الرد على شبهة “بدعية” الاحتفال بالمولد النبوي

إنّ الاعتراض الوهابي على الاحتفال بالمولد النبوي بدعوى “البدعة” لا يثبت أمام النصوص القرآنية والسنّة الشريفة وسيرة المسلمين عبر القرون. ويمكن الرد عليهم بعدة وجوه:

١. جعل أيام النعم عيدًا مشروع في القرآن

قال تعالى في قصة المائدة:
﴿اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنْكَ﴾ (المائدة: 114).
✔️ فإذا كان نزول طعام يجوز أن يُجعل عيدًا مشروعًا يحتفل به المؤمنون، فكيف بميلاد سيد الكائنات، ورحمة الله للعالمين ؟!

٢. الأمر بالفرح بفضل الله ورحمته

قال تعالى:
﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ (يونس: 58).
✔️ وفسّر العلماء أن “فضل الله” هو القرآن، و”رحمته” هو الرسول صلى الله عليه وآله. فالآية نصٌّ صريح في الدعوة إلى الفرح بقدوم النبي صلى الله عليه وآله ولا شك أن يوم مولده هو أنسب مناسبة لإظهار هذا الفرح.

٣. النبي صلى الله عليه وآله أحيا يوم ولادته بعبادة

ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله كان يصوم يوم الاثنين، ولما سُئل قال: «ذلك يوم وُلدتُ فيه».
✔️ فهذا أصلٌ نبويّ في إحياء ذكرى المولد، وإفراده بعبادة شكرًا لله.

٤. الاحتفال شكرٌ لله لا بدعة

الاحتفال بالمولد ليس استحداث عبادة، بل هو:

اجتماع على الذكر،

تلاوة القرآن،

الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله،

إظهار الفرح بميلاده الشريف.
✔️ وهذه أعمال مشروعة في أصلها، وإنما جُمعت في يوم مخصوص، فلا يصح وصفها بالبدعة المذمومة.

٥. دلالة كلام الإمام الصادق عليه السلام

قال الإمام الصادق عليه السلام:
«شيعتنا خُلقوا من فاضل طينتنا، يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا» (الكافي 1/389).
✔️ فالفرح بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين ليس مجرد عادة، بل هو علامة إيمانية أصيلة تدل على الولاء الصادق.

✨ الخلاصة

إذا كان الحواريون قد جعلوا نزول مائدة عيدًا، وكان الله أمر بالفرح برحمته، وكان النبي صلى الله عليه وآله يصوم يوم ولادته شكرًا لله، فكيف يُستنكر اجتماع المسلمين لذكرى مولده الشريف؟
الضّير ليس في الاحتفال، بل في إنكاره.
السيد مخلص ال شبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *