*الهي، لا يكونوا أهون عليك من فصيل ناقة صالح (ع)*

لا بد انكم شاهدتم او سمعتم الفديو الذي قام بتصويره احد عمال الإنقاذ في الهلال الأحمر الفلسطيني قبيل استشهاده، حين هرعوا، لنجدة الجرحى في رفح، جنوب غزة، *فحاصرهم جنود الكيان وأسرَهم وقتَلهم بدم بارد*.

مشاهدة اجساد الشهداء الطاهرة وأجسام الجرحى المظلومين، امر عسير. اما مشاهدتهم وهم يقتلون بكل جبن وخسة، فهو امر فوق طاقتي، فعذرا. لم استطع مشاهدة الفديو ولكني سمعته.

١٥ من المسعفين الفلسطينيين هرعوا لنجدة جرحى قبل اسبوعين. لم يكونوا مسلحين، وكانوا يلبسون العلامات التي تشير الى انهم مسعفين وسياراتهم كانت سيارات اسعاف وقد شغّلت اضوية الطواريء، اي *لم يكن هناك اي عذر او مجال للاشتباه بهم*. انقطع الاتصال بهؤلاء المسعفين. وفي الايام القليلة الماضية، تم الوصول الى المكان وتبين انهم قد استشهدوا جميعا ودفنهم الكيان في مقبرة جماعية.
وحسب ما تكشّف من معلومات، فقد *قام جنود الكيان الجبناء بأسرهم ومن ثم قتلهم بسبق اصرار*. وقاموا بعد ذلك بدفن اجسادهم الطاهرة بالشفلات. وحين وُجدت جثامينهم المقدسة، *كانت ايدي البعض منهم مقيدة!*

طبعا، كلنا نعرف، ان *جيش العدو لا يحسن الا قتل العزل*، وما ان يتواجه مع ليوث المقاومة، حتى يفر وذيله بين رجليه!

ادعى الكيان ادعاءات مختلفة ليبرر جريمته النكراء الجبانة تلك، ومن تلك الادعاءات انه قام بدفنهم، بتلك الطريقة الهمجية، لحماية اجسامهم من الحيوانات الضارية. وهل هناك من هو اسوء من الحيوانات الا هم!

وهنا يحصل امر غير متوقع، و *لا يخلو من عناية إلهية*. احد المسعفين الابطال، قام بتصوير المجزرة. وبالرغم من يقينه بانه هو التالي، الا اننا سمعناه يتشهد الشهادتين ويطلب السماح من والدته، تلك اللبوة التي انجبت هذا الليث! لم يتهدج صوته، بل كان صوته ثابتا قويا مؤمنا مطمئنا.

كنا قد سمعنا وقرأنا مثل هذه المواقف في كتب التاريخ، وفي زاوية من اذهاننا قد نكون ظننا انها من نسج الخيال. ان يواجه رجل الموت وهو رابط الجأش، فقد كان يبدوا ذلك امرا مستحيلا، الى أن أثبته هذا البطل المغوار ووثَّقه بالصوت والصورة.
لقد قاوم بتجهيزاته الطبية، وانتصر للحق بكاميرته!

وشاءت تلك الألطاف الالهية ان يتم العثور على ذلك الفديو ومن ثم يجد طريقه الى صحيفة النيويورك تايمز ليُنشَر فيشاهده ويسمعه العالم باجمعه *ليكون شاهدا على جرائم جيش من اجبن واخس ما على الارض*.

كان وقْع الفديو كبيرا، بحيث اجبر جيش الكيان على تغيير روايته مرات ومرات ليبرر ما لا يمكن تبريره.

نحن نعرف بان العالم الغربي الطاغوتي سيستمر على صمته الدنيء.
ونحن نعرف ان الغالبية الساحقة من الحكومات الاسلامية والعربية ستستمر على صمتها المشين.
ونحن نعرف اننا لن نسمع من ٢ مليار مسلم و ٧ مليار انسان على هذه الارض اي رد فعل شريف، الا من النزر اليسير.
ولكننا نعرف *ان الله (س) وملائكته غضبوا لكل هذا، ولن يفلت الجناة من عقاب رب الأرباب، ولو بعد حين.*

*فلله در غزة* وما أرتنا من امور خارقة، لولا حصولها، لقلنا انها من المعجزات التي لا تحصل الا في بطون الكتب.
*ولله در اطفال وشيوخ، ونساء ورجال، غزة* الذين علّموا العالم دروسا في الايمان والثبات والصمود وحب الارض!
*ولله در كل بطل مجاهد ببندقية او ضماد او معول*، الذين انجزوا المعجزات في حياتهم وحتى بعد استشهادهم.

ودعائي الى المنتقم الجبار:
*الهي، لا يكونوا أهون عليك من فصيل ناقة صالح (ع)*
*الهي، لا يكونوا أهون عليك من فصيل ناقة صالح (ع)*
*الهي، لا يكونوا أهون عليك من فصيل ناقة صالح (ع)*

٧-٤-٢٠٢٥
الدكتور إعصار أبو نبأ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *