قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70-71].
إنَّ للقول في ميزان الإسلام شأنًا عظيمًا، فقد قرن الله بين التقوى والقول السديد، لما لهما من أثر في إصلاح الأعمال وغفران الذنوب.
وقبل بيان هذا الأثر، لا بدّ من التمييز بين القول والكلام من حيث العموم والخصوص؛ إذ كل كلامٍ قول، وليس كل قولٍ كلامًا، لأن القول أعمّ وأشمل، فهو يتعدّى حدود النطق إلى ما يدلّ عليه الإشارة أو الكتابة أو أي وسيلة تعبّر عمّا في النفس.
ولذلك أمر الله المؤمنين أن يراقبوا أقوالهم، فقال:
﴿وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾، أي قولًا مصيبًا للحقّ، موافقًا للعدل، واقعًا في موضعه، لا إفراط فيه ولا تفريط.
والسداد في القول يعني: القول الحكيم الذي يراعي حال المخاطب، ويُقصد به وجه الله تعالى، فيكون عدلًا في الحكم، ورحمةً في الخطاب، وصدقًا في البيان، كما قال سبحانه:
﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾ [الأنعام: 152].
ومن يتّقِ الله في أقواله، ويتحرَّ الصدق والسداد في حديثه، يُصلح الله له عمله، ويغفر ذنبه، وهي أعظم بشارةٍ ينالها المؤمن، إذ جمع الله له بين صلاح الدنيا وغفران الآخرة.
وقد جعل الله القول السديد أيضًا أمانًا للذرية الضعيفة من بعد الآباء، فقال سبحانه:
﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ [النساء: 9].
فالتقوى والقول السديد ضمانٌ لحفظ النسل، وصلاح العمل، واستمرار الخير في المجتمع.
السيد مخلص ال شبيب
https://shorturl.fm/iEsH4
https://shorturl.fm/aRubD
https://shorturl.fm/g3pLG
https://shorturl.fm/mk2Vg
https://shorturl.fm/EAmoO