لذلك!!!
انصح بالإستماع لخطاب الشيخ قاسم والتمعن فيه مليّا.
والحمد لله رب العالمين