سؤال غير فقهي

   قال تعالى “وحرمنا عليكم ألميتةَ وألدمَ ولحمَ ألخنزير …”

ألآية ألكريمة صريحة في أمر ألتحريم ألمطلق وواضحة في ماذا يخص هذا ألتحريم. أما ألسؤال عنما هو ألشيء ألمشترك بين هذه ألأشياء ألثلاثة وألذي يعمله ألإنسان ويحرمه ألله تعالى؟ يتضح لي شخصياً (ولست متخصصا بتفسير ألقرآن) إن ذلك ألشيء ألمعني بهذه ألآية هو أكل هذه ألأشياء. أي إن ألفهم ألواضح من سياق ألآية هو تحريم أكل لحم ألحيوان ألميت ولحم ألخنزير وشرب ألدم.

 

لماذا هذا ألتحريم؟ أهوَ لسبب صحي، طبي، أخلاقي، إجتماعي، بيئي؟ لم يذكر لنا ألقرآن ألكريم ذلك وألله أعلم. لست متسائلاً عن مدى شرعية هذا ألتحريم ولا أدعو إلى مخالفة شرع ألله. فعلى مستوى ألتطبيق ومن ألناحية ألعملية وألعلمية لايمكن أبداً لاحد أن يأكل أي لحمٍ حلالاً وليس في ذلك ألحم شيئُ من ألدم. لذا يتضح لنا أن نفهم هذا ألتحريم بما يخص شرب ألدم إلمسفوك كسائل لوحدهِ أو ربما مخلوطاً أو مصنعاً مع شىء آخر. وإلا لكان جميع ما نأكلهُ من لحم هو حرام لأنه لا يخلو من ألدم.

 

أما بألنسبة للحم ألخنزير فيتطلب عملياً بعدم ذبح هذا ألحيوان لغرض ألأكل. وكما قلنا أعلاه لم يعرف ألمسلمون سبب هذا ألتحريم، فلماذا إذاً إتفق ألمسلمون جميعاً على إحتقار ونبذ هذا ألحيوان ألمسكين وإعتباره سيئاً وقبيحاً ونجساً، وهو ألذي خلقه ألله سبحانه وتعالى كباقي ألحيوانات؟ فبينما يكرم ألمسلمون طائر ألطاووس على باقي ألحيوانات حيث رويَ إن ألنبي (ص) أنهى عن أكل لحم ألطاووس، يتكالب ألمسلمون وبشدة على إحتقار وتنجيس ألخنزير وقد نهى ألله تعالى عن أكل لحمه! هناك ألكثير من ألحيوانات ألتي لا يأكل ألمسلمون لحمها كألؤسود وألنسور وغيرها ولكنهم لا يحتقرونها، فلماذا تختلف ألحالة مع ألخنزيرِ؟ ثم إن جميع ألمسلمين وأغلب ألناس لا يأكلون لحم ألكلاب وألقطط لكنها تعيش بين ألمسلمين في بيوتهم في أمان وربما بشىء من ألحب وألمودة. قد يمسك ألمسلم ألقطط ويلاعبها وهو لا يأكل لحمها لكنه إذا لمس خنزيراً فقد وجب عليه أن يغتسل وهو يعلم إن ألله قد حرم أكل لحمه فقط.

 

أقول، أليس من ألأجدر أن نعامل هذا ألحيوان ألمسكين كباقي مخلوقات ألله تعالى ولا نحتقره لشيء ليس له ذنب فيه؟ بل ربما على ألعكس وُجب علينا أن لا نذبحه لغرض أكل لحمه كما نفعل للكثير من مخلوقات ألله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *