قبسات عاشورائية في رحاب الحسين عليه السلام

جاءتْ وقائدُها الهدى، وإلى
حُبِّ الحسينِ يقودُها النُّبْلُ

وغدتْ جموعُ العاشقينَ كأنّها
طَوفانُ صدقٍ فاضَ بهُ السَّيلُ

نادتْ: حسينٌ نهجُنا، ودماؤُنا
تجري لهُ، والعزمُ والمُقَلُ

قد جاءنا بالحقِّ، فارتفعتْ لهُ
راياتُنا، وانقادَ لهُ الكُلُّ

ما للحسينِ سوى القلوبِ إذا دعتْ
تهوي إليهِ، وتزهرُ السُّبُلُ

نستقبل في هذه الأيام ذكرى عاشوراء الحسين عليه السلام، بقلوبٍ يملؤها الحزن، وعيونٍ تفيض بالأسى، على رجلٍ لم يكن فردًا عاديًا، بل أمة في رجل، رمزًا خالدًا من رموز الإسلام، وإمامًا من أئمة المسلمين، وسبطًا من سِبطَي رسول الله صلى الله عليه واله وريحانته في الدنيا.
لسنا هنا أمام رجلٍ عابرٍ في سجل التاريخ، بل أمام قمة من قمم المجد، وأُسوة في العطاء والتضحية، رجلٌ أحيا الدين حين أرادت الضلالة أن تطفئ نوره، وثار حين عمّ الصمت، وضحّى حين سكت الجميع. لقد خلد الإمام الحسين عليه السلام في كتاب النور والكرامة، بما قدمه من نفس وولد وأهل ومال، في سبيل الله، ومن أجل إنقاذ الأمة.
لقد كان الحسين.. منارة في زمن الردّة
وكان أيقونة في مرحلة زمنية كادت فيها الأمة أن تغرق في وحل الانحطاط الأخلاقي والعقدي، وتُبتلع في دهاليز الطلقاء وبني أمية، وقف الحسين عليه السلام ليقول “لا”. لقد تصدى لطغيان أراد طمس معالم الدين، وتحويل الإسلام إلى غطاءٍ للظلم والاستبداد، حيث جعلوا مال الله دُوَلًا، وعباده خَوَلًا، وسلطوا إعلامهم وعلماءهم المأجورين لتزيين باطلهم وتمرير مشروعهم.
ومع أن بريق السلطة، وأضواء الإعلام، قد خدع الكثيرين، إلا أن مدرسة الحسين بقيت النور الهادي، والصرخة الصادقة في وجه الطغيان، مدرسة لا تعرف المهادنة، ولا تقبل بالمساومة على الحق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *