جازَ الأُلى مَلكَتْ كَفّاكَ قَدْرَهُمُ فعُرّفُوا بكَ أنّ الكَلْبَ فوْقَهُمُ
ساداتُ كلّ أُنَاسٍ مِنْ نُفُوسِهِمِ وَسادَةُ المُسلِمينَ الأعْبُدُ القَزَمُ
أغَايَةُ الدّينِ أنْ تُحْفُوا شَوَارِبَكم يا أُمّةً ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ
ألا فَتًى يُورِدُ الهِنْدِيَّ هَامَتَهُ كَيما تزولَ شكوكُ النّاسِ وَالتُّهمُ.
فإنّ البيت
[أغاية الدين أن تحفوا شواربكم…
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم]
صدق قول المتنبي حينما حصر تمسك هذه الأمة بالدين بقوله في “حلق الشوارب”، حين قبلوا بحكام مثل حكام الخليج أن يحكموهم، ويتحملوا جريمة تنصيب هولاء المسوخ
حتى ضحكت الأمم منهم واستهزأوا بهم وبقلة عقولهم.
ومن يتابع المشهد السياسي العربي الحالي، يرى ذلك الشطر من قصيدة المتنبي جليا وواضحا
فاليوم.. لم يفقد العرب صُلب علاقاتهم بقيمهم الدينية وجوهرها، ولم يتوقف الأمر عند استقبالهم ترامب المعتوه وخنوعهم له، ومداهنتهم، بل ذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك، على المستويين الديني والسياسي.
وقد أنكر البعض هذا البيت ويقول لا يجوز أن ننعت أمة محمد : (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم)، ويقول هذا قولٌ منكر فأمة محمد صلى الله عليه واله هي خير الأمم، وأعلم الأمم لعلمها بالله والجاهل إنما من جهل قدر الله ومن أخطأ من أمة محمد صلى الله عليه واله فرداً كان أو طائفة يُنسب خطؤهم له أو لهم. لأن الله وصفهم بقوله
: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ.
الجواب على ذلك:
هل المقصود بالخيرية حسب ما يقول هي ألامة الإسلامية ؟ اذا كانت كذلك
١- فكيف تكون خير أمة، ويقتلون أمير المؤمنين، والحسن، والحسين بن علي عليهم السلام
٢-اذا كان المقصود بها جميع الامة الاسلامية لكانت الاية تقول انتم وليس كنتم خير امة اخرجت للناس لتشمل جميع افراد الامة., لكن الاية جاءت (كنتم خير امة اخرجت للناس).
لغوياً إعراب كان: فعل ماضي ناقص وهذا في الزمن المنقضي والذي أفل.
٣-ينبغي أن يعلم أن الأمة الإسلامية الموصوفة بالخيرية هي التي تحقق الشرط المذكور في الآية: تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ. {آل عمران 110}. وهذه صفة لبعض افراد هذه الأمة، ولذلك جاء عن بعض المفسرين تخصيص طائفة من هذه الأمة بهذه الخيرية.
عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) أن هذه الآية قرأت عليه فقال (عليه السلام) لقارئ هذه الآية: خير أمة، تقتلون أمير المؤمنين، والحسن، والحسين بن علي عليهم السلام؟!
فقال القاري: جعلت فداك، كيف نزلت ؟
قال: نزلت: كنتم خير أئمة أخرجت للناس، ألا ترى مدح الله لهم:﴿ … تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ … ﴾ 5 6.
والمراد بنزولها كذلك: أن هذا التفسير لكلمة: «الأمّة»، بكلمة «الأئمة»، قد نزل من عند الله سبحانه. حتى ليصح أن نضع هذه بدل تلك، على سبيل التفسير، لا لتصبح هذه هي القرآن المنزل..
أو فقل: إن كلمة «الأمة» هكذا نزلت، مراداً بها هذا المعنى، وهو «الأئمة»، دون سواه..
وقد بين الإمام عليه السلام: أن إرادة جميع أفراد الأمة، غير ممكن، فإن فيهم من يفعل المنكر ويأمر به، وأن فيهم قتلة أوصياء الأنبياء.. وفيهم.. وفيهم..
