الفرق بين إبليس والشيطان* ؟

كثير منّا لا يفرق بين مفردتين وردتا في القرآن الكريم
الأولى: (إبليس)
والأخرى: (الشيطان)

وفي الحقيقة إن الفرق بين المفردتين هو :

١-إبليس : هو اسم عَلَم للمخلوق الذي رفض أمر الله تعالى حين أمره بالسجود لآدم وهو من جنس الجن لقوله تعالى في سورة الكهف المباركة الآية (٥٠) (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلٰٓئِكَةِ اسْجُدُوا لِءَادَمَ فَسَجَدُوٓا إِلَّآ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ).

٢- الشيطان : الشيطان ليس إسم جنس كما يعتقد الكثيرون وليس انه خاص في ابليس وذريته.
فكلمة الشيطان هي صفة ، ويمكن أن تتحقق بالإنس ، ويمكن أن تتحقق بالجن، لأن ليس كل من اتصف بالجن هم من الشياطين، فيوجد جن صالحون، وآخرون كافرون،{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً}الجن

فأن كلمة الشياطين صفة تطلق على جميع من تمرد على أوامر الله تعالى سواء كانوا من الجن أو من الإنس لقوله تعالى في سورة الأنعام المباركة الآية (وَكَذلِكَ جَعَلنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطينَ الإِنسِ وَالجِنِّ يوحي بَعضُهُم إِلى بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرورًا وَلَو شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلوهُ فَذَرهُم وَما يَفتَرونَ) .

🔴 إذا لماذا يطلق القرآن الكريم تارة كلمة شيطان وتارة كلمة ابليس؟
الجواب:
اذا كان الامر متعلق في إبليس نفسه تأتي كلمة إبليس كما في قوله تعالى :
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى}. [البقرة: 34]، وقال تعالى: ﴿ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ﴾ [الأعراف: 11]، وقال تعالى: ﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 31]. فالامر هنا متعلق في شخص ابليس نفسه لا غيره وكذلك في قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴾ [الكهف: 50].

اما اذا كان الامر متعلق بالغواية إلى الغير فتأتي كلمة شيطان وهذه الكلمة تخص كل من اتصف بهذه الصفة سواء كان من الجن او الانس
كما في قوله تعالى:
{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيه}.ِ [البقرة: 36]، وقال تعالى: ﴿ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾ [البقرة: 168]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [آل عمران: 36]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا ﴾ [النساء: 38].
فهذه الايات كلها متعلقة بالغواية والوسوسة
السيد مخلص ال شبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *