المقدس هو كل ما له صلة بالله سبحانه وتعالى، فيكتسب طهارة وقداسة، سواء كان مكانًا أو شيئًا عاديًا أصبح مقدسًا بسبب ارتباطه بحدث ديني مهم أو بشخصية مباركة. فالمكان أو الشيء يكتسب القداسة حين يرتبط بالرسالات الإلهية أو الأنبياء أو الأحداث الكبرى التي تُظهر الحق أو تحقق العدل الإلهي.
1. أمثلة قرآنية على تقديس الأماكن
أبرز الأمثلة على تقديس الأماكن في القرآن الكريم: الوادي المقدس الذي كلم الله فيه موسى عليه السلام:
> ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾ (طه: 12)
﴿إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾ (النازعات: 16)
وهذا يوضح أن المكان يصبح مقدسًا إذا ارتبط بتواصل مباشر مع الله أو بحدث إلهي مهم.
2. كيف تصبح الأماكن مقدسة؟
قد تصبح الأماكن مقدسة عندما يرتبط المكان بحدث عظيم أو بشخصية مباركة. على سبيل المثال:
الحجر الأسود ومقام إبراهيم عليه السلام، فقد كان إبراهيم عليه السلام يقف عليه عند بناء الكعبة، فجعله الله مكانًا مقدسًا.
الأماكن التي جلس عندها الأنبياء أو اختبأوا فيها أو صلى فيها، تصبح مقدسة بتأثير الحدث أو الشخصية المرتبطة بها.
فالحدث هو الذي يمنح المكان القداسة، وليس الطبيعة المادية للمكان نفسها.هذه من وجهة نظر ولعل هذه الأماكن لها شأنية وخصوصية عند الله كبيت الله الحرام والبيت المعمور
3. كربلاء: سبب تقديسها
كربلاء أصبحت مقدسة لأنها ضمّت جسد الإمام الحسين عليه السلام، الذي هو بضعة من النبي صلى الله عليه واله، كما قال رسول الله صلى الله عليه واله:
> “حسين مني وأنا من حسين”
وقد كان استشهاده عليه السلام في كربلاء يوم عاشوراء حدثًا عظيمًا جسّد القيم الإلهية، كالحق والعدل والتضحية في سبيل الله، مما جعل أرض كربلاء مكانًا مباركًا ومقدسًا عند المسلمين. كما أن بكاء السماء والأرض على الإمام الحسين عليه السلام يدل على عظمة الحدث ومكانته الروحية.
وبذلك، تقديس كربلاء ليس فقط لوجود الإمام الحسين عليه السلام فيها، بل لتجسيدها لمبادئ الحق والعدل الإلهي التي يجب أن يقدّرها المؤمنون.
الكاتب //السيد مخلص ال شبيب
https://shorturl.fm/L11EJ
https://shorturl.fm/wZXvI
https://shorturl.fm/lCVBx
https://shorturl.fm/2B1nO
https://shorturl.fm/t1iYw