رغد ابنة الطاغية والهدف العكسي

استغرب من الضجة التي اثارتها المقابلة التلفزيونية التي اجرتها قناة العربية مع ابنة الطاغية المدعوة رغد, كما استغرب من ردود الافعال التي رافقت هذه الضجة.

ما قيمة رغد وما تمثله من وزن في ظل اجواء عالمية تتصارع فيها القوى العظمى في منطقتنا, وما قيمة رغد وتأثيرها في المشهد السياسي عل الصعيد الداخلي او عل الصعيد الاقليمي.

بعض النظر عن نوايا القناة التي اجرت اللقاء وجهة تمويلها –السعودية- وما يصبون له, وبغض النظر عن الاكاذيب والتفاهات التي تفوهت به الزنيمة بنت الزنيم والتي تتكلم بمنطق الاستعلاء حين قالت “نحن اسياد البلد”, وبغض النظر عن اهداف ورسالة هذه المنبوذة من لقاءها بغض النظر عن هذا كله, فإننا شخصنا جانبا مهم, ونتيجة جيدة من هذا اللقاء الذي كان محاولة لنفخ في قربة مثقوبة لعلها تمتلئ بشيء وسنذكرها عل شكل نقاط.

اولا: هذا اللقاء كشف لنا المندسين بيننا, ممن يحبون البعث ويحنون لأيامه وكشف لنا اولئك المتخفين في صفوفنا ويعملون على طعننا من الداخل, فصاروا بعد هذا اللقاء مفضوحين, وكُشِفَتْ حقيقتهم امام المجتمع الذي تلظى بنار صدام وعصابته, وهؤلاء المندسون وبعد هدوء الفورة الاعلامية للقاء سوف لن يرفعوا رؤوسهم البتة, بل سيعودون القهقري خائفون يلوذون ببيوتهم خشية ان يتخطفهم الناس.

ثانيا: كشف لنا هذا اللقاء عن اولئك المتصدين للسياسة, الذين يجاملون البعث ويقربونه, وكذلك كشف لنا ساسة الصف الاول من البعثيين الذين يحملون معاول لهدم الدولة.

ثالثا: كشف لنا هذا اللقاء حفنة الجبناء بين صفوفنا, والذين ارتعدت فرائصهم بمجرد شاع المد الاعلامي بان رغد سترشح وانها ستفوز, هؤلاء الجبناء ما كنا لنستشعر وجودهم لولا هذا اللقاء.

رابعا: استفز هذا اللقاء مشاعر ضحايا النظام البائد, وجعلهم يوحدون صفوفهم, ويعلنون موقفهم الثابت بانهم لن يسمحوا للبعث ان يمر ببلدنا مرة اخرى.

خامسا: حرك هذا اللقاء الماء الساكن: واعيد النظر بقانون تجريم حزب البعث: وايقظ هذا اللقاء فكرة تشريع قوانين صارمة تحاسب كل من يعمل او يروج او ينتمي او يمجد حزب البعث.

رب ضارة نافعة هكذا يقال في المثل: نعم لقد كان اللقاء نافعا جدا ومهما جدا: وبتوقيت حرج جدا: واجزم في قرارة نفسي ان ردود فعل الناس تجاه اللقاء وسخطهم منهم جعل رغد ومن اقترح عليها الظهور الاعلامي نادمين كثيرا عل فعلهم هذا, وان الهدف الذي راموا تسجيله من اللقاء ارتد عليهم بهدف عكسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *